أكد الخبير في الشؤون الدولية والقضايا الجيوسياسية البروفيسور مخلوف ساحل ان تواجد الجزائر في مجموعة الاتصال العربي للمساهمة في إيجاد حل دبلوماسي للنزاع في أوكرانيا يعتبر مؤشرا إيجابيا يحسب لبلادنا وللمساعي الحميدة التي تقوم بها في العمل الدبلوماسي والعلاقات الدولية ويعبر عن مدى اعتراف الدول خاصة على المستوى العربي بالدور الهام للدبلوماسية الجزائرية في سياق بناء السلم والمساهمة في إيجاد حلول لكثير من الملفات. وأبرز البروفيسور ساحل للقناة الاذاعية الاولى أن وجود مجموعة الاتصال العربية مهم للجامعة كمنظمة إقليمية لتكون حاضرة بقوة في هذا النوع من الملفات "فتواجد الطرف العربي في هذا النزاع مهم جدا لأنه من وجهة نظر العلاقات الدولية هو في الواقع ليس محصورا بين أوكرانياوروسيا" وبالحديث عن زاوية البعد الثنائي التي تجمع الجزائربروسيا ودورها في تحقيق أثر إيجابي اكد البروفيسور ساحل أن للجزائر علاقات مهمة وذات طابع استراتيجي مع روسيا وعلاقات تاريخية وتعاون مهم على مختلف المستويات "وبالتالي بإمكان الجزائر من منطلق البعد المميز للعلاقات الجزائرية الروسة ان يكون لها أثر فعال وإيجابي من خلال تواجدها ضمن هذه المجموعة". وشدد البروفيسور ساحل على ان المسألة تتعدى الطرف الاوكراني بل هي مرتبطة بوجود خلاف استراتيجي بين روسيا و التكتل الغربي الذي يضم الاتحاد الاوروبي من جهة بمختلف مكوناته و الولاياتالمتحدةالامريكية من جهة أخرى وبريطانيا واستراليا وكندا ،مؤكدا في السياق ذاته أن روسيا ترفض أي امتداد او توسع استراتيجي لحلف الناتو ومايحدث اليوم في أوكرانيا حسبه هو شبيه بما حدث في الملف الجورجي سنة 2008. وأكد البروفيسور ساحل أن وجود الطرف العربي في هذه المساعي الرامية الى اقناع أطراف النزاع بالوصول الى الحل السياسي يعتبر نقطة مهمة خاصة ان مثل هذه الملفات الكبرى لها تداعيات على الخريطة الجيواستراتيجية العالمية منوها في السياق ذاته بتجدد الحرب الباردة بأساليب وأنماط مغايرة لما كانت عليه الاوضاع في ستينيات القرن الماضي قائلا "اليوم يتضح بأن العالم يتجه من وجهة نظر جيو استراتيجية الى عالم متعدد الأقطاب بالتالي اليوم الولاياتالمتحدةالامريكية لا يمكن ان تصنف لوحدها على انها القوة العظمى الوحيدة وإنما هناك أيضا روسيا كفاعل مهم استطاع ان يعود الى الساحة الدولية بشكل قوي جدا لدينا أيضا الصين الى جانب قدراتها الاقتصادية والتجارية اصبحت تمتلك القدرات الاستراتيجية التي تمكنها من ان تكون فاعلا مهما على المستوى الاستراتيجي العالمي وبالتالي من وجهة نظر جيو استراتيجية يمكن ان نقول ان التوازنات الاستراتيجية الكبرى العالمية تغيرت بشكل جذري." وأشار الى دور الدبلوماسية الجزائرية التي أثبتت جدارتها في عديد الملفات المهمة على غرار دورها في حل أزمة تحرير الرهائن الأمريكيين وكذا الملف الإريتري الاثيوبي، حيث تم التوصل بفضلها الى اتفاق بين الطرفين وكذا الملف المالي الذي كانت ومازالت الجزائر تلعب فيه دورا مهما وهو ما يؤكد على اهمية البعد الافريقي والعربي بالنسبة للدبلوماسية الجزائرية التي ساهمت وما تزال تساهم في إرساء ثقافة السلم ولاسيما المقاربة الاساسية المتمثلة في إعطاء الأولوية للحلول السياسية لمختلف الخلافات على غرار ما حدث للملف الليبي الذي كانت فيه كل الاطراف تتجه نحو الطرح الرامي الى الحل العسكري والجزائر كانت الوحيدة التي تدعو منذ البداية في 2011 الى ضرورة تحكيم منطق العقل والتسوية السياسية. الوسوم البروفيسور ساحل