سجلت اشتباكات عنيفة حدثت بين القوات النيجرية مع مهربين قرب الحدود الجزائرية الأسبوع الماضي حسب ما أوردته إذاعة فرنسا الدولية. وحسب ذات الإذاعة فإن الاشتباكات حدثت في في منطقة تينيري بين، جنود النيجر ومجموعة من مهربي المخدرات الذين كانوا على متن عشرات السيارات رباعية الدفع. وبدأت المواجهات خلال الليل واستمرت حتى اليوم الموالي. ولم يكشف جيش النيجر عن نتيجة هذه الاشتباكات حسب إذاعة فرنسا الدولية. هذه الجماعات لا تقتصر على تهريب المخدرات فقط، وإنما تنشط أيضا في تهريب السلاح و البشر، فضلا عن تهريب السجائر و والعملات حسب مصادر اعلامية نيجيرية . وتبذل حكومة النيجر قصارى جهدها بالتنسيق مع سكان الشمال من العرب والطوارق وكذا الدول الحدودية على راسها الجزائر للحد من انتشار تلك الأعمال الإجرامية. وأضاف الصحافي النيجري "لكن رغم كل تلك الجهود فإن التحدي مازال قويا خاصة الخطر القادم من ليبيا التي لم تتمكن بعد من تأمين مؤسساتها الحكومية وحماية حدودها الجنوبية بسبب الفلتان الأمني ونشاط تنظيم القاعدة". شساعة المنطقة شكلت مكانا ملائما لتحركات المجموعات الإرهابية ونظيراتها النشطة في التهريب وسجلت في الآونة الأخيرة عدة تحركات وحالات عبور لسيارات عابرة للصحراء، لكن شساعة الصحراء وصعوبة تضاريسها تحول دون إمكانية رصدها باستمرار من طرف الحكومة". المواجهات الأخيرة مع عصابات التهريب قد تفتح جبهة جديدة لدول الساحل والدول المغاربية التي تجمعها حدود مع النيجر. وهو ما دفع رئيسة منظمة الإنتربول ميرييل باليسترازي للتأكيد خلال مؤتمر إقليمي بالجزائر الثلاثاء الماضي "بأن مكافحة تهريب المخدرات تتطلب المزيد من التعاون وتبادل المعلومات بين دول الساحل". وبحسب الخبراء، عادة ما تنسق الجماعات الإرهابية مع عصابات التهريب عبر المنطقة لتأمين الطرق وشراء السلاح. المحلل إسلمو ولد المصطفى قال إن المتشددين الإسلاميين يتعاملون مع المخدرات وفقا لما يرون أنه يمثل مصلحة لهم.
وأوضح أنهم يسمحون بعبور المخدرات لمجالهم الترابي ما داموا يحصلون على مقابل من المهربين. ولذا فالجماعات الإرهابية والمتطرفة تبرر ذلك بالقول إن المخدرات موجهة إلى الشعوب غير المسلمة قصد إضرارها.