تلعب المرأة اليوم دورا فعالا ، وتحتل مكانة أساسية في المجتمع فهي الجزء الثاني، و الأهم الذي يكمل الدنيا فهي أساس المجتمع فهي الأم و ، الجدة ، البنت ، الخالة ، العمة ، و هي الموظفة ، المهندسة ، الطبيبة ، الطيارة ، الشاعرة، لكن المرأة في المحاكم و المجالس القضائية هي رئيسة الجلسة، المستشارة ، ممثلة الحق العام ، المحامية ، كاتبة الضبط ، و الشرطية ، لايمكن أن نصف الدور الكبير الذي يقمن به بالرغم من الصعوبات التي تواجههن في مسارهن المهني ، من كثرة الملفات بالنسبة لقاضية الجلسة و كذا الصعوبة في التعامل معها بحكم كثرة القضايا التي يكون فيها عدد المتهمين يتجاوز في الكثير من الأحيان العشرون ما يضطرون البقاء لساعات متأخرة من الليل و أن أيام الخميس و حتى الجمعة يعملن فيه كما أن الأحكام التي تصدرها القاضية تتطلب النزاهة و العدل لتطبيق القانون غير أنه و في كثير من الأحيان تتعرض القاضية لعبارات السب و الشتم من قبل المتهمين بمجرد إصدارها للحكم النهائي على مرتكبي مختلف الجرائم، ليصبوا جام غضبهم على القاضية باعتبارها المسؤولة عن إصدار أحكام نهائية. حيث يتلفظ بعض الأولياء وحتى المحكوم عليهم بالسجن، بأقبح عبارات السب والشتم ردا منهم على الأحكام الصادرة ، الأمر الذي يثير نوعا من الفوضى والبلبلة ،ويعيق سير جلسات المحاكمة، فنجد المرأة الشرطية مضطرة للتدخل، للحد من التجاوزات الحاصلة، كالتلفظ بالكلام البذئ على مسامع الهيئات القضائية واهانتها واستعمال الهواتف النقالة والأحاديث الجانبية والتي تدخل ضمن عراقيل سير جلسات المحاكمة ولولا تدخل المرأة الشرطية التي تعتبر الرجل الثاني في دار العدالة فهي تعمل جاهدة على تطبيق القانون و السهر على السير الحسن للقضايا فهي تقف مع الرجل في دور القضاء كما أيضا لا ننسى المرأة المحامية التي نجدها بقوة داخل قاعات المحاكم و مجالس القضاء التي تعمل جاهدة مابين إرضاء موكلها التي تحاول تبرئته من ساحة الجريمة و بين القاضية التي لابد من إقناعها بوسائل الدفاع القانونية و أن تتعامل مع ملفاتها بنزاهة و دقة و لعل مرافعة المرأة داخل جلسات المحاكم و اجتهادها في تنوير العدالة من خلال إجراء تحقيق تكميلي و التحري في موقع الجريمة يعتبر مفخرة للمرأة الجزائرية لكن هذه المرة ارتأينا الحديث عن خطر يهدد المرأة رغم أنها تصنعه بنفسها وهو "الإجرام" و الهدف ليس ذكر المساوئ بقدر ماهو إسماع الأنّات التي تحولت إلى آهات لم تؤثر عليها فحسب بل على المجتمع بأكمله وعلى هذا الأساس ركزنا بل و سلطنا الضوء أكثر على المرأة المجرمة حيث لم تعد الجريمة في الجزائر تقتصر على الجنس الخشن فقط ، بل إن المرأة الجزائرية أصبحت تشكل عنصرا مهما في هذا الميدان ، بعد أن أصبح عددا كبير من النساء يحالون على السجن في قضايا قتل بشعة، بعد أن كانت تعرف بالحشمة و الحياء أصبحت اليوم تقود عصابات للإجرام و المخدرات، الدعارة ، السرقة ليتطور "هرمون الإجرام "عندها ويتخطى الحدود من خلال مختلف القضايا التي تم معالجتها من قبل المحاكم الجزائرية ، فلا يكاد يمر يوم واحد لاتكون المرأة حاضرة من بين المتهمين و الموقوفين و أصبح ولوج المرأة في مختلف أنواع الجريمة ظاهرا بقوة في السنوات الأخيرة و لم تعد مجرد مجرمة فحسب أو وسيلة في يد الرجل لارتكاب الجرائم ، بل أضحت هي المسيرة و القائدة التي تتحكم في شبكات إجرامية والملاحظ أن المرأة اقتحمت كل أنواع الجرائم بعد أن تلطخت أياديها بالدماء بعد ارتكابها أفظع الجرائم المتمثلة في القتل وعلى هذا الأساس ارتأينا أن نجمع بعض قضايا القتل بطلاتها نساء و فتيات في عمر الزهور
حواء تتجرد من أنوثتها و ترتكب أبشع جرائم القتل حالات القتل التي عالجتها محكمة الجنايات حول تورط المرأة في قضايا القتل لاتعد و لاتحصى ،و كلها أكدت على تجرد المرأة من أنوثتها، و كيانها كمخلوق حساس ، و بعيد كل البعد عن عالم الجريمة فما فعلته السيدة سجية البالغة من العمر 42 سنة أم لسبعة أطفال تقطن بمدينة تيزي وزو بابنة جارتها يندى له الجبين بعدما شكت في جارتها بأنها ساحرة فذبحت إبنتها ،ذات الثلاث سنوات من عمرها، انتقاما من أهلها اللذين شكت بأنهم استعملوا ضدها طقوس السحر للتفريق بينها وبين زوجها
انتقاما من زوجة شقيقها قررت قتل أولاده حالة سامية غريبة نوعا ما، فهي من مواليد 1968، الفتاة الصغرى في العائلة، ،كانت تعيش سامية رفقة والدها وشقيقها وزوجته التي كانت تتشاجر معه باستمرار لأتفه الأسباب، ويوم ارتكاب الجريمة كانت تغسل الأواني، وفي لحظة تركت ما بيدها وتوجهت نحو غرفة أولاد شقيقها، حيث حملت الرضيع البالغ 6 أشهر وقذفته من النافذة، ثم حملت الثاني ذو السنتين ونصف من العمر وألقته من على شرفة غرفة الجلوس، الأول توفي أما الثاني فقد نجا بأعجوبة، أصيب بكسور خفيفة لسقوطه على حاجز موجود فوق نافذة الجار الساكن في الطابق السفلي، وعندما سألتها الطبيبة عن سبب إقدامها على ذلك الفعل ردت بجواب مختصر "هكذا لأنني أكرهها وفقط"
تقتل زوجها للتخلص من عنفه..... وأخرى لتتمتع بحريتها المنحرفة وعلى خلاف الحالات التي سردناها سابقا هناك حالة جميلة/ ع 23 سنة، رحلت من مسقط رأسها نحو العاصمة لتسكن رفقة زوجها وطفليها في منزل قصديري، ولم تتصور يوما أن تعيش في جهنم الدنيا بسبب زوجها المدمن على الخمر والمخدرات، والذي لا يتوان في ضربها وتهديدها بالسكين أمام ولديهما ولأنها طال عذابها معه، لم تستطع تحمل أكثر من ذلك. ويوم ارتكابها الجريمة كان زوجها نائما لتحمل شاقور وضربته على رأسه فأرادته قتيلا وبعد عرضها على الطبيب الشرعي لمعرفة ما إذا كانت جميلة أثناء قتلها في كامل قواها العقلية، تأكد أن الغضب جعلها تفقد التركيز وتقوم بفعلتها، وعلى إثرها أحيلت القاتلة على قاضي التحقيق الذي أمر بإيداعها الحبس بالمقابل نجد قضية نادية/أ نقيضة لها تماما، هي مدمنة على التدخين، تزوجت برجل غني ومن عائلة محافظة فأنجبت معه ابنين ، وفي إحدى الأيام، بينما كانت رفقة زوجها وولديها على متن السيارة للتنزه وتناول وجبة العشاء في أحد المطاعم الفاخرة، طلبت نادية من زوجها التوقف لبرهة، وما هي إلا ثوان حتى وجهت له طعنة على مستوى الرقبة ثم قذفته من السيارة وداسته بها على أن لفظ أنفاسه الأخيرة، وكان ذلك أمام أنظار طفليها وعندما أحيلت على قاضي التحقيق اعترفت له أنها قتلت زوجها لأنها اكتشفت خيانته لها غير أن تصريحات والدتها كانت مفندة لأقوالها فقد أكدت أن صهرها كان رجلا مثاليا وتأسفت لما آلت إليه ابنتها الوحيدة.
.... و أخرى تقتل زوجها وتتركه إلا أن تعفنت جثته فما فعلته مليكة بزوجها أمر لايصدقه العقل قتلته بلا رحمة و تركته إلا أن تعفنت جثته حيث ضربته بكل قسوة بالمطرقة على مستوى الوجه و الجمجمة فأردته قتيلا و غير بعيد عن هذه الحالة المتهمة التي قتلت والدتها بحسين داي حيث أدانتها المحكمة بعقوبة الإعدام فكيف لنعومة فتاة في عمر الزهور أن تتحول إلى جلاد تقتل من ربتها و سهرت عليها الليالي و أدخلتها أحس المدارس و منحتها كل الوسائل ووفرة لها العيش الكريم ، لكنها غدرت بها في النهاية و الأغرب من ذلك حيث أقدمت على قتلها ، و حرمتها من أبسط حقوق الميت على الأحياء وهو الدفن ، وغير بعيد عن هاتين الحالتين ما فعلته إحدى المرهقات و بمشاركة خطيبها حيث أقدما على قتل سيدة في مقتبل العمر بطريقة شنيعة فرغم محاولتها الإنكار إلا أن التحقيقات أثبتت أنها قامت بطعن الضحية عدة مرات بل رأفة و لا شفقة
عجوز أضرمت النار في كنتها وتعتبر قضية العجوز نجية /د نوعا آخر من الجرائم التي ترتكب بين الأقارب، هي من مواليد 1932 من مدينة عنابة رزقت بولد وحيد، هذا الأخير تعرف على فتاة وقرر الاقتران بها، إلى هنا كل شيء عادي، غير أنه وبعد مرور شهرين من زواج ابنها، بدأت الأم تشعر بالغيرة اتجاه كنتها التي اعتبرتها سارقة لولدها وتكررت الشجارات بينهما لأسباب تافهة من تدبير العجوز ليصل النزاع بينهما إلى ذروته ضنا منها أن كنتها خطفت فلذة كبدها من حضنها. وفي أحد الأيام بينما خرج ابنها للعمل توجهت نحو غرفته أين كانت زوجته ممددة على السرير فسكبت قارورة كحول على جسدها وأقدمت على إضرام النار فيها، فبدأت المرأة بالصراخ طالبة النجدة من الجيران ليتم إنقاذها ، و تجدر الإشارة إلى أن محكمة بئر مراد رايس عالجت عددا معتبرا من قضايا كانت المرآة فيها دوما العقل المدبر و المخطط ناهيك عن جرائم الإختلاس على مستوى البنوك و مؤسسات الدولة حيث نظرت محكمة الشراقة في قضية المتهمة (ع.و) بصفتها موظفة بالصندوق الوطني للتوفير والاحتياط بتهمة اختلاس أموال عمومية والتزوير على خلفية اختلاسها مبلغ 400 مليون سنتيم، وقد التمس في حقها توقيع عقوبة 5 سنوات حبسا نافذا، كذلك قضية المتهمة (ن.و) التي توبعت باختلاس أموال خاصة حينما كانت تشغل منصب مسيرة أعمال، ذلك بسحبها مبالغ طائلة من رصيد أحد الشركاء صاحب الجنسية الفرنسية بواسطة الوكالة التي منحت لها في سبيل إرضاء خطيبها، كما كان للمرأة يد في اختلاسات مست مؤسسات دولة مثلما حدث في قضية قرصنة الخطوط الهاتفية لوكالة حسين داي حيث أصبحت المرآة تشارك في مثل هذه الجرائم ذات وزن ثقيل، فحتى قضايا الإرهاب ذكر فيها اسم امرأة في إحدى القضايا و الأمثلة التي ذكرت في أعداد سابقة بصفحة المحاكم غير دليل
أصحاب الجبة السوداء قالوا معقبين على الظاهرة من خلال حديثينا مع جملة من المحامين أكدوا لنا أن مواقع اجتماعية ، و أفلام بعيدة عن قيمنا الدور المباشر في السلوك السلبي للفتاة ، و أي كانت الأسباب فأن هذه الظاهرة تستمر في التزايد ما لم تتضافر جهود جميع المؤسسات و الخبراء للنظر في ماذا يمكن فعله لمواجهة خطر توجه الجنس اللطيف نحو الجريمة و العنف
الاضطهاد الاجتماعي والنفسي وراء تفشي الظاهرة حاولنا البحث عن الأسباب النفسية التي باتت تتحكم في التركيبة النفسية للمرأة والتي تدفعها لولوج عالم الإجرام ، فكان لنا حديث مع جملة من علماء النفس الذين أوضحوا لنا أنه يمكن القول إن المرأة مخلوق بشري ضعيف وجد حساس، لكنها تكره أن تكون في نظر الآخرين ضعيفة، فتحاول بكل الطرق أن تبين للعالم أنها قوية مثل الرجل، وهذا يعد أهم سبب لكنه خفي، فهاته الأخيرة ، أيضا الظروف الاجتماعية ،هذا من جهة ومن جهة أخرى الدافع للانتقام يشكل جزءا أساسيا من شخصية المرأة على العموم، إذ يجعلها تفكر في ارتكاب الجرائم دون أي تفكير في العواقب خاصة إذا أحست بأنها مظلومة أو تعلق الأمر بخيانة الرجل، ويمكن القول إن البيئة الاجتماعية والنفسية التي تتربى فيها الفتاة يمكن أن تشكل نوعا من شخصيتها الإجرامية، فهناك فرق بين من تنشأ في أسرة تسودها المحبة والمودة، وبين من تنشأ في جو من الكراهية والاضطهاد منذ الصغر، فالجريمة عند المرأة لها أسباب ودوافع مرتبطة بالماضي ، ، فالجريمة عند المرأة هي رد فعل طبيعي على المحيط الذي عايشته، كما يمكن أن تكون بدافع الإغراء، فالمرأة تنساق وراء عواطفها لاغية بذلك عقلها كما يرى المختصين في علم الاجتماع أن أهم الأسباب التي تدفع المرأة إلى اللجوء للعنف واعتمادها على أساليب الجريمة بمختلف أنواعها هو عدم ممارسة حقوقها، حيث تتمرد في هذه الحالة على المجتمع ساعية في الوقت ذاته إلى تقليد الرجل