زاد حجم اللصوصية وعمليات التهريب العابر للحدود الليبية، بشكل واضح في الفترة الأخيرة، نحو منطقة آغاديز بشمال النيجر، وتتسابق جماعات التهريب مع خطوات تقدم المعارضة المسلحة الليبية نحو الحسم المنتظر مع كتائب القذافي المرابطة بالعاصمة طرابلس. وذكرت تقارير إخبارية من منطقة أغاديز أن كل شيء أصبح في متناول اللصوص والمهربين للتسلل إلى شمال النيجر انطلاقا من الأراضي الليبية، وأغرب ما في المنطقة طائرة هيليكوبتر بسعة تسعة مقاعد، تم تهريبها قبل يومين على متن شاحنة نحو أغاديز، بعد تفكيكها إلى قطع غيار، وهو التوجه الذي يصب في دعم حالة اللاآمن التي تشهدها منطقة الآيير ذات الأغلبية التارفية منذ جوان الفارط بعد اشتباك الجيش النيجري مع عصابة ضبطت بحوزتها 640 كلغ من المتفجرات كانت باتجاه التمرير والتسليم لعناصر ''القاعدة'' بشمال مالي. الحكومة النيجرية حسب موقع ''آيير آنفو'' المتابع لأخبار منطقة آغاديز ووضعها الأمني والسياسي، كانت قد أطلقت منذ 28 جوان الماضي حملة لجمع السلاح المهرب وغير المرخص بحمله من قبل السكان، وأنشأت لجنة ميدانية لذلك. إلا أن الرئيس النيجري نفسه أكد تخوفاته من تقافم اللصوصية والتهريب العابر للحدود نحو شمال بلاده، وبأن تهريب الآليات الثقيلة من شاحنات وجرافات وحاملات عتاد الوزن الثقيل، جعل المنطقة في قلب أجواء الحرب الليبية المستعرة، مما لا يستبعد أن يحول فيافي وكثبان شمال النيجر إلى خزان أسلحة. وتعتبر أموال الليبيين قاعدة خلفية لسباق تسلح وحشد مواقع من طرفي المعركة في دول الجوار تحسبا لتحول النزاع القائم إلى حرب عصابات مفتوحة وخصبة عبر الحدود أمام استثمار المتخاصمين، وبما يوحي بنية نقل ساحة المعركة إلى عملية كر وفر على الحدود، الشيء الذي قد يصبح متنفسا لتحرك عناصر القاعدة بدورهم، ويطيل من عمر الحرب الليبية، ويقلل من أي فعالية وأي حسم للضربات الجوية لمتحالفي الأطلسي ضد القذافي.