أكد أمس وزير الخارجية "مراد مدلسي" أن الجزائر تدين خطوة الاحتلال الإسرائيلي في بناء مستوطنات جديدة في فلسطين كرد انتقامي على التصويت التاريخي في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي منحت فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو بها، داعيا المجتمع الدولي وكافة القوى للعمل على وقف هذا العدوان، ومؤكدا في الآن ذاته على الدعم الجزائري لا محدود للقضية الفلسطينية في سبيل تخلصها من الاستعمار الغاشم واسترداد كافة حقوقهم. وأعرب مدلسي بوزارة الخارجية في العاصمة خلال الاحتفاء باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، عن فخر الجزائر وسعادتها بالإنجاز الأخير للقضية الفلسطينية في مسار مسعاها لنيل حريتهم، بعد منحت الأممالمتحدةفلسطين صفة دولة مراقب غير عضو بعد تصويت الجمعية العامة. لصالح الطلب الفلسطيني ب 138 دولة و معارضة 9 دول مع امتناع 41 دولة أخرى عن التصويت، واصفا الإنجاز بالتاريخي والمنعرج الهام في سبيل القضية، مذكرا في الوقت نفسه بالتحديات التي يطرحها هذا الاعتراف مستقبلا، كما طالب كافة الاطيتاف الفلسطينية بتجاوز انقساماتها في الوقت الراهن، والعمل رفقة المجتمع الدولي في سبيل حرية فلسطين وفقا لحدود ما قبل 1967.
دعا المجموعة الدولية الى إدانة سياسة الأمر الواقع الانتحارية والأرض المحروقة التي تنتهجها إسرائيل ودعا مراد مدلسي المجموعة الدولية الى "وقف سياسة الأمر الواقع الانتحارية والأرض المحروقة" التي تنتهجها إسرائيل داخل الأراضي الفلسطينية. وقال "ينبغي الادانة وبشدة إعلان اسرائيل عن بناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية وفي القدسالشرقية واحتجاز المداخيل الضريبية العائدة للسلطة الفلسطينية". وأردف قائلا بأن "وقف سياسة الأمر الواقع الانتحارية والأرض المحروقة التي تنتهجها اسرائيل يعتبر تحد للمجموعة الدولية". وأوضح مدلسي في هذا الاطار أن "إطفاء بؤر الاضطرابات و الاستجابة لتطلعات الشعب الفلسطيني للعيش بكرامة وفي سلام ضمن دولة سيادية قابلة للحياة هي أولوية الساعة". كما أكد الوزير في هذا السياق بأن الشعب الفلسطيني "يطالب بأن يحميه القانون من هذا الاختلال السياسي والاجتماعي والاقتصادي والعسكري الذي يعاني منه والذي أصبح لا يطاق". وشدد في هذا الشان على ضرورة مساعدة الرئيس محمود عباس من أجل "إنجاح رهانه على تحقيق سلام تفاوضي" مثلما أعلن عن ذلك مجددا وبصفة رسمية أمام الشعب الفلسطيني والجمعية العامة للأمم المتحدة معتبرا ذلك "فرصة حقيقية" لإعادة بعث مسار السلام. وأضاف انه "ينبغي علينا الاستفادة من حيوية الدبلوماسية المتعددة الاطراف لإزالة العراقيل القائمة في المسار الذي ينتظرنا نحو السلام الدائم والعادل" مضيفا بان الوضع يتطلب "إلتزاما صادقا جديدا مع كل الشركاء دون استثناء". وفي هذا الاطار دعا الوزير الفرقاء الفلسطينيين الى "مضاعفة جهودهم وطي بصفة نهائية صفحة الانقسامات التي أضرت بوحدة الشعب الفلسطيني وأمته وبانسجام كفاحه". وأكد مدلسي أنه "يتوجب مساعدة منظمة الاممالمتحدة للاضطلاع بمهمتها من خلال المساهمة في توفير الظروف الملائمة لقيام دولة فلسطين التي تفتقر لها المنطقة". وتساءل الوزير قائلا "ألم يحن الوقت للتذكير بمبادرة السلام التاريخية التي أعلنتها القمة العربية ببيروت سنة 2002 وتم تأكيدها في قمة الجزائر 2005 والتي قضت بانسحاب اسرائيل من كل الاراضي الفلسطينيةالمحتلة منذ 1967 مقابل الاعتراف بدولة اسرائيل". وقال بأن هذه الخطة التي تتضمن قيام دولة فلسطين المعترف بها في حدود 1967 بعاصمتها القدس "تستجيب لتطلعات الفلسطينيين في العيش ضمن دولة قابلة للحياة وذات سيادة كما تقترح وضع حد للصراع الاسرائلي-العربي مقابل استرجاع كل الاراضي العربية المحتلة من قبل اسرائيل منذ 1967".
ونشط الاحتفال باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، التي تم إقراره بموجب اللائحة 23/40 بتاريخ 02 ديسمبر 1977 للجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدة، كل من وزير الخارجية "مراد مدلسي" والمنسق المقيم لمنظومة الأممالمتحدة "مامادو مباي"، رفقة ضيف الشرف سفير دولة فلسطينبالجزائر "حسين عبد المالك". من جهته أكد "مامادو مباي"،المنسق المقيم لمنظومة الأممالمتحدة على ضرورة إيجاد حل عاجل للوضع المتأزم في فلسطين من مشكلة لاجئين، حدود ومستوطنات... خاصة بعد القصف الأخير على غزة واستمرار الإسرائيليين في بناء مستوطنات جديدة، واغتنم الفرصة هو الأخر للدعوة إلى مفاوضات جدية حول السلام يتمخض عنها حل دائم ويسمح بخلق دولة فلسطينية حرة ديموقراطية وقوية.
سفير دولة فلسطين: "للجزائر دور بارز أوصلنا الى نيل الاعتراف الاخير من الأممالمتحدة" أما "حسين عبد المالك" سفير دولة فلسطينبالجزائر، فأعرب من عن فخره بالإنجاز الأخير الذي يصب في صالح القضية الفلسطينية وبداية للعمل لطلب عضوية كاملة، مؤكدا أن هذا النجاح هو وليد الخطاب التاريخي للرئيس الفلسطيني الراحل "ياسر عرفات" بعد الدور التاريخي والمميز الذي لعبته الجزائر في دخول الرئيس ياسر عرفات للجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1974 والذي كان يرأس الجمعية في حينها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عندما كان وزيرا للخارجية " ما يدل حسب السفير الفلسطيني موقف الجزائر ومساندتها للمعركة الديبلوماسية منذ بداياتها .