ناشدت أزيد من 492 عائلة من منكوبي زلزال 2003 والمقيمة بموقع بن جعيدة بالجزائر شاطئ، والي العاصمة وسلطات بلدية برج البحري، الإسراع في تجسيد وعودهم وترحيلهم الى سكنات لائقة، خاصة بعد انقطاع عملية تزويدهم بالمياه الصالحة للشرب منذ شهر. وعند زيارتنا للموقع، لمسنا المعاناة الحقيقية التي تعيشها هذه العائلات منذ ازيد من 5 سنوات في محيط يفتقر لأدنى شروط الحياة الكريمة، طرقات متدهورة مليئة بالحفر والمطبات، نفايات منتشرة هنا وهناك، غياب الإنارة العمومية، تصدع قنوات الصرف الصحي التي ادت الى تسرب المياه القذرة وانتشار الروائح الكريهة التي زادت من انتشار الحشرات الضارة والجرذان، وهو ما انعكس سلبا على صحة القاطنين. وقد اكدت لنا معظم العائلات ان الوضعية التي آلت إليها "الشاليهات" التي تقيم بها، لم تعد صالحة للاستعمال نتيجة تآكل اسقفها وارضيتها التي لم تخضع لأي ترميم منذ انجازها، مما يسهل تسرب مياه الامطار في فصل الشتاء، والتي سرعان ما تحول المكان الى بركة ماء كثيرا ما تحاصر قاطنيها لعدة ايام، كما تتسبب في حدوث شرارات كهربائية تنجم عنها حوادث خطيرة. هذا، وقد عبر المقيمون عن تذمرهم من انعدام الماء الذي لم يزر حنفياتهم منذ قرابة شهر، بالرغم من ان المؤسسة المكلفة بتوزيعه قامت بتركيب عددات لاحتساب مستحقات الماء دون ان تكلف نفسها عناء توفير هذه المادة التي تبقى الحاجة إليها كبيرة في فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة، الامر الذي دفع السكان الى جلبها من الاحياء المجاورة على متن ناقلات كما أجبر البعض على اقتنائها بالنقود. ومن جهة أخرى، عبر القاطنون عن تخوفهم من استفحال السرقة والاعتداءات وانتشار الآفات الاجتماعية، في غياب الامن والرقابة من طرف السلطات الوصية.