في مختلف الانتخابات التي تمر بها البلاد، ستستمع إلى 35 مليون محلل سياسي جزائري يتحدثون عن السياسة وعن البرلمان، وعن الانتخابات وعن الأحزاب ويعطونك الحلول التي لا تقدمها لا الحكومة ولا الوزراء ولا النواب، وفي اي مشكلة أمنية مثلما تلك التي حدثت في عين أم الناس بأقصى الجنوب الشرقي ستجد 35 مليون محلل أمني جزائري يتحدث عن الطريقة التي حدث بها الهجوم على المنشأة الغازية، وعن الطريقة التي تعامل بها الجيش لانقاذ الرهائن، وستختلف الآراء والكل يقسم بأن رأيه هو الأصوب، كما تكاد الأحزاب أن تقسم بالأزلام والأنصاب ما دام أن السياسة عندنا دخلت عمل الموبقات، إضافة إلى 35 مليون محلل سياسي وإلى 35 مليون محلل أمني فإننا ايضا نملك 35 محلل رياضي، فبعد الخسارة التي مني بها أشبال المدرب الفرنكو بوسني وحيد حليلوزيتش أمام نسور قرطاج، في بلاد "عمي منديلا" ، سمعت على طول الشوارع الشعب كله يحلل المباراة ويشرحها لحظة بلحظة من بداية الانطلاقة إلى صافرة النهاية، وأنت تسمع لهذا الكم من التعليقات يخيل لك أن 35 مليون محلل رياضي كانوا في جنوب إفريقيا لحظة بلحظة يتابعون خطط المدرب ومساعده، فهناك من تكلم على خطأ المدرب في ادخل لموشية، وهناك من تحدث عن ثغرة في الوسط وهفوة في الدفاع وكلام آخر نسيته، عموما الكل وجد الحلول للنصر لو كانوا في مكان المدرب لكن المدرب وحده لم يجد الحل، وبما أني واحد من 35 مليون جزائري وأعد واحد من المحللين في مختلف القضايا، فإني ساقدم خطة لناخب الوطني تفاديا للهزيمة وارجو أن يطبقها، لذا على المدرب أن ينسى خطة 4 4 2 أو خطة 5 3 2 او باقي الخطط وما عليه سوى اللعب بخطة 10 1 اي عشرة في حراسة المرمى وواحد في الهجوم تفاديا للهزيمة، فهل تعلمون أن شعبنا تعدى 100 مليون نسمة وليس 35 مليون نسمة .؟