يلاحظ العديد من المتتبعين للحملة الإنتخابية لتجديد المجالس الولائية والبلدية ، المقرر إجرائها في 29 نوفمبر الجاري ،أن معظم التشكيلات السياسية تفتقر لثقافة إستخدام أساليب الإتصال الجواري من أجل إقناع الهيئة الناخبة على غرار الوسائل الدعائية قصد التعريف ببرامجها الإنتخابية والترويج لمترشحيها ، ولسد الفراغ شرعت الأحزاب بخلق وسائل غير مشروعة تشوه معالم الأحياء، وتسيئ للذوق العام . من بين هذه الوسائل التعليق العشوائي للافتات وقوائم المترشحين التي باتت تملأ كل مكان، بدءا من جدران مؤسسات الدولة، وواجهات المباني، ولم يتوقف إبداع بعض مسؤولي الأحزاب القيادية إلى هذا الحد وإنما وصل طمعهم في صوت الناخب ،إلى الإستعانة بسيارات مشكلة كورتاج تجول أحياء العاصمة ، حاملة فرقة زرنة لتنشيط الأجواء ،تتنقل بصور المترشحيين وقوائمهم الإنتخابية كالطريق جديدة للترويج للحزب المترشح . وفي هذا الصدد يرى المواطنون صورة العاصمة هذه الأيام، بعد أن تحولت الجدران إلى لوحات لحملات انتخابية، تم تثبيتها عشوائيا متجاوزة جميع الضوابط الوضعية والجمالية، بشكل أصبح يربك الناظر ويشتت ذهنه خلافاً للقوانين المتبعة في الحملات الانتخابية التي تبتكر أساليب جديدة للترغيب.. وقد قمنا بزيارة الى بعض شوارع العاصمة، كبرج الكيفان، وأول ماي وحسيبة بن بوعلي حيث غطت قوائم الأحزاب السياسية جدران العمارات والمقاهي والحافلات على غرار عرقلة حركة المرور التي تسببها مواكب السيارات التي كلفتها الأ حزاب بالترويج لها . اقتربنا من السيد "محمد " الذي تفاجأ لدى عودته من العمل أن جدار منزله قد تحول إلى لوحة للترويج لأحد الأحزاب السياسية، كان أحدهم قد ألصقها، ويقول انه عندما خرج صباحا إلى عمله لم تكن هناك أية ملصقات على جدار منزله الذي انتقل اليه حديثاً بعد إنجاز بنائه. ولم يخف السيد نفس المتحدث امتعاضه من هذا السلوك الذي اعتبره تعديا على حقوق الآخرين، لما سببه من ضرر وتشويه للمنظر الخارجي للبيت، لاسيما أن الفاعل لم يستأذنه عندما أقدم على فعلته هذه. هذا ورغم كل التدابير والإجراءات التي بذلت من أجل القضاء على عشوائية الملصقات التي تعتمد الأحزاب عليها للترويج لحملتها الانتخابية إلا أن هذه التصرفات مازالت تصنع ديكور أغلب بلديات العاصمة وتشوه المنظر العام.