تتوقع وزارة التضامن الوطني والأسرة والجالية الجزائرية المقيمة في المهجر استقبال أكثر من 900 ألف مهاجر في الفترة الممتدة من الفاتح جوان الى نهاية شهر أوت القادم لذلك تم تسطير برنامج ثري لاستقبال الجالية يمس مختلف المجالات سواء داخل الوطن أو بالخارج ويهدف في محتواه الى تقريب الضفتين وتعريف الجالية أكثر بالجزائر من خلال التظاهرات الثقافية واللقاءات التشاورية لاقتراح حلول لمختلف الانشغالات، بالإضافة الى توفير المناخ لاستقطاب الأدمغة المهاجرة وأموال رجال الأعمال الجزائريين في المهجر، وهو البرنامج الذي لقي استحسان الجالية في انتظار تطبيق كل بنوده ال" 95 " موزعة على خمسة محاور . عادت الحيوية من جديد الى المهاجرين الجزائريين العائدين من ديار الغربة خاصة بعد تخصيص وزارة للجالية الوطنية تهدف الى تسهيل عملية عودتهم وتقريب الجسور بين الضفتين وهو ما أكده ل "المساء" السيد مصطفى وهو مهاجر بمدينة ليل الفرنسية منذ التسعينات، حيث أشار أن مبادرة رئيس الجمهورية دليل على نيته في تطبيق كل الوعود التي ضربها لنا عبر مختلف لقاءاته مع ممثلي الجالية الوطنية في المهجر، حيث رغم أننا نعيش بعيدا عن ارض الوطن لكن الحنين يجعلنا في ارتباط مستمر مع الجزائر في كل أحوالها سواء في فترات الحزن أو الفرح فنحن جزائريون بدمائنا وقلوبنا، في حين أشارت سيدة أخري أنها كانت مترددة في زيارة أهلها هذه السنة حيث اقترحت على أبنائها قضاء العطلة الصيفية بإحدى الدول العربية الاخرى لكن سرعان ما تنازلت عن الأمر بعد الإعلان عن الإجراءات التي أدخلتها الحكومة بخصوص ظروف استقبال المهاجرين لتكون ضمن أولى أفواج المهاجرين الزائرين أرض الوطن . ونحن عند مدخل ميناء الجزائر لمسنا ارتياحا في أوساط المسافرين الذين اقروا بوجد تسهيلات في الجمركة لكنها على حد تعبيرهم غير كافية مطالبين بالإسراع في تنفيذ القرارات مع التركيز على حسن الاستقبال، وفي ذات الشأن يقول إسماعيل وهو أستاذ جامعي بفرنسا انه حان الوقت لتدارك النقائص في مجال التكفل بالجالية وأبنائها في المهجر حتى لا ينقطع الاتصال نهائيا مشيرا الى انه يستغل العطل السنوية لاستقدام أبنائه الى الجزائر لغرس حب الوطن فيهم فلا يخفى على احد أن تربيتهم في المهجر أمر صعب وسط اختلاف البيئة والقيم الاجتماعية وطالب القنصليات في كل المناسبات بفتح فضاءات ثقافية وترفيهية لصالح الأبناء تساعد على الحفاظ على الطابع العربي والإسلامي في تربيتهم، وبخصوص البرنامج الجديد المعد لاستقبال الجالية أشار المتحدث الى انه سيكون متنفسا جديدا للجالية خاصة الأساتذة في الخارج. الجمارك كانت السباقة إلى تحسين ظروف الاستقبال الحديث الذي جمعنا مع بعض أعوان الجمارك بميناء الجزائر جعلنا نلمس تلك الإرادة في التغيير، حيث اكدوا أن مديرية الجمارك كانت الجهاز السباق إلى إدخال التغييرات لكن بسبب عدم مسايرة باقي القطاعات خاصة التأمينات والبنوك عرقلت العملية التي شرع فيها منذ 2002 فتقرر إجراء كل التعاملات الجمركية خلال رحلة الباخرة، حيث يسافر أعوان الجمارك مع الباخرة على أن تشمل العملية أعوان التأمينات والبنوك، لكن المبادرة اقتصرت على الجمارك فقط وهو ما عرقل العملية في بدايتها، لكن مع اعتماد برنامج وطني لاستقبال الجالية يضم كل الفاعلين من وزارات وهيئات ومؤسسات وطنية، فإن التغييرات ستأخذ المسار الصحيح لها، وعن تعامل المهاجرين مع الجمارك أشار أحد الجمركيين أن المسافرين يستعلمون كلهم عن موضوع واحد يخص برنامج استقبال الجالية، والتغييرات التي أدرجت في الجمركة التي تم تسهيلها على الصعيد الإداري حيث لا يبقي المسافر على مستوى الميناء لأكثر من ساعة واحدة قبل خروجه، أما أصحاب السيارات فيتم تسليم تصريحات بالمرور تغطي فترة زيارتهم للوطن على أن يدفعوا التأمين فقط، ويبقى الإشكال الوحيد المطروح متمثلا في ضيق الرصيف المخصص للمسافرين بالميناء وهو ما يحدث بعض المشاكل في خروج السيارات وجمركتها عدا ذلك فإن الجمركيين كلهم واعون بأهمية البرنامج الذي تم بمقتضاه إعطاء تعليمات صارمة لتسهيل المعاملات الجمركية . خط أخضر ومجلة دورية في 2009 أرادات وزارة التضامن الوطني والأسرة والجالية الجزائرية المقيمة في المهجر استدراك كل النقائص المسجلة في إطار التكفل بالجالية و أبنائها في المهجر فلا يمكن حسب وزير القطاع الاهتمام بهذه الفئة من الجزائريين خلال فترات الانتخابات فقط لتكون القوة الفاصلة في الوقت الذي نهملها باقي أيام السنة، لذلك فكرت الوزارة في تحديد مجموعة من البنود موزعة على خمسة محاور يهتم كل واحد منها بجانب معين من الثقافة الى الاقتصاد الى ظروف الاستقبال والتكفل بأبناء الجالية الفقيرة في المهجر، وكل ذلك انطلاقا من برنامج رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي يهدف الى تحسين معرفة الجالية بوطنها وربط الجسور بين الضفتين من خلال تنظيم نشاطات ثقافية وتاريخية، بالإضافة الي وضع إستراتيجية وطنية لحماية حقوق الجالية بالمهجر ، ووضع ميكانيزمات لتسهيل نقل رؤوس أموال الجالية للمساهمة في الاستثمارات المحلية، وسيترأس المجلس الوطني للجالية الذي ينتظر تنصيبه قبل نهاية السنة الجارية مختلف النشاطات المبرمجة لصالحها مع السهر على تحسين الخدمات المقدمة من طرف القنصليات خاصة في مجال استخراج الوثائق الإدارية. وعن النقاط الاستعجالية ستشرع الوزارة خلال الأيام القليلة القادمة في إعداد دراسة عامة عن أوضاع الهجرة مع إحصاء عام لعدد الجالية بالمهجر بغرض تحديد مواقعها وتقريب ملحقات القنصليات والسفارات منها، وبغرض تحديد العدد الحقيقي "للأدمغة" المهاجرة سيتم إنشاء بطاقية وطنية للاطارت الجزائرية بالخارج بغرض إعداد خريطة عامة تضم كل المعلومات المتعلقة بهم من الهوية إلى غاية التخصصات مع تنظيم ملتقيات و"فوروم" للاطارت بالخارج سنويا يهدف الي لم الشمل والتعرف على الإبداعات وما توصلوا إليه في إطار بحوثهم للاستفادة منها في البرامج التنموية المحلية. ولتقريب الرؤى سيتم في القريب العاجل فتح موقع على الانترنت خاص بالجالية لعرض الانشغالات والاطلاع على ما تم تنفيذه من البرنامج الوطني ، بالإضافة الى تخصيص خط هاتفي اخضر يربط الجالية بمختلف القنصليات والسفارات، ومجلة دورية اختير لها اسم "بلادي الجزائر" تسلط الضوء على الانجازات داخل الوطن وعرض احوال الجالية في مختلف دول العالم ، كما سيتم الاهتمام أكثر بالجزائريين المحبوسين بالخارج ونقل معلوماتهم لأهلهم داخل الوطن، ومن مجمل التسهيلات التي ستسهر الوزارة على تنفيذها هناك تسجيل أبناء الجالية التي لا تزال تحمل الجنسية الجزائرية في الخدمة الوطنية، ونقل جثامين المتوفين إلى أرض الوطن . أما بخصوص الجانب الاقتصادي فهناك تطلعات لاستقطاب رؤوس أموال الجالية للمساهمة في التنمية المحلية من خلال تحسيس البنوك الوطنية بأهمية فتح فروع لها بالخارج للسماح لها بفتح أرصدة بها تسهل عليها نقل الأموال الى الجزائر، وهو ما تعتبره الوزارة الوصية خطوة هامة في مجال الحد من انتشار الأسواق الفوضوية لتحويل العملة الصعبة والتي تنتعش خاصة في موسم الاصطياف. ويبقى الانشغال المطروح من طرف الجالية هو ارتفاع أسعار التذاكر من جهة وصعوبة الاتصال بممثلي السفارات في المهجر، لذلك يطالب الجزائريون بالمهجر بالإسراع في تنصيب مكاتب للجالية تعمل على تسهيل ظروف عودة الجالية الى ارض الوطن خاصة في العطل السنوية أو المناسبات الدينية.