تعرض أكثر من 1.450 شخصا للسع العقربي منذ مطلع السنة الجارية بولاية غرداية حيث تم تسجيل حالتي وفاة جراء هذا النوع من التسممات الخطيرة حسب ما علم اليوم الثلاثاء من مديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات. وقد سجلت بلدية القرارة أكبر نسبة للسع العقربي ب 419 حالة متبوعة ببلدية ضاحية بن ضحوة ب 208 حالة ثم غرداية ب 206 حالة و بريان ب 172 حالة و المنيعة 128 حالة و متليلي ب 115 إصابة كما ورد في حصيلة للقطاع . وتم تسجيل أكبر عدد من ضحايا لسعات هذه الحشرة الخطيرة في أوساط الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 49 سنة ب 866 حالة مقابل 367 حالة في فئة الأطفال للسن الذي يتراوح ما بين 1 و 14 سنة حسب ما كشفت عنه نفس الإحصائيات التي كشفت عن حالتي الوفاة تتعلق بأطفال صغار. وذكر أحد سكان غرداية أن العقارب التي تنتشر بالمنطقة هي ذات لون أسود وأصفر أو ذات لون داكن حيث يزداد عددها في فصل الصيف وتتكاثر بالمواقع الصخرية والبيوت المبنية بالحجارة وفي المناطق الصحراوية القاحلة .ويكون الأطفال الأكثر عرضة للسعات العقارب. و يعد التسمم العقربي مشكلا حقيقيا للصحة العمومية على مستوى ولايات الجنوب الأمر الذي يستدعي تعبئة مجمل القطاعات من أجل الحد من حالات التسمم العقربي. ويكلف علاج الشخص الواحد المصاب الذي يدخل المستشفى أكثر من 10 آلاف دج كما أوضح أحد مسؤولي الصحة بالولاية. ومن بين العوامل الرئيسية التي تتسبب في انتشار وتكاثر هذه الحشرات السامة بالمناطق الحضرية والمأهولة يبرز عامل انعدام النظافة وعدم توفر الإنارة العمومية وغياب ثقافة صحية فعالة حسب ما ذهب إليه طبيب بمصالح الصحة. وفي هذا الشأن تم عبر أمواج الإذاعة المحلية خلال موسم الصيف بث عديد الحصص التحسيسية من طرف مصالح الحماية المدنية حول النظافة البيئية والإجراءات الوقائية ضد لسعات العقارب. كما تم من جهة أخرى الشروع في عمليات لجمع حشرة العقرب لفائدة معهد باستور بالجزائر العاصمة وذلك عبر سائر إقليم الولاية بغرض الحد من انتشار هذه الحشرة السامة وتمكين ذات المعهد من صنع المصل المضاد للسع العقارب. للإشارة تم جمع أكثر من 400 عقرب ما بين شهري جوان و جويلية الأخيرين من طرف الشباب مقابل 40 دج للعقرب الواحدة.