فرض ايقاع الحياة العصرية عدة تغييرات مست بالدرجة الأولى النظام الغذائي للانسان الذي أصبح يترجم انتشار ثقافة "الفاست فود" غير الصحية، حيث يعد ارتفاع نسبة الامراض المزمنة على الصعيد العالمي أهم عنوان لمشكلة العصر المتمثلة في سوء التغذية· إن الغذاء الجاهز الذي يقبل عليه السواد الاعظم من العمال استجابة لظروف الحياة العصرية يلعب دورا هاما في استفحال ظاهرة الاعتماد على النظم الغذائية غير الصحية···كان هذا أهم ما أجمع عليه المشاركون في اليوم الدراسي الذي نظمته المديرية العامة للأمن الوطني مؤخرا بالمدرسة العليا للشرطة· و كشفت توضيحات الدكتور حامد محمد جان أن الجسم يحتاج يوميا الى الجلوكوز، الأحماض الآمينية، الاحماض الدهنية· الماء· الفيتامينات والاملاح المعدنية، وهي احتياجات تتوقف على اتباع نظام غذائي متوازن يراعي النوعية والكمية معا -وبناء عليه- يشرح الدكتور- ينبغي أن يتضمن البرنامج الغذائي اليومي البروتينات من خلال تناول اللحوم الحمراء، البيض والسمك وكذا الكالسيوم الذي يوجد بكثرة في الحليب ومشتقاته· اضافة الى الاغذية التي تمنح الطاقة مثل السكريات، والدهون التي توجد في الزيوت وفي نفس الوقت يحتاج الجسم الى النشاء الذي يمكن الحصول عليه من خلال تناول الخبز، البطاطا والأرز في حين تضمن الالياف الموجودة في الخضر والفواكه حسن أداء الامعاء لوظائفها· وترى الدكتورة جميلة نذير مسؤولية برنامج داء السكري بمديرية الوقاية التابعة لوزارة الصحة، أن التطور المستمر للأمراض غير المتنقلة بات يشكل انفجارا وبائيا يهدد الصحة في مختلف أنحاء العالم، ومن ضمن هذه الأمراض داء السكري، ارتفاع ضغط الدم، السرطان، أمراض الرئة وأمراض القلب، بحيث يعد سوء التغذية أهم أسباب انتشار هذه الأمراض غير المتنقلة اضافة الى الادمان على المشروبات الكحولية والتدخين· وتبعا لدراسة أجرتها مديرية الوقاية بالتعاون مع مكتب المنظمة العالمية للصحة بالجزائر سنة 2004 شملت 4136 مستجوبا -فانه قد تبين أن المواطن الجزائري يستهلك الفواكه أقل من ثلاث مرات في الأسبوع كما يستهلك الخضار خمس مرات فقط خلال الأسبوع· في حين اتضح أن 25.4 % من المستجوبين ستهلكون اللحوم الحمراء مرة واحدة في مدة أسبوعين وأن 25% لا يمارسون النشاطات البدنية خاصة النساء· وتأتي هذه المعطيات مقابل الحقائق التي تقر بارتفاع مؤشر النمو الديمغرافي في الجزائر، حيث ارتفع عدد السكان من 30.3 مليون نسمة 2000الى 33.1 مليون نسمة سنة 2004· في الوقت الذي تشير فيه التوقعات الى أن عدد سكان الجزائر قد يصل الى 44.2 مليون نسمة في غضون 2025· وانطلاقا من حقيقة أن سوء التغذية أحد اسباب الاصابة بداء السكري أشارت الدكتورة مليكة صحراوي مختصة في أمراض الغدد الصماء والسكري، الى أن داء السركري من النوع الثاني مسكل صحي حقيقي نظرا للارتفاع السريع لعدد المصابين به في العالم، ما يستدعي تكفلا صحيا صارما، وعلى هذه الفئة أن تلتزم بنظام غذائي صحي مع مراعاة الامتناع عن التدخين· ولا يحتاج مرضى السكري من النوع الثاني غالبا حقن الانسولين بقدر ما يحتاجون الى مراقبة نسبة السكر وعدم تجاوز الحمية الغذائية· فضلا عن الالتزام بممارسة النشاطات البدنية وتناول الأدوية· وتجدر الاشارة الى أن هذا النوع من السكري يصيب عادة الشريحة التي تفوق أعمارها 45 سنة والتي تعاني من الوزن الزائد· ويتوقف تجنب مشكل سوء التغذية حسب ارشادات الدكتور علال مختص في الامراض الباطنية على أداء التمارين البدنية كالمشي لمدة ساعة يوميا أو ممارسة السباحة· الابتعاد عن الدهون الحيوانية واستبدالها بتناول الزيوت النباتية وكذا الابتعاد عن القلي مع مراعاة تناول طبق خضروات مطبوخة يوميا على الاقل وثلاثة أنواع من الفواكه يوميا···