دعت المختصة في امراض الغدد الاستاذة زهراء كرمالي بالجزائر العاصمة الاولياء الى الكشف المبكر والتكفل بأمراض الغدد لدى الاطفال لتفادي مشاكل الانجاب مستقبلا . وأكدت المختصة خلال الايام الثامنة لامراض الغدد التي احتضنها المستشفى العسكري محمد الصغير نقاش أن بعض الاولياء يهملون بعض أمراض الغدد والهرمونية لدى أبنائهم مما يسبب لهم مشاكل في الانجاب عندما يصبحون كبارا. ومن بين هذه الامراض ذكرت المختصة على سبيل المثال الاضطرابات في العادة الشهرية واصابة المبيض وظهور الشعر ببعض المناطق غير المعتادة والاصابة بحب الشباب والبشرة الدهنية والسمنة وقصر القادمة عند الفتاة في مرحلة الطفولة. و ذكرت المختصة التي تشغل منصب رئيسة مصلحة أمراض الغدد بالمؤسسة الاستشفائية العسكرية من ضمن عواقب الامراض الهرمونية غير المعالجة في الصغر الغموض في جنس الطفل و كذا اضطرابات في الانجاب عند الجنسين مستقبلا. و ترى في نفس الشأن أنه اذا عانى الزوجين من مشكل عدم الانجاب يجب التكفل بهما معا مؤكدة بأنه في غالب الاحيان يعاني 4 أزواج من بين العشرة من مشكل في الخصوبة و3 نساء من بين العشرة أزواج من هذا المشكل ورجلين من بين العشرة أزواج من المشكل نفسه في حين تبقى حالة واحدة منها لم يعرف أسبابها بعد . ونصحت الاستاذة كرمالي الازواج الجدد البالغين 30 سنة فما فوق بزيارة الطبيب بعد سنة واحدة فقط من عدم الانجاب لان الوقت ليس في صالحهم في حين طمأنت الازواج البالغين بين 25 الى 30 سنة الذين لم يستعفهم الحظ بعد في الانجاب بأنه لاداعي للقلق مادامت الخصوبة لديهم في أوجها. وحثت في نفس الشأن على التعاون بين المختصين الذين يتكفلون بأمراض الغدد والهورمونات من أجل تحسين صحة الاشخاص الذين يعانون من هذه المشاكل مشيرة الى التطورات العلمية التي توصلت الى حل العديد منها . أما رئيس الجمعية الجزائرية لامراض الغدد الاستاذ مراد سمروني فقد تأسف من جهته لغياب مراكز الانجاب المدعمة طبيا بالقطاع العمومي رغم أن المؤسسة الاستشفائية الجامعية لحسين داي (بارني سابقا) كانت لها الفضل في اقتحام هذه التقنية خلال سنوات الثمانينات مع الاستاذة نفيسة حمود لاليام التي تحمل هذه المؤسسة الاستشفائية اسمها. وتتراوح -حسب نفس المختص- نسبة الازواج الذين يعانون من عدم الانجاب عبر القطر بين 10 الى 15 بالمائة مذكرا في نفس السياق بكثرة الطلب على هذه التقنية بالنسبة للزواج المتأخر. وأشار بالمناسبة الى معاناة الازواج خلال سنوات مضت بحثا عن مراكز تتكفل بمشاكل الخصوبة والانجاب لديهم مما أجبر العديد منهم الى اللجوء الى فرنسا ثم الى تونس لحل هذا المشكل . وسجل رئيس الجمعية الوطنية لامراض الغدد ارتياحه لاقتحام القطاع الخاص لميدان التلقيح الاصطناعي بالعديد من مناطق البلاد حيث حاولت هذه المراكز تلبية احتياجات المواطنين الذين يعانون من مشكل عدم الانجاب مخففة عليهم تكاليف النقل والعلاج. أما الاستاذة فضيلة شيتور مختصة في أمراض الغدد وصاحبة عيادة انجاب مدعم طبيا بالجزائر العاصمة فقد تأسفت هي الاخرى لغياب مراكز متخصصة في هذه التقنية بالقطاع العمومي من جهة وعدم خضوع القطاع الصحي الخاص الى أية مراقبة حول الكيفية التي تطبق بها تقنية اللقاح الاصطناعي من جهة أخرى. وترى نفس المختصة أن المراكز التابعة للقطاع الخاص استطاعت رفع التحدي وتحقيق نتائج مماثلة لتلك المنجزة بالدول المتطورة داعية الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي الى تعويض العلاج حيث تصل تكلفة المحاولة الواحدة ما بين 150 ألف و 250 ألف دج . وأرجعت التأخر في فتح عيادة الانجاب المدعم طبيا بالقطاع العمومي الى غياب ارادة سياسية في هذا المجال مذكرة بالتكوين الذي كان في الموعد والوسائل المادية المتوفرة.