تم بولاية تيزي وزو أول أمس بعرض فيلم وثائقي بلجيكي بعنوان "وداعا وداعا بلجيكا" للمخرجة ألباريز كريستينا وذلك بقاعة ميدياتيك "أموسناو" بعاصمة الولاية. العمل سعى إلى ترجمة واقع معاناة الجالية المغتربة المقيمة ببلجيكا وصعوبة اندماجها في هذا المجتمع، وذلك عبر رسالة بعث بها أحد المغتربين التونسيين إلى جريدة "لو سوار" البلجيكية قص فيها معاناته في هذا البلد التي امتدت عبر 20 سنة من (1960 إلى1980). بدأت القصة الشاب التونسي عند توجهه إلى بلجيكا بغرض التعلم و بعد انقضاء سنوات التعليم سعى إلى الإقامة في هذا البلد وإيجاد مكان له بين أهلها، فاشتغل بمجالات عدة ودخل العديد من الإدارات وعاش على أمل أن يجد لنفسه مكان وسط المجتمع البلجيكي لكن قوبل في كل مرة بالرفض وأغلقت في وجهه كل الأبواب وعومل بعنصرية شديدة ماجعله يكره هذا المجتمع، ليقررفي الأخيرأمام كل هذه الصعوبات والمشاكل للعودة إلى وطنه الأم تونس بعد محاولات يائسة في الإندماج. وفي حديثها ل"المساء"أكدت المخرجة أن فيلمها الوثائقي الذي أنتج في 2006 والذي يعرض لأول مرة في الجزائر وتحديدًا بتيزي وزو، جاء نتيجة تأثرها برسالة المغترب التونسي مضيفة في ذات السياق أنها هي أيضا مغتربة ببلجيكا التي قدمت إليها من وطنها الأصلي اسبانيا وأنه رغم تواجدها بهذا البلد إلا أنها كانت دائمًا تحن لوطنها اسبانيا، وكذا لرغبتها في إيصال رسالة مهمة ألا وهي صعوبة الإندماج في مجتمع غير مجتمعك الأصلي.