يحفظ التاريخ للرئيس الثالث للجزائر المستقلة الراحل الشاذلي بن جديد من بين ما يحفظ له من انجازات أنه كان من بين المبادرين لإنشاء اتحاد المغرب العربي الذي تم تأسيسه فعليا في سنة 1989 ، في الوقت الذي وصِف فيه هذا المشروع بأنه حجر الزاوية في بناء المغرب الكبير. فقد كان الراحل خلال الفترة التي قضاها على رأس الدولة الجزائرية وراء إنشاء اتحاد المغرب العربي وذلك عقب اللقاء الذي جرى في زرالدة في 10 جوان 1988 والذي جمع الفقيد بقادة بلدان المغرب العربي آنذاك وهم الراحل الملك الحسن الثاني عاهل المملكة المغربية ، والزعيم الليبي الراحل معمر القذافي ، الرئيس السابق لموريتانيا معاوية ولد سيدي احمد الطايع والرئيس التونسي السابق زين العابدين . وتميز هذا الاجتماع بإصدار بيان زرالدة الذي أوضح رغبة اولئك القادة في إقامة اتحاد مغاربي وتكوين لجنة تضبط وسائل تحقيق وحدة المغرب العربي ليتم الإعلان عن تأسيس اتحاد المغرب العربي في تاريخ 17 فيفري سنة 1989 بمدينة مراكش وذلك من خلال التوقيع على ما سمي بمعاهدة إنشاء اتحاد المغرب العربي من قبل الدول الأعضاء الخمس وهي: الجزائر وتونس والمغرب وليبيا وموريتانيا . وقد قال المرحوم الشاذلي بن جديد في تلك الفترة بأن ما اتفق عليه يتعلق "باتحاد" وليس "بوحدة"، وأن"العمل الاتحادي مع "الجماهيرية الليبية" لا يتعارض، بأي وجه من الوجوه، مع إنشاء المغرب الكبير، بل إنه يكمله".حيث كان بن جديد يؤمن بفكرة أن لكل قطر نظامه الخاص، "فما من عائق يحول دون أن تأخذ خطواتنا مداها الأوسع. فيوماً ما سيكون لدينا ممثل واحد يتكلم باسم أقطار المغرب جميعاً، وسيكون لنا وزن كبير في المحافل الدولية ومع ذلك، فنحن لن نتسرع فيما نحن عازمون على إنجازه، بل لندع الظروف تتضح رويدا رويدا حتى يؤتى مشروعنا ثماره اليانعة".