يقطن سكان حي محمد بوروبة بالحراش في حي قصديري يقع على ضفاف وادي الحراش الذي يعد مفرغة لمجاري الصرف الصحي وكذا الكثير من المصانع التي تصب فضلاتها في هذا الوادي، مما جعله يطلق روائح كريهة وغازات سامة أثرت كثيرا على صحة السكان· فبمجرد أن دخلنا الحي حتى لاقتنا رائحة كريهة للوادي ممزوجة برائحة المواشي التي تعيش جنبا إلى جنب مع السكان· وفي حوارنا مع السكان قال العديد منهم أن غالبية سكان الحي يعانون من أمراض تنفسية كالربو والحساسية وكذا السل الذي انتشر بين السكان مؤخرا بسبب انعدام النظافة وتلوث الجو وكذا الرطوبة العالية في الحي· هذا الحي الذي تعود نشأته إلى ما يفوق 40 سنة كما قالت لنا إحدى السيدات القاطنات به والبالغة من العمر 40 سنة أنها ولدت بالحي، وأضافت إنها تذكر كل تلك الوعود التي قدمت للسكان من طرف المسؤولين من أجل ترحيل الحي لكن لم يف أحد بوعده لليوم· وقد انتشرت عدة ظواهر خطيرة في الحي مؤخرا كما يقول السكان كالمخدرات والدعارة والشعوذة والسرقة، ويقول أحد السكان أن هذه الظواهر انتشرت مؤخرا فقط من طرف السكان الجدد للحي القادمين من الولايات الداخلية، حيث يقول أن عدد السكان يرتفع بشكل مستمر حيث إنه في كل مرة تكون هناك شائعة بأن الحي سيُرحّل إلا وتوافد الكثير على الحي وبنوا أكواخا بغرض الحصول على سكنات دون حاجتهم إليها، حيث أكد محدثنا أن غالبيتهم يمتلكون سكنات إلا أنهم يريدون المزيد· ولمعرفة مدى معاناة السكان زرنا عائلة السيد (مسعود) أحد سكان الحي الذي استقبلنا في منزله بكل رحابة صدر وراح يحدثنا عن معاناته داخل هذا الحي، حيث قال لنا السيد مسعود أنه يقطن بالحي منذ ما يزيد على 25 سنة وأنه تزوج داخل الحي وأن كل أولاده ولدوا فيه وهو رب لعائلة تتكون من تسعة أفراد وكل ما يملكه هو غرفة صغيرة ومطبخ، وعن سؤالنا له عن ظروف معيشته أجاب أنه وعائلته يعانون الكثير بسبب ضيق المنزل وكذا مرض زوجته التي تعاني من الحساسية بسبب الروائح الكريهة وكثرة الغبار في الحي، وأضاف أنه يخاف على أولاده الصغار من انتشار الفئران وكذا من الأبقار التي تعيش بالحي مما يشكل خطرا على الأطفال الصغار، وقال أيضا أنه زيادة على كل هاته المشاكل التي يتخبط فيها داخل الحي والمنزل فإن سمعة الحي السيئة جراء تصرف بعض الأغراب عن الحي الذين أتوا مؤخرا وهم يمتهنون عدة أعمال مشبوهة كالشعوذة والدعارة السرقة وغيرها من الأعمال السلبية، قد أثرت كثيرا في نظرة ومعاملة الناس معه ومع سكان الحي، مما استلزم دق ناقوس الخطر على حد قوله للقضاء على هذه الظواهر· لكن رغم كل هاته الظواهر السلبية المنتشرة في الحي والفقر وضيق المساكن، إلا أنه تخرج الكثير من الإطارات من هذا الحي كما يقول السيد (مسعود)، وفي نهاية حديثه معنا تمنى أن يتم ترحيل سكان الحي في أقرب الآجال لأنهم عانوا الكثير· وعن تقديم الشكاوي للسلطات المعنية، قال سكان الحي إنهم منذ سنوات وهم يقدمون شكاويهم للبلدية لكن لا حياة لمن تنادي، وأضافوا أنهم في كثير من الأحيان يرفض رئيس البلدية استقبالهم· وعليه تبدو السلطات المحلية مطالبة بالتدخل السريع اتجاه هؤلاء السكان بالإنصات لشكاويهم وبترحيلهم نحو سكنات لائقة تضمن لهم حياة كريمة بعيدة عن الأخطار الصحية والاجتماعية وكذا الالتفات نحو الظواهر الخطيرة المنتشرة بالحي ووضع حد لها·