تمس أمراض الحساسية من بين 30 إلى50 بالمئة من سكان الجزائر، منها الحساسية للحشرات ولغبار الطلع والحساسية المؤدية لالتهاب العين والأنف والحنجرة والقصبات الهوائية· وتدل الدراسات العلمية على أن هذه الأمراض ستصيب بحلول 2010 شخصا من اثنين، أي أن نصف المجتمع مؤهل للإصابة بأحد الأمراض المربوطة بالحساسية ومن بينها الربو·
وقال الدكتور احمد ميهوبي أخصائي أمراض الحساسية في حديث مع "المساء" على هامش أشغال الملتقى الدولي الرابع لعلم الحساسية التطبيقية الخميس المنصرم ان الأغذية المعلبة والأكل السريع قد ساهما في انتشار أمراض الحساسية الغذائية ناهيك عن مشاكل نقص الاهتمام بالنظافة الشخصية· وتعتبر قاعات الحلاقة وما يستعمل فيها من مواد التجميل من أهم بؤر انتشار أمراض الحساسية، إضافة إلى ورشات البناء والحساسية الناجمة عن المواد المستعملة في صناعة الاسمنت· وبحسب نفس الدراسة فإن مادة الفرينة تتسبب قي نوع آخر من الحساسية الغذائية بالنسبة لبعض العاملين في المخابز· كما يشكل الطاقم الطبي و شبه الطبي حساسية جلدية تجاه القفازات المستعملة في عملهم وبالضبط لمادة لاتكس المصنوعة منها تلك القفازات· ويشدد المختص على ضرورة تفادي المحسسات وعلاجها بالأدوية اللازمة تفاديا للتعقيدات التي قد تنجر عنها والتي قد تؤدي حد الإصابة بالربو· وفي السياق أكد المختص أن الأبحاث كشفت ان 80 بالمئة من مجموع الإصابة بالربو في الجزائر مصدرها الحساسية· من جهة أخرى فان الحساسية الغذائية بدأت تتخذ لها منحيات تصاعدية بمجتمعنا خاصة مع استيراد اللحوم المجمدة والأغذية المعلبة ونظام الأكل السريع عموما دون إعطاء حوصلة رقمية في الموضوع· يذكر أن 25 بالمئة من أطفال الجزائر مهيؤون جينيا للإصابة بالحساسية ذات الخصائص الوراثية· وشدد المختصون في أشغال الملتقى على ضرورة توسيع العمليات التحسيسة بتلقيحات متكررة على مدى 3 إلى 5 سنوات، مشيرين إلى أن أعراض الحساسية المتعلقة بالأنف تتجلى في انسداد الأنف والسيلان المستمر والعطاس والمتعلقة بالحنجرة تظهر في السعال الحاد الليلي وعند الاستيقاظ صباحا في حين أن الحساسية المتعلقة بالقصبات الهوائية أو الربو فتنحصر في ضيق التنفس الناجم عن الغبار أو مواد التنظيف أو التجميل· أما الحساسية الجلدية فتظهر مباشرة بعد تناول مأكولات معينة أو بعض الأدوية أو الاحتكاك بمواد تسبب الحساسية، وعليه فان الاستشارة الطبية هنا تعد ضرورية لتفادي التعقيدات الصحية·