قال الباحث جيلالي ساري بالجزائر العاصمة ان "المصادر المتعلقة بالعلامة عبد الحليم بن سماية قليلة في المكتبات والجامعات الجزائرية" داعيا الى الغوص في مآثر هذه الشخصية التي ساهمت في تكوين العديد من الإطارات الجزائرية. وتأسف السيد ساري خلال اليوم الدراسي حول شخصية العلامة عبد الحليم بن سماية الذي نظمته جمعية أصدقاء منحدر أرزقي لوني لانعدام المعلومات حول الشيخ بن سماية والتي بقيت حسبه متواترة شفويا فقط مشيرا الى عدم وجود بحوث حول اعماله و مساهاماته في الجامعات الجزائرية. وذكر الباحث من جهة أخرى أن المدرسة الثعالبية بالجزائر العاصمة التي درس فيها العلامة عبد الحليم بن سماية لا تحوي على مصادر حوله مشددا على ضرورة "السعي للعثور على ما نتجه وما بينت شهرته وبلاغته وثقافته وعلمه". وأضاف أن قلة المصادر دفعت به للبحث عن شهادات وذكريات من المحيط العائلي للعلامة و الذين تتلمذوا في المدرسة الثعالبية مذكرا ان الباحث الاجتماعي مصطفى لشرف كان ينتمي لها . وقد تم خلال اليوم الدراسي تسليط الضوء على شخصية العلامة عبد الحليم بن سماية مقدم الطريقة التيجانية بالعاصمة حيث تطرق الباحث الى الدور الذي لعبه في النهضة الاصلاحية وما كان له من أثر على المفكرين أمثال عبد الحميد بن باديس وغيرهم. وتناول السيد ساري الجانب الثوري لهذه الشخصية (عبد الحليم بن سماية) حيث وقف كما قال ضد التجنيد الاجباري الذي فرضه الاستعمار الفرنسي في 1912. من جهة اخرى دعا الأمين العام لجمعية منحدر ارزقي لوني السيد جمال سوفي الى ترجمة الجزء الرابع من كتاب العلامة عبد الرحمن الجيلالي "تاريخ الجزائر العام" الى اللغة الفرنسية لما يحتويه من معلومات نادرة حول اعلام الجزائر من بينهم عبد الحليم بن سماية. وقد تم خلال هذا اللقاء زيارة المدرسة الثعالبية وكذا قبر عبد الحليم بن سماية (1866-1933) الذي دفن الى جوار الولي الصالح سيدي عبد الرحمن الثعالبي.
وعن هذه المبادرة أكد رئيس الجمعية لونيس أيت عودية أن الهدف منها هو اعادة احياء الذاكرة ليتسنى للأجيال المقبلة التعرف على هذه الشخصيات التي أعطت الكثير للتراث الجزائري مشيرا الى ان المبادرة جاءت بطلب من العلامة عبد الرحمن الجيلالي منذ 3 سنوات خلت قبل وفاته. ولد العلامة عبد الحليم بن سماية عام 1866 بالجزائر العاصمة و حفظ القران على يد الشيخ حسين أبو شاشية واخذ اللغة العربية والفقه والتوحيد عن والده والمنطق والبلاغة عن الشيخ الطاهر تيطوس والفرائض والحساب عن صهره علي بن حمودة. وللشيخ المام باللغة الفرنسية واللغة العبرية الى جانب كونه مقدم الطريقة التيجانية بالعاصمة. ومن بين مؤلفاته "رسالة اهتزاز الأطواد والربى من مسألة تحليل الربا "و"رسالة في التوحد والرد على شبه المبطلين والملحدين" و"الكنز المدفون والسر المكنون". وتوفي العلامة عبد الحليم بن سماية سنة 1933 .