أحيى العالم أمس الاثنين، اليوم العالمي للاجئين، المصادف ل 20 يونيو من كل سنة، وسط نزاعات تأججت و أخرى جديدة اندلعت، مما أدى الى ارتفاع في عدد المهجرين جراء الحروب والعنف والاضطهاد وانتهاكات حقوق الإنسان الى 89.3 مليون شخص نهاية 2021، أي بزيادة تصل إلى 8 بالمائة عن العام الذي سبق. و بهذه المناسبة, دعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين, المجتمع الدولي الى العمل معا وبشكل عاجل لمعالجة مأساة اللاجئين الإنسانية وتسوية النزاعات. و قال مسؤول المفوضية, فيليبو غراندي : "إما أن يتكاتف المجتمع الدولي معا للعمل بشكل عاجل من أجل معالجة هذه المأساة الإنسانية وتسوية النزاعات وإيجاد حلول دائمة لها, أو أن هذا الاتجاه المريع سوف يستمر". و أكدت المنظمة الاممية على ضرورة توفير وصول اللاجئين إلى الحدود الآمنة, وعدم إرغام أي شخص على العودة إلى مكان قد تتعرض فيه حياته أو حريته للخطر, وحقه في المعاملة الإنسانية غير التمييزية. و اشارت الى أن عدد الأشخاص المجبرين على الفرار من ديارهم كل عام قد ارتفع على مدار العقد الماضي ليبلغ أعلى مستوى له منذ بدء العمل بالسجلات, وهو منحى لا يمكن عكس اتجاهه إلا من خلال إعطاء دفعة جديدة ومنسقة نحو صنع السلام. ووفقا لتقرير "الاتجاهات العالمية" السنوي الذي تصدره المفوضية, فبحلول نهاية عام 2021 بلغ عدد المهجرين جراء الحروب والعنف والاضطهاد وانتهاكات حقوق الإنسان 89.3 مليون شخص, بزيادة تصل إلى 8 بالمائة عن العام الذي سبق وأكثر من ضعف الرقم الذي كان عليه قبل 10 سنوات. كما اتسم العام الماضي بعدد من الصراعات التي تأججت وبصراعات جديدة قد اندلعت. وبحسب البنك العالمي, فقد واجهت 23 دولة, يبلغ عدد سكانها مجتمعة 850 مليون نسمة, صراعات متوسطة أو عالية الشدة وفاقمت ندرة الغذاء والتضخم و أزمة المناخ معاناة السكان, مما يفرض ضغوطا على جهود الاستجابة الإنسانية في وقت تبدو فيه آفاق التمويل قاتمة في العديد من العمليات. و شهد العام الماضي الارتفاع السنوي الخامس عشر على التوالي من حيث عدد النازحين داخل بلدانهم جراء الصراعات, ليصل إلى 53.2 مليون شخص, بحسب المفوضية. و أضاف المصدر الاممي انه لا تزال سرعة ونطاق النزوح يفوقان توفر الحلول للاجئين والنازحين -مثل العودة الطوعية أو إعادة التوطين أو الاندماج المحلي-. و مع ذلك, فقد ظهر في تقرير الاتجاهات العالمية أيضا بصيص من الأمل, حيث ارتفعت أعداد اللاجئين والنازحين داخليا في عام 2021, لتعود إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا, رافقتها زيادة في عدد حالات العودة الطوعية إلى الوطن بنسبة 71 بالمائة. و بينما تناشد الوكالات الأممية الإنسانية المجتمع الدولي الى تقديم المساعدة إلى اللاجئين, فإن رئيس الهلال الأحمر الصحراوي, يحيى بوحبيني ندد بعدم قبول الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ التابع للأمم المتحدة, تخصيص مساعدات انسانية لسد الحد الادنى من احتياجات اللاجئين الصحراويين, في ظل ارتفاع عدد الاشخاص الذين يعتمدون على هذه المساعدات الى أكثر من 91 بالمائة. و لفت ذات المسؤول في تصريح سابق ل/وأج الى أن اللاجئين "يعانون من تفاقم الوضع الإنساني الذي لا يحتمل مزيدا من التدهور اكثر مما هو عليه الآن, لا سيما بسبب التبعات الوخيمة لجائحة كورونا وموجة النزوح الجديدة لآلاف المدنيين, الناجمة عن استئناف الحرب في الصحراء الغربية, إضافة إلى انخفاض حجم الحصص الغذائية الشهرية المقدمة لهؤلاء اللاجئين بأكثر من 50 بالمائة, خاصة خلال الأشهر الأخيرة". و أبرز أنه في شهر يونيو الجاري, لن يستطيع برنامج الغذاء العالمي توفير سوى 7 بالمائة من الحصة الغذائية الشهرية لهؤلاء اللاجئين, بينما سيتم توفير 35% من تلك الحصة من مخزون الاستعجالات الذي يوشك على النفاد. الوسوم الحروب مهجرين