ظهر الدبلوماسيون الجزائريون المختطفون في مالي، منذ أفريل 2012، من طرف جماعة "التوحيد والجهاد" الإرهابية، في فيديو جديد، وهم يناشدون الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إطلاق سراحهم. واللافت في هذا الفيدو، الذي بثه موقع "الأخبار" الموريتاني، أمس الأربعاء 02 جانفي 2013، هو عدم ظهور الدبلوماسي الطاهر تواتي، الذي قال التنظيم الإرهابي إنه أعدمه بسبب عدم تلبية السلطات الجزائرية مطالبهم. وتداول الكلمة القنصل الجزائري في مدينة غاو المالية، بوعلام سايس، واثنان من موظفي القنصلية، وتوجهوا بالحديث إلى الرئيس بوتفليقة مباشرة. وقال أحد الدبلوماسيين "نناشد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أن يجد حلا لوضعيتنا وتلبية مطالب الجماعة من أجل الرجوع إلى أهلنا سالمين معافين، علما أنه كانت لنا فرصة لمغادرة مدينة غاو قبل الاختطاف لكن لبينا نداء وزارة الخارجية بالبقاء لخدمة الجالية". وأضاف: "الآن نطلب منه (رئيس الجمهورية) أن يساعدنا وأن يلبي مطالب الجماعة من أجل الخروج والعودة إلى أهلنا سالمين معافين إن شاء الله".
أما الذبلوماسي الثاني فاقتصر حديثه على القول: "نطلب من السيد رئيس الجمهورية، ومن الجزائر شعبا وحكومة تلبية مطالب الجماعة لإخراجنا من هذه الأزمة وإرجاعنا إلى أهلنا سالمين معافين". وتضمن الشريط مقطعا قصيرا يحتوي عل بقية حديث الرهينة الثالث، لكنه كان يتحدث بشكل غير مسموع. وأظهر شريط الفيديو الدبلوماسيين الجزائريين المختطفين منذ بداية أفريل الماضي وهم في صحة جيدة، ويلبسون أقمصة أفغانية على غرار خاطفيهم كما ظهروا بلح كثة وطويلة. وخلف الرهائن وقف مسلحون ينتمون لحركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، لكن الشريط المصور أظهر أنصافهم فقط، وأحيانا أرجلهم وجزء من أسلحتهم، ولم يتحدث خلال الشريط أي من المسلحين، كما أنه لم يحمل تفصيلا للمطالب التي تريدها التوحيد والجهاد مقابل الرهائن الثلاثة. واختطفت حركة التوحيد والجهاد بداية إفريل الماضي سبعة دبلوماسيين جزائريين كانوا يعملون في القنصلية الجزائرية في غاو، قبل أن تفرج عن ثلاثة منهم بعد مفاوضات مع الحكومة الجزائرية تمت عن طريق وسطاء محليين. وأعلنت التوحيد والجهاد بداية سبتمبر الماضي عن إعدام الطاهر التواتي، وهو ما رفضت وزارة الخارجية تأكيده أو نفيه لكن تواتي لا يظهر في هذا الفيديو بشكل يوحي أن المجموعة الإرهابية أرادت إيصال رسالة بأنها نفذت فعلا تهديداتها.