تشهد محطة النقل الحضري بالشراة إقبالا كبيرا من طرف مستعملي وسائل النقل كونها تعمل باتجاهات مختلفة، فهي تحوي 300 مركبة موزعة على 13 اتجاها، منها ما يؤدي إلى عين الله، بن عكنون وشوفالي، ومنها ما يعمل باتجاه أولاد فايت، الدويرة، السويدانية، القرية الفلاحية، بوشاوي واسطاوالي، ومنها ما يسلك طريق بني مسوس، عين البنيان، تافورة.. وغيرها. هذه الطاقة الهائلة في عدد المركبات وكذا الخطوط المفتوحة على عدة اتجاهات هو ما جعل مؤسسة تسيير المرور والنقل الحضري لولاية الجزائر س (EGCTU)، حسب ما أفاد به رئيس المصلحة بهذه المحطة تقوم بتزويدها بأعوان مختصين في الأمن والحراسة وآخرين في النظافة، وذلك من خلال استتباب قواعدهم عبر جميع النقاط والمنافذ المتواجدة بها، بغية إرساء بواعث الأمن وضمان السير الحسن. وما شد انتباهنا أثناء الزيارة الميدانية التي قامت بها "المساء" لهذه المحطة هو أنه بالرغم من توفير هذه الخدمات الضرورية إلا أن ذلك لم يغيرمن ذهنية ملاك وسائل النقل، خاصة على مستوى الخط الرابط بين المحطة وبني مسوس، فالتماطل والتقاعس اللذان يطبقا له مع زبائنهم هو سبب المناوشات والمشادات التي تتكرر يوميا - حسب تصريحات بعض من التقيناهم على متن هذه المركبات - كما أن التعب و التماطل وطول الانتظار سواء قبيل أو بعد مغادرة المحطة، وهو أيضا السبب فضلا عن الوقت المهدور خلال كل موقف، وكأنهم - على حد تعبيرهم - غير مقيدين بالتزامات مهنية أو غيرها من الانشغالات، ضاربين بذلك جميع مقاييس العمل وقوانين النقل عرض الحائط .. ولعل مازاد الطين بلة، أنه في حالة ما إذا حاول أحدهم إبداء استيائه وعدم رضاه من هذه الوضعية المزرية التي يتخبطون فيها بصفة مستمرة، فإن اللوم سينزل عليهم كالصاعقة من قبل القابض أو صاحب المركبة، وذلك من خلال التعليق الذي ألفوه وهو "عليك بسيارة أجرة" أو "لست مجبرا على الركوب معنا". ومن جانب آخر، يعد اهتراء الطرقات وتدهور وضعية المسالك المؤدية إلى ذات الاتجاه المذكور من بين أهم العوامل التي زادت من معاناة المسافرين لاسيما على مستوى مايعرف ب"الفيراج" أو المارشي" حيث يقبض الجميع أنفاسه أثناء الذهاب والإياب، كما أن النقطة السوداء التي أصبحت تشكل كابوسا حقيقا بالنسبة إليهم هي الموقف المقابل لمستشفى بني مسوس، حيث يقضي المسافرون هناك مالا يقل عن ربع ساعة وهم على متن الحافلة ينتظرون انطلاقها. وعليه، يناشد مستعملو وسائل النقل العاملة باتجاه الشراة - بني مسوس الجهات المعنية تحسين نوعية الخدمات المقدمة حتى ترقى إلى مستوى آمالهم وطموحاتهم، وهذا بعدما نغصت عليهم هذه الوضعية حياتهم وأصبحت لا تطاق على حد تعبيرهم.