تحمل البدايات الأولى لفصل الربيع متاعب صحية للكثير من الأشخاص في المناطق الشمالية للوطن حيث تكثر النباتات والأشجارو تنتشر الإصابة بحساسية الربيع بين فئات عريضة من المواطنين خاصة الأطفال منهم، ويعود السبب في ذلك لتشبع الهواء بحبوب اللقاح والغبار والأتربة، وارتفاع درجة حرارة الجو، مما يؤثر على حساسية العين، الأنف والمجاري التنفسية والجلد. تزداد الإصابة بحساسية الربيع لدى فئات مختلفة من المواطنين ويعتبر الرمد الربيعي من أهم أمراض حساسية العين المزمنة التي تبدأ مع دخول فصل الربيع، وقد تمتد طوال الصيف، أو طوال العام، وقد تتحسن مع بداية فصل الشتاء حيث. تشير الدكتورة ''أمال تومي'' أخصائية في طب جراحة وأمراض العيون إلى أن فصل الربيع هو بوابة لانتشار بعض الأمراض المتعلقة بالحساسية مثل الرمد الربيعي وهي حساسية مزمنة تصيب ملتحمة العين الذي هو عبارة عن غشاء مخاطي رقيق يغطي بياض العين وكذلك يبطن الجفون من الداخل. وتحدث الإصابة بالرمد الربيعي والتحسس لدخول هذا الفصل لدى الأطفال أكثر من البالغين ويكون هناك تحسن في معظم الحالات عند سن البلوغ. وأشارت إلى أن الأسباب التي تثير الحساسية في فصل الربيع تكون في الغالب نتيجة تفاعل مواد خارجية متواجدة بالبيئة مع ملتحمة العين، مما يؤدي إلى إفراز مواد كيميائية معينة وغيرها تؤدي إلى التهاب العين والحساسية، وهي خاصية لدى بعض الأشخاص تكون فردية نتيجة اضطراب بجهاز المناعة، ووجود استعداد وراثي بالجسم للحساسية. ومن أهم العوامل البيئية المسببة للحساسية تذكر الدكتورة تومي حبوب اللقاح من الأشجار والحشائش والمزروعات والتي تكثر وتنتشر في فصل الربيع، الرياح المحملة بالأتربة والغبار. بالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة وأشعة الشمس (خاصةً الأشعة فوق البنفسجية) وانخفاضها في بداية دخول فصل الربيع، ناهيك عن الملوثات الهوائية مثل عوادم السيارات وغيرها. وعن أعراض حساسية الربيع تؤكد الدكتورة أنها تتفاوت من مريض إلى آخر سواء في شدة المرض، أو تكراره، أو أسبابه. وقد تصاحب حساسية العين حساسيات أخرى بالجسم، مثل حساسية الأنف، أو الصدر، والجلد. ومن أهم علامات وأعراض الرمد الربيعي حكة شديدة بالعين، وعدم القدرة على مواجهة الضوء، احمرار بالعين، وتورم بالملتحمة ،زيادة إفراز الدموع. وظهور إفرازات مخاطية تكون على شكل خيوط لزجة خصوصاً في الصباح الإحساس بوجود أجسام غريبة وخشونة بسطح العينين، ظهور نتوءات بيضاء متراصة بعضها بجوار بعض بالجفن العلوي من الداخل تؤدي إلى تورم وتهدل وثقل بالجفون، وألم بالعين، واحمرار خصوصا حول القرنية، التهابات وتقرحات بالقرنية وهي من أخطر المضاعفات، وقد تؤدي إلى ضعف بالإبصار. الابتعاد عن النباتات حل لتفادي الحساسية يسبب دخول فصل الربيع حساسية مفرطة لبعض الأشخاص، حيث تؤكد الدكتورة ''بن حوى''، أخصائية انف وحنجرة من مستشفى بني مسوس، أن التغيرات المناخية التي تصاحب فصل الربيع تسبب التهابا في الأنف والحلق كما يؤثر في العينين ويصاحب التهاب الأنف والحلق حمى خفيفة. تنشأ هذه الحمى نتيجة للحساسية من الحشائش والأزهار والأعشاب وعلامات حساسية الربيع هي سيلان انفي، جفاف الحلق والانزعاج منه، عطاس متكرر. يمكن أن تصيب هذه الحساسية العديد من الأشخاص خاصة الأطفال منهم كما تكون بصورة أوضح لدى مرضى الربو، وغالبا ما يكون غبار الطلع العامل المحرض الأول لحساسية الربيع. ولتجنب حساسية الربيع ترى الدكتورة بن حوى أن الابتعاد عن المؤثرات مثل تجنب الأماكن المليئة بالحشائش خاصة وأن اغلب المواطنين يفضلون الخروج إلى الأماكن الخضراء، وعليه ننصح المواطنين بالبقاء داخل بيوتهم عندما يكون الجو مليئا بالغبار وإغلاق الأبواب والنوافذ وتجنب ملامسة المزروعات والأشجار في هذا الوقت من السنة.