أكد الأستاذ كمال بوزيد، رئيس الجمعية الجزائرية لطب الأورام بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة في مكافحة السرطان ”بيار وماري كوري”، أن العشرية المقبلة ستعرف ارتفاعا ملحوظا في حالات الإصابة بالسرطان في الجزائر، حيث ستبلغ 300 حالة جديدة سنويا لكل 100 ألف نسمة. ووصف هذه الوضعية الوبائية التي يمر بها المجتمع الجزائري ب"العادية جدا”، مقارنة بالوتيرة التي شهدتها الدول الغربية خلال السنوات الماضية. وقد أثبتت معطيات المعهد الوطني للصحة العمومية أن متوسط العمر المعرض للإصابة بالسرطان بلغ على العموم 52 سنة، باستثناء سرطان الثدي الذي يسجل معدل الإصابة به في حدود سن ال 40، وهو سن وصفه الأستاذ أحمد بن ديب، مختص في الكشف عن سرطان الثدي بمركز ”بيار وماري كوري” ب” المبكر جدا”، مقارنة بالاصابة المسجلة في الدول المتطورة، أين ينتشر المرض لدى الفئة العمرية البالغة 50 سنة فما فوق. كما أبرز من جهة أخرى الأستاذ كمال بوزيد، أن فرص تماثل المصابين إلى الشفاء تعد منخفضة، رغم المجهودات المبذولة من طرف السلطات العمومية لتحسين صحة المواطن، لأن النسبة الكبيرة من المصابين يقدمون على العلاج في حالة معقدة جدا من المرض. وفي هذا الإطار، أفادت الأستاذة دوجة حمودة، باحثة حول السرطان بالمعهد الوطني للصحة العمومية، أن عدد الإصابات بهذا الداء يقدر بأكثر من 40 ألف حالة جديدة سنويا، من بينها 20 ألف حالة مسجلة لدى النساء، وأكثر من 19 ألف لدى الرجال، ويأتي سرطان الجهاز التناسلي للمرأة (الثدي، المبيض وعنق الرحم) في مقدمة أنواع السرطان المنتشر لدى هذا الجنس، متبوعة بسرطان القولون والمستقيم، حيث تمثل هذه الأنواع مجتمعة 68 بالمائة من مجموع السرطان بالجزائر، والتي يمكن الوقاية منها عن طريق الكشف الجماعي لتشخيص المرض، وسرطان الرئة الذي ينتشر بكثرة لدى الرجال، إذ يمكن الحد منه من خلال محاربة التدخين.علما أن الخزينة العموموية هي التي تتحمل تكاليف السرطان، وتم التأكيد من جانب آخر على أن تكاليف الحالة الواحدة لسرطان الثدي في مراحله الأولى تقدر ب 300 ألف دج، حين تصل في مراحله المتقدمة إلى 5 ملايين دج، وتصل تكاليف سرطان القولون والمستقيم إلى 200 ألف دج في مراحله الأولى، ومليوني دج في مراحله الأخيرة، كما تقدر مبالغ التكفل بسرطان الرئة ب 300 ألف دج في الحالات البدائية للمرض، وتتراوح المتطورة منها بين 2 و3 ملايين دج، وأكد الدكتور محمد أوكال، مختص في طب الأورام بعيادة بوفريزي في أعالي الجزائر العاصمة، أنه سيتم الاستفادة من حصص العلاج الكيمائي، لكن العلاج بالأشعة المكمل لهذه السلسلة يبقى يسجل نقصا كبيرا.