تتجدد المعاناة التي تعيشها الأسر القاطنة في الحي الفوضوي بالمنطقة الصناعية للرويبة، وسط سكنات هشة أكل الدهر عليها وشرب. فقد بات الترحيل من بين أبرز مطالب السكان، أين ذاقوا ذرعا من الظروف المزرية التي يعيشون فيها بسبب تآكل تلك السكنات بمرور الوقت، والتي انعكست نتائجها على صحة هؤلاء بشكل مباشر بسبب الرطوبة التي تشهدها تلك المنطقة، والتلوث الذي يعرفه هواء هاته المنطقة الصناعية بالدرجة الأولى. عبرت العائلات القاطنة بالسكنات الهشة المتواجدة على مستوى المنطقة الصناعية للرويبة عن تخوفها من المصير المجهول الذي ينتظرها في ظل المأساة و المعاناة الحقيقية التي تعيشها هاته الآسر في انتظار قرار ترحيلها إلى سكنات لائقة. وذلك في ظل الرطوبة العالية التي تشهدها المنطقة والتي حالت دون توفر شروط العيش الكريم بالنسبة لقاطني هاته السكنات، التي باتت تفتقر إلى أبسط ضروريات العيش الكريم وفقا لتصريحات بعض المواطنين. معاناة تحملتها هاته العائلات لفترة طويلة منذ الاستقلال، أمام تآكل الأسقف و الجدران وتسرب مياه الأمطار إلى داخل هاته السكنات ما تسبب في انتشار العديد من الأمراض في أوساط هؤلاء وعلى رأسها الأمراض الصدرية كالربو و بعض الأمراض الجلدية كالحساسية بفعل الرطوبة و الأمطار ، ناهيك عن انتشار الحشرات الضارة و الحيوانات الضالة كالجرذان التي وجدت في المكان ضالتها المنشودة. زد على ذلك انتشار الأوساخ و المخلفات المنزلية التي زادت معاناة إضافية على هاته الأسر، والتي جعلتها تختنق داخل ما أسماه بعض السكان بأشباه السكنات، وهو ما اعتبروه موتا بطيئا بالنسبة لهم. جملة من المشاكل والانشغالات طرحها هؤلاء السكان في انتظار تدخل السلطات المعنية لترحيلهم إلى سكنات لائقة تحفظ لهم ظروف العيش الكريم، خاصة وأنهم ضاقوا ذرعا من العيش في تلك الظروف الصعبة، أملا في أن تحل مشاكلهم بعد الانتخابات المحلية الأخيرة، التي وضعوا فيها آمالا وثقة كبيرة من أجل التغيير وتحقيق مطالبهم الاجتماعية.