سبق في هذه النافذة المطلة على دوحة الرسول "صلعم" وحبه أن تكلمنا على عترته وخصوصا الإمام علي كرم الله وجهه، وأن محبة آل البيت هي محبة للرسول صلى الله عليه وسلم لأن الله فضلهم بفضل هذا الرسول الكريم وأقر المحبة في الأهل والأقارب من ذوي الأرحام فكيف إن كان هؤلاء من أقارب الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي الأثر أن سيدنا الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي عنه التقى بعبد الله بن العباس بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبل يده، فاستنكر عليه ابن عباس ذلك، فقال ابن مسعود هكذا أمرنا أن نفعل مع آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويمر الزمن ويلتقي عبد الله بن عباس مرة أخرى مع ابن مسعود رضي الله عنهما فيجري عبد الله نحو ابن مسعود ويمسك عنان "زمام ناقته" ويقودها، فيقول ابن مسعود لابن عباس ماذا تفعل؟ فيرد عليه ابن عباس هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا. وكل الأمرين الأول والثاني في هذين المشهدين دعائمه الحب والاحترام، ابن مسعود الصحبي الجليل يقبل يد من هو أصغر منه حب في رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعز ذلك على أنه أمر من أوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد يستنكر البعض منا هذا العمل في تقبيل اليد ويراها من باب احتقار النفس والتقليل من قيمتها وإنها من بقايا مشاهد العبودية وحاشا لمثل ابن مسعود الذي حرره الاسلام وسيده أن يكون عبدا لغير الله سبحانه وتعالى، لكن حبه لرسول الله والامتثال لأوامره لاحترام آل بيته الذين طهرهم الله وزكاهم وصلى عليهم وسلم بعد صلاته وتسليمه على رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما، ويأتي هذا التسليم والمسلم منا في عبادة يختتم بها صلاته، فوجوب الصلاة على رسول الله وآله عبادة وحبهم أيضا يدخل في مظلة حب رسول الله، وهذا ما فعله ابن مسعود مع ابن عباس، وبنفس الحب والتكريم والتعظيم فعل ابن عباس مع ابن مسعود حين قاد به ناقته فيستفسره في استنكار ابن مسعود فيقول له ونحن هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا فيالها من محبة في الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ونحن في الجزائر نحب رسول الله صلى الله عليه وآله ونحب الأشراف الذين هم من عترته حبا له وفيه ومن أجله، وهم أيضا نجد فيهم الخير والبركة والصلاح والتقى والعلم والكرم والنجدة والاباء والتواضع وكل الصفات الكريمة والأخلاق العظيمة لأنهم من شجرة طيبة وأرض طيبة لا تنبت الى الطيب كما وصفها القرآن الكريم، وكالزرع المستوي الذي يعجب الزراع وهكذا محمد وأهل محب وأصحابه ومن آمن به وبرسالته صلى الله عليه وسلم، ويقول الامام الشيخ شرف الدين محمد بن سعيد بن حماد الصنهاجي البوصيري رضي الله تعالى عنه وارضاه: "يارب صل على المختار من مضر والأنبياء وجميع الرسل ما ذكروا وصل رب على الهادي وشيعته وصحبه من لطي الدين قد نشروا وجاهدوا معه في الله واجتهدوا وهاجروا وله آووا وقد نصروا وبينوا الفرض والمسنون واعتصبوا