أكد مختصون في سرطان الثدي، عن ارتفاع عدد الإصابات بهذا المرض الخبيث في الجزائر على غرار باقي دول العالم، والسبب يعود إلى حالة الخوف وعدم الكشف المبكر، هذا ما أدى الى اكتشاف 11 حالة سرطان ثدي سنويا في الجزائر. يرى الدكتور أحمد بن ديب رئيس قسم جراحة سرطان الثدي بمركز بيار وماري كوري بالجزائر العاصمة أن سرطان الثدي يرتبط بطبيعة حياة الناس، كيف يعيشون؟ وماذا يأكلون؟ وكيف يستعملون الأدوية الهرمونية؟ فهذه عوامل تساعد على ارتفاع الإصابة بسرطان الثدي وحسب بن ديب فإن سرطان الثدي ارتفع بالعالم كله، ففي عام 1970 كان عدد الإصابات في فرنسا مثلا 22 ألف حالة سنويا، وارتفع العدد اليوم ليصبح 75 ألف حالة، وهذا مرعب، كما ارتفع أيضا في تونس والمغرب والجزائر وتكتشف حاليا بالجزائر زهاء 44 ألف حالة جديدة سنويا لكل أنواع السرطان، منها 11 ألف حالة سرطان ثدي، بعدما كان قبل عشر سنوات لا يتجاوز ثلاثين ألف حالة، منها أربعة آلاف حالة سرطان ثدي، حسب حميدة كتّاب الأمينة العامة لجمعية الأمل لمساعدة مرضى السرطان في الجزائر - "إن الخطر في السنوات العشر الأخيرة هو إصابة الفتيات الشابات -وبعضهن دون العشرين- بسرطان الثدي، بعدما كانت الإصابة للمرأة فوق الأربعين، لذا كان عنوان ملتقانا سرطان الثدي يصيب المرأة الشابة" وتحدثت كتّاب عن عامل الخوف في ارتفاع عدد المصابات، وقالت "نقوم بحملات توعية في الأرياف بوحدة طبية متنقلة فيها كافة أجهزة كشف سرطان الثدي (إيكوغرافي وماموغرافي) وطبيبات للكشف على النساء مراعاة للجانب الاجتماعي، لكن الإقبال مازال ضعيفا، ربما خوفا من المرض، أو خوفا مما يترتب عنه اجتماعيا لدى المرأة، حيث يسبب غالبا الطلاق أو انعدام فرص الزواج للعازبات” عامل الخوف يؤدي إلى ارتفاع عدد الإصابات إلى الضعف وهو ما ذهبت إليه الدكتورة أمينة عبد الوهاب المختصة بجراحة سرطان الثدي بمركز بيار وماري كوري بالجزائر العاصمة، إذ تقول "ما زال خوف المرأة من اكتشاف سرطان الثدي عندها واحتمال طلاقها إذا كانت متزوجة أوعدم الزواج للعزباء وراء عدم الكشف المبكر". وتدلل عبد الوهاب بقولها "خلال عشر سنوات ارتفع عدد مريضات سرطان الثدي في مركزنا إلى الضعف. وأضافت "الحالات التي تصلنا أغلبها في مراحل متقدمة، وبالتالي ليس الوعي الذي ضاعف العدد كما يعتقد البعض، فما زال خوف المرأة وراء عزوفها عن الكشف المبكر" وعن مشكلات العلاج قالت عبد الوهاب "إن العلاج الكيميائي متوفر، لكننا نفتقر لمراكز العلاج بالأشعة، فهو مكمل للعلاج الكيميائي، وليست لدينا أجهزة كافية للعلاج بالأشعة، وهو علاج يحرق مكان الورم لمنع عودته" .