جدد الباحث الجزائري في مجال علوم الطقس والهزات الارضية الأستاذ علي نعمر السلطات المعنية في مختلف مناطق الوطن أن تحرص من فيضانات الوديان، موضحا أنه من غير المقبول بالمرة أن تشيد بعض السكنات الفردية وحتى بعض المؤسسات في عمق الوادي كما هو الحال في وادي حيدرة الذي أضحى حيا سكنيا قائما بذاته . وقال نعمر في تصريح خص به المسار العربي أن " الودي يظل وادي " مرشح للفيضان في أي وقت حتى ولو بقي ساكنا سنوات طويلة ، مذكرا بالفيضانات الأخيرة التي ضربت ولاية المسيلة بمدينة سيدي عيسى أين أتت على الكثير من المرافق، وهلكت أربع أشخاص، رغم أن الوادي أعيد تسييجه وبناءه اتقاء للفيضانات ورغم ذلك فاضت المياه على جوانبه ، وقال نعمر أن الجزائر لها سوابق تاريخية في الفيضانات فقد تعرضت في عدة مناسبات لفيضانات عارمة سواء قبل الحقبة الإستعمارية او خلالها او حتى بعدها مذكرا بالفيضانات التي ضربت الجزائر خلال الخمسينات والاربعينات بعدما لم تتوقف الأمطار خلال شهر جانفي عن الهطول ما تسبب في هلاك الكثيرين وتدمير الكثير من البيوت، إضافة إلى طوفان 1973 الذي أتى على كل شيء وغمر الوادي السحيق بالمنطقة وفاض على السكان، موضحا أن الأمر لم يتعلق بمدينة الأخضرية فقط بل في أغلب المناطق الساحلية حتى انه سجل فقدان صيادين، بسبب هياج البحر، وعن سبب هذه الأمطار الرعدية والسيول التي حلت في عز الشتاء، كشف نعمر أنه حذر منها في شهر جويلية مؤكدا أنها ناتجة عن الزلزال الذي ضرب المسيلة و ولاية سطيف على التوالي، حيث شرح الأمر على ان الزلزالين افرزا طاقة حرارية مضافة إلى طاقة الإشعاع الشمسي وهذا ما ضاعف كمية التبخر و كثافة التبخر حسب ما أضاف الأستاذ نعمر تؤدي إلى تضاعف التساقط، وهو الأمر نفسه الذي حدث في الهند وباكستان والصين، التي غرقت هذه الدول بدورها في فياضنات كبيرة مرجعا الأمر إلى الزلازل التي ضربت آسيا خلال الربيع وبداية الصيف وهذا ما أدى الى ارتفاع نسبة التبخر لتصبح بعدها وابل من الأمطار الطوفانية أغرقت باكستان والهند والصين وبعض المناطق في بنغلداش إضافة الى ان المنطقة معروفة بفيضناتها المتواصلة غلا ان هذه المرة حسب نعمر كانت اكثر حدة، وجدد نعمر مطالبة السلطات العمومية وخاصة مصالح البلديات المختلفة بمنع تشيد الأبنية والسكنات على ضفاف الوديان نظرا لخطورة هذه الوديان على البنايات والسكان، لا سيما وان البلاد لها سوابق في مجال الفيضانات عبر مراحل هامة من تاريخها .