توالت هذه الأيام التسريبات حول تواطؤ الادارة الأمريكية في حماية مجرمي حرب البوسنة رغم أنه ادرج ضمن قوائم مجرمي الحرب في البلقان ما بين سنتي 1992 و1995 . وفضحت صحيفة "بليتش" الصربية الواسعة الانتشار في صربيا امس بتأكيدها ان رادوفان كرازيدتش الموجود رهن الحبس في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي بقي إلى غاية سنة 2000 حرا طليقا تحت حماية الاجهزة المخابراتية الامريكية رغم انه كان مطلوبا للمثول امام الهيئة كمجرم حرب. وأكدت الصحيفة نقلا عن مصدر مخابراتي امريكي ان مجرم الحرب الصربي كان يحظى بالحماية الامريكية الى غاية سنة 2000 السنة التي التقطت فيها وكالة الاستخبارات الامريكية "سي أي إي" اتصالا هاتفيا لكرازيدتش، اكد من خلاله استمراره في ادارة شؤون الحزب الصربي المتطرف في جمهورية البوسنة. وتقاطعت هذه التأكيدات مع التصريح الذي ادلى به كرازيدتش في اول جلسة استماع له امام هيئة محكمة الجنايات الدولية في لاهاي الخميس الماضي يومين بعد استلامه من اجهزة الامن الصربية. واكد كرازيدتش حينها ان المبعوث الامريكي إلى منطقة البلقان ريتشارد هولبروك الذي يعد مهندس اتفاق دايتون سنة 1995 الذي انهى الحرب في البوسنة عرض عليه صفقة بعدم اعتقاله في حال انسحب من الحياة السياسية الصربية. واكد مصدر صحيفة "بليتش" الصربية أمر هذه الصفقة وقال انه "ليس لدي معلومات بوجود وثائق ابرام هذه الصفقة ولكنني متيقن ان هولبروك وافق على منح كرازيدتش تطمينات شفاهية بعدم متابعته. وقال كرازيدتش ان هولبروك قدم تلك الصفقة باسم الولاياتالمتحدةالامريكية وهو ما يؤكد سوء النية الامريكية في التعامل مع المأساة البوسنية والتي كان كرازيدتش احد مهندسي جرائمها البشعة التي راح ضحيتها عشرات الاف البوسنيين ذنبهم انهم مسلمين. والاكثر من ذلك أن مصدر الصحيفة الصربية اكد ان الاتفاق المتوصل اليه بين المخابرات الامريكية وكرازيدتش تضمن ايضا حماية هذا الاخير من اية محاولة لأجهزة مخابرات أخرى من اعتقاله وعلى رأسها جهازي المخابرات البريطانية والفرنسية.