قامت أول أمس السلطات المحلية لبلدية برج الكيفان بتنحية السوق الفوضوي المتواجد بمحاذاة محطة الحافلات المعروف باسم "قهوة الشرقي" وهذا في إطار حملة القضاء على الأسواق الفوضوية التي باشرت الدولة فيها منذ قرابة شهر ونصف. ولم تكن العملية بالصعبة حيث لم يواجه أعون البلدية أية عراقيل في إزالة سوق قهوة الشرقي بما أن معظم الباعة كانوا يعرضون سلعهم في شاحناتهم، فيما كان القليل منهم يعرضها فوق طاولات، ومن جهتهم لم يقم التجار بأية ردة فعل عنيفة مقارنة بالتي شهدتها الأسواق الفوضوية الأخرى أثناء تنحية الطاولات، وهذا يرجع حسب بعض الباعة التي التقيناهم إلى الوعود التي تلقوها من السلطات المحلية والتي أكدت لهم أن بلديتي "برج البحري" و"برج الكيفان" ستخصص لهم أماكن لائقة لتنصب فيها محلات ملائمة بعيدا عن الفوضى، خاصة وأن البلديتان معروفتان بالأراضي الفارغة والتابعة للدولة، وقد قامت الشرطة في الصباح الباكر بتطويق المكان بعدما أحاط عمال البلدية المساحة التي كان يستعملها التجار بسياج من حديد لتفادي عودة التجار إلى المكان من جديد، ويعزم في الوقت ذاته أعوان الأمن على الوقوف في وجه الشباب الذين صنعوا من المكان "دلالة" لعرض سلعهم والتي تتمثل معظمها في الهواتف النقالة عشية كل يوم، وهي الخطوة التي استحسنها سكان الحي خاصة وأن المنطقة كانت تعمها فوضى عارمة واشتباكات عنيفة كان للتجار يدا فيها، كما أنهم يرون أن هذا القرار سيقضي على القمامات الكبيرة التي كان التجار يتركونها وراءهم بعد نهاية كل يوم، ما سبب في انتشار الناموس والأمراض التي عانى منها أطفالهم، كما استحسن أصحاب المحلات تنحية السوق الموازي خاصة وأن الطاولات والشاحنات التي كانت تشغل المكان شكلت لهم مشكلا لأنها تسببت في حجب محلاتهم كما أنها كانت تعرض سلعا بأثمان زهيدة. وسيكون الدور في الأيام القليلة القادمة على سوقي "درقانة" و"الكاب" ورغم أن هذا الأخير يعتبر سوقا أسبوعيا لن يشكل عائقا على السلطات المحلية كونه يتواجد بمكان بعيد عن السكان فضلا عن أن تجاره يعرضون سلعهم إلا يوم الجمعة إلا أن ذلك لن يمنع أعوان الأمن والبلدية من تطبيق قرار الدولة، بينما سيقابل هؤلاء عدة عراقيل في تنحية سوق "درقانة" الذي يعتبر من أكبر الأسواق في المنطقة من حيث الزبائن وكذا التجار والذين صرحوا أنهم لن يسمحوا في حقهم اتجاه الدولة لأنهم يسترزقون من هذا السوق منذ حوالي 15 سنة، مؤكدين أنهم لن يتركوا المكان إلا في حال تلقوا وعودا مكتوبة ومصادق عليها من طرف السلطات المحلية ويمتد المكان الذي يعرض فيه تجار درقانة سلعهم من الحي المسمى بقورياس مرورا بحي كوسيدار وينتهي عند العمارات الأولى من الحي الديبلوماسي.