أعلن المشاركون في لقاء الشيراطون من أخصائيي طب النساء والصحة الإنجابية بالجزائر والمغرب العربي، تزود سوق الأدوية الوطنية بدواء أو تقنية جديدة خاصة بمنع الحمل، داعين بالمناسبة، السلطات المسؤولة إلى إدراجه ضمن مخططاتها التطعيمية العامة، وكذا تشجيع لقاح الوقاية من الإصابة بسرطان عنق الرحم. كشفت مجموعة من الأخصائيين الممارسين في مجال الصحة النسائية، أول أمس، خلال المؤتمر ال 16 للجمعية الجزائرية للخصوبة وموانع الحمل والملتقى المغاربي ال41 لنفس الاختصاص، تدعم السوق الصيدلانية الجزائرية بنوع جديد من موانع الحمل، ميزته قلة الأعراض الجانبية والآثار غير المرغوبة المعروفة عن حبوب منع الحمل العادية. تحسن في معدلات التخصيب الاصطناعي شارك حوالي 20 مخبرا صيدلانيا وعشرات الأطباء من أخصائيي أمراض النساء والتوليد، والصحة الإنجابية وكذا أخصائيين في علم الأورام وأمراض السرطان، في إعطاء أدلة وبراهين جديدة حول آخر التقنيات المتوصل لها في وسائل منع الحمل عبر العالم، وشددوا على ضرورة المسارعة بتعميمها على السوق الوطنية لما لها من دور في التنظيم والتخطيط العائلي مع أقل أعراض جانبية ممكنة على صحة الأم، تماشيا والسياسات الحكومية المتعلقة بتحسين صحة العائلة عموما والأم خصوصا. وأكدت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالأسرة وقضايا المرأة سعدية نوارة جعفر لدى إشرافها على افتتاح أشغال المؤتمر، أن الجزائر تولي عناية خاصة لصحة الأم، مضيفة أن معدلات التخصيب الاصطناعي عرفت تحسنا كبيرا حيث انتقلت من 2ر2 بالمائة إلى 7ر2 بالمائة في الفترة الأخيرة، ما يعطي مؤشرا على التحكم الجيد في التنظيم والتخطيط العائلي. وقدم المختصون خلال نفس اللقاء، المولود الجديد في سوق موانع الحمل بالعالم والذي عرف طريق مؤخرا إلى الجزائر، فدواء ''سيرازات'' وتقنية مابين الرحم المعتمدة على ''الميرينا''، حسب ما أكده البوفيسور بوزكريني رئيس الجمعية الجزائرية للإنجاب وموانع الحمل، ستساهم في تطبيق سياسية الحكومة في الصحة النسائية والإنجابية بفعالية أكثر. وشدد بوزكريني على ضرورة استقدام اللقاح المضاد للإصابة بسرطان عنق الرحم الذي يشكل ثاني أسباب الوفيات لدى النساء بعد سرطان الثدي، حيث يصيب هذا النوع من السرطان 14 امرأة من بين كل 100 ألف، بمعدل 3 آلاف حالة جديدة سنويا. فاللقاح، أوضح بوزكريني، من شأنه مواجهة فيروس ''البابيلوما فيروس'' أو '' أش.ب.ف'' المسؤول عن الإصابة به، ويستعمل حاليا في 114 دولة عبر العالم من بينها دولتا الجوار تونس والمغرب، وقال البروفيسور إن التشخيص المبكر عن هذا النوع من السرطان يبقى الحل الوحيد في انتظار موافقة السلطات المعنية على استقدامه إلى الجزائر. 300 ألف عائلة جزائرية محرومة من الإنجاب كما كشف بوزكريني الذي يعد أول مسؤول عن المركز العمومي الأول للإنجاب المدعم PMA بمستشفى بارني، عن أن هذا المركز الوطني للإنجاب الاصطناعي التابع للقطاع العمومي سينطلق في نشاطه خلال شهر سبتمبر المقبل. واعتبر بوزكريني المركز الأول من نوعه على المستوى الوطني، بالإضافة إلى مركزين آخرين الأول بوهران والثاني بقسنطينة هما قيد الإنجاز، ستتكفل كلها بمشكل العقم الذي يشمل نسبة 10 بالمائة في المجتمع أي 300 ألف عائلة جزائرية محرومة من الإنجاب. وأرجع مشكل العقم بالجزائر إلى إصابات المبيض وعنق الرحم وبعض الأمراض المعدية عند المرأة، في حين تعود الإصابة عند الرجل إلى بعض المهن، مثل التعرض إلى المواد السامة والكيميائية مثل الأسمدة المستعملة في الفلاحة والعمل بالمصانع التي بها أفران مرتفعة الحرارة، بالإضافة إلى بعض الأمراض المعدية. وبالنسبة للتكفل بالمرأة عند سن اليأس، قال المختص إنه لا يمكن وصف علاج هرموني في جميع الحالات لأنه يؤدي إلى تعقيدات عند بعض النساء. وأبرز من جهته البروفيسور مولود زموشي أستاذ مساعد في طب النساء والتوليد بالمستشفى الجامعي للبليدة، أن التكفل بالحمل بالجزائر في تطور مستمر خاصة بالنسبة للحمل الذي يمثل خطورة، وأشار إلى أن الإنجاب المدعم طبيا بالجزائر لا يزال مكلفا جدا لأنه ممارس حتى الآن بالقطاع الخاص فقط، داعيا إلى ضرورة تشجيع هذا الأخير مع إخضاعه للمراقبة والمتابعة من طرف الدولة.