على هامش فعاليات مهرجان الفيلم الإسباني بلندن إستضافت القناة البريطانية الرابعة (Channel4) الممثل الإسباني خافيير بارديم منتج فيلم "أبناء الغيوم: أخر مستعمرة" الذي يتناول القضية الصحراوية من كل الجوانب القانونية والتاريخية والاخلاقية. وإعتبر البرنامج في مقدمته قضية الصحراء الغربية أكثر قضية تتعرض للتجاهل في العالم "إنها مستعمرة منسية إستحوذ عليها بلد جار وإعتبرها جزء منه" وقال المقدم أن "إقليم الصحراء الغربية تسيطر عليه اليوم المملكة المغربية بطريقة لاشرعية". كما عرف البرنامج في عجالة بالممثل خافيير بارديم وفيلمه "أبناء الغيوم: أخر مستعمرة" الذي إعتبره حكاية الشعب الصحراوي خلال 35 سنة من الكفاح لإستعادة أرضه كما إعتبره توثيق لحملة بارديم في الأممالمتحدة والمغرب وإسبانياوفرنسا وغيرها من أجل تحقيق العدالة في الصحراء الغربية، وشهد التقديم عرضا لمقاطع من الفيلم. وفي رده على سؤال الصحفي بخصوص معرفته بالصحراء الغربية قبل مشاركته في مهرجان الفي صحراء سنة 2008 قال بارديم "لقد كنت أعرف الكثير فأمي كانت ناشطة مناصرة للنساء الصحراويات، ونحن في إسبانيا على دراية جيدة بالوضع فإسبانيا مسؤولة مباشرة عن الوضع في الصحراء الغربية، لقد كنت أعرف الكثير لكنني لم أختبر أي شيء إلى أن ذهبت إلى مخيمات اللاجئين سنة 2008". وفي رده على سؤال عما يرغب في تحقيقه من خلال هذا الفيلم أجاب بارديم " أريد رفع الوعي ... فالعديد من المجتمعات لايعرفون الكثير او لايعرفون أي شيء عن الوضع في الصحراء الغربية، ولذلك نحن نسعى بكل تواضع إلى أن تتاح فرصة مشاهدة هذا الفيلم لاكثر عدد ممكن". وعن تجربته في العيش في خيم يسكنها اللاجئون الصحراويون منذ أكثر من 35 سنة يجيب بارديم "لقد كانت التجربة مفيدة على جميع المستويات وتجعلك تغضب وتخجل مما فعلناه هناك ... وأعني بذلك عدة دول بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدةوإسبانيا والمغرب". وحول الدور الذي تلعبه فرنساوإسبانيا في حماية المغرب إعتبر الممثل الإسباني الحاصل على جائوة الأوسكار أن فرنسا تحمي المغرب من خلال حق الفيتو وقال بارديم "فرنسا لديها الفيتو في مجلس الأمن وهو شيء قوي... ونحن نتحدث عن إنتهاكات حقوق الإنسان في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية ... وإسبانياوفرنسا يميلون تماما إلى الطرح المغربي" وبخصوص عرض فيلم "أبناء الغيوم" في فرنسا يقول بارديم "نحن نسعى لعرض الفيلم في فرنسا كما قمنا بذلك في إسبانيا والولايات المتحدة وما نقوم به الان في بريطانيا ولكنه ليس بالأمر الهين إلا أننا سنحققه". وعن رأيه في إمكانية إجراء إستفتاء لتقرير المصير يقول بارديم "أعتقد أن هناك مسألتين يجب أن تتم معالجتهما الأولى هي حق تقرير المصير للشعب الصحراوي وهو حق واضح لأن المغرب غزى ارضهم بين سنتي 1975 و 1976 ، ولكن أيضا المسألة الأخرى التي أردنا عرضها في الفيلم هي الإنتهاك المستمر لحقوق الإنسان الأساسية في المناطق المحتلة في العيون ومناطق أخرى حيث يتواجد المغرب ... والسبب مجددا هو الفيتو والقوى العظمى في مجلس الأمن تقول إفعلوا ما تشاءون لا بأس في ذلك ... وهذا عار على الأممالمتحدة". وعن دوافعه السياسية يقول خافيير بارديم "لا أعتقد أن هناك من ليست له دوافع سياسية وللجميع دوافع سياسية من حيث أن كل شيء سياسي ومسيس" ويسأله المقدم ولكنك تضع نفسك في طريق مفتوح، ويجيب بارديم بكل ثقة " بمجرد أن يتبنى المرء رأي يصبح لديه أعداء ولكن قد يصبح لديك أيضا أصدقاء أكثر". وعما لمسه عند السياسيين الكبار الضالعين في القضية في الاممالمتحدة من تجاوب يقول بارديم " أغلب السفراء والشخصيات التي تحتل مواقع تمكنهم من الفعل الذين إلتقيتهم يعرفون أني على حق وأنهم يجب أن يفعلوا شيء بهذا الخصوص لأنه عار على الأممالمتحدة وعلى الدبلوماسيين بشكل عام، ولكن السؤال هو هل يمكنهم فعل شيء؟ وهذا ما نتحدث عنه في الفيلم وهو ما يسمى Realpolitik ومعناها سياسة المصالح والتي لا يهمها الشعوب بل الأرقام والمواقع الجغرافية التي تحتوي على فوائد إقتصادية كبيرة، وهي في النهاية تتعلق بأشياء تتجاوز المنطق". وعن تأثيره في صناع القرار في إسبانيا بإعتباره شخصية مشهورة ولها إعتبارها إنتقد خافيير بارديم بشدة حكومات بلاده المتعاقبة وإعتبر أن موقفها من قضية الصحراء الغربية لا يتغير بتغير الأحزاب فكلهم بتعاملون معها على أنها "موضوع حساس" على حد تعبيره ويقول "في الفيلم نعرض مشهد بعد أن تحصلنا على حوالي 200 ألف توقيع من أناس يريدون الدفع بإجراء أستفتاء لتقرير المصير وعندما أردنا أن نسلمها للوزير الأول لم يبالوا حتى بفتح الباب لنا" ويواصل "في إسبانيا الحكومة لايهمها الأمر سواء كانت من اليمين أو اليسار أو بيضاء أو زرقاء ولا يريدون التعامل مع الوضع وهو بالنسبة لهم "موضوع جد حساس". للتذكير فقد سبق لهذه القناة البريطانية الشهيرة أن أعدت فيلما وثائقيا حول النزاع في الصحراء الغربية سنة 2007، وقام فريق إعداد الفيلم بزيارة مخيمات اللاجئين والمناطق المحتلة حيث وثقوا الأوضاع المزرية لحقوق الإنسان المرتكبة من طرف الدولة المغربية، وعقب عرض الفيلم حاولوا تنظيم طاولة مستديرة لنقاشه لكن السفير المغربي أنذاك رفض الحضور ولم يخفي قلقه من الفيلم المذكور.