تل أهالي مدينة غاو في شمال مالي قائد شرطة وصفوه بالقيادي الإسلامي البارز، انتقاما لمقتل صحفي يعمل بإذاعة محلية قالوا إنه ضرب حتى الموت على أيدي إسلاميين. وقالت سيما مايغا مساعدة رئيس بلدية غاو إن الصحفي قادر توري ضرب حتى الموت السبت على أيدي إسلاميين اتهموه بالعمل لصالح العدو. وأضافت أن الحادث أثار غضب السكان فقتلوا قياديا إسلاميا يدعى عليون توري. وأكد إدريس مايغا الذي يعمل مديرا لإذاعة محلية خاصة هذه المعلومات، قائلا إن الصحفي اتهم بالعمل مع محطات إذاعة أجنبية. كما صرح أحد السكان يدعى عيسى ويعمل مدرسا بأن شبان غاو قرروا عدم الاستسلام، ونظموا حملة عقابية ضد "الشرطة الإسلامية"، مشيرا إلى أنهم قاموا بضرب قائد هذه الشرطة وقتله. وأضاف الشاهد عيسى "آمل أن تكون الرسالة قد وصلت. الخوف انتقل إلى الطرف الآخر الآن، وهذه ليست سوى بداية". وقائد الشرطة الذي قتل هو أحد المواطنين الذين جندتهم " حركة التوحيد و الجهاد" في غرب أفريقيا، بعد سيطرتها على غاو، إحدى أكبر مدن شمال مالي، في نهاية جويلية 2012. وتأتي هذه الواقعة بعد أكثر من أسبوع من التدخل العسكري الفرنسي (بدأ في 11 جانفي ) لتحرير مدن بشمال مالي من سيطرة المسلحين، بينها مدينة غاو التي تعرضت في وقت سابق لغارات كثيفة خلفت العديد من القتلى، ودفعت العديد من المسلحين المستهدفين إلى مغادرتها بعد القصف. وتشير تقارير إلى أن انتهاكات خطيرة سجلت في غاو، من بينها بتر أطراف رجال اتهموا بالسرقة، وقالت إن قائد الشرطة المقتول قطع يد شقيقه "تطبيقا لأحكام الشريعة الإسلامية التي انتهجها المسلحون بعد سيطرتهم على شمال مالي". مع العلم بأن منظمة هيومن رايتس ووتش ذكرت أمس أنها حصلت على تقارير موثوق بها عن ارتكاب انتهاكات خطيرة، من بينها أعمال قتل على أيدي قوات الأمن المالية بحق مدنيين في بلدة نيونو بوسط البلاد بالقرب من جبهة القتال. وتعرضت مالي لاضطرابات عقب الانقلاب العسكري الذي وقع في مارس 2012 وسمح لمجموعات مسلحة بالسيطرة على المنطقة الصحراوية في شمال مالي.