حرص الممثل الإسباني خافيير بارديم على حضور ملتقى السينما المنعقد بمدينة برلين الألمانية لتقديم فيلم وثائقي أنجزه نصرة لقضية الكفاح الصحراوي ومن أجل الدفاع عن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وتحت عنوان ''أبناء السحاب ،،، آخر المستعمرات'' استذكر الفارو لونغوريا مخرج هذا الفيلم الوثائقي أهم المحطات التارخية التي مرت بها هذه المستعمرة الإسبانية إلى غاية احتلالها من طرف المغرب ضمن أكبر عملية استيطان في تاريخ القارة الإفريقية تحت تسمية ''المسيرة الخضراء'' التي نظمها الملك المغربي الراحل الحسن الثاني في نوفمبر 1975 لحرمان السكان الأصليين من حقهم في الاستقلال والحرية. وقال بارديم في ختام عرض فيلمه أن هذا الوثائقي ''يعتبر بمثابة رحلة تسمح لنا بمعرفة الوضع فمند أربع سنوات ونحن نصور مشاهد حلقات جمعناها هنا وهذه هي خلاصة ما قمنا به''. فبالإضافة إلى الصور التي أرخت لأهم المحطات التي عرفتها القضية الصحراوية طيلة العقود الأربعة الأخيرة فقد تم إظهار قيادات جبهة البوليزاريو منذ ميلادها سنة 1975 ومقاتليها ووجوه من المؤيدين والمدافعين عن القضية الصحراوية في المحافل الدولية. ولم يفوت معدو هذا الفيلم مناسبة ملتقى برلين لاتهام الحكومات الفرنسية والإدارات الأمريكية المتعاقبة بالوقوف في وجه كل تسوية سلمية لهذا النزاع من خلال عرقلة تجسيد كل اللوائح التي صادق عليها مجلس الأمن أو الجمعية العامة الأممية بسبب العلاقات والتواطؤ الذي تقيمانه مع الرباط. وأشار الفيلم في هذا الإطار إلى اتفاق وقف إطلاق النار المتوصل إليه سنة 1991 بين الرباط وجبهة البوليزاريو الذي نص على تنظيم استفتاء لتقرير المصير الذي بقي حبرا على ورق تماما كما هو حال بعثة الأممالمتحدة في الصحراء الغربية ''مينورسو'' التي تبقى البعثة الأممية الوحيدة في العالم التي لا تهتم بانتهاكات حقوق الإنسان التي تقترفها أجهزة الأمن المغربية في الصحراء الغربيةالمحتلة. ولكن المشهد الذي استقطب انتباه الحاضرين في هذا الملتقى السينمائي العالمي يبقى لقاء الممثل الاسباني بسفير فرنسا في الأممالمتحدة الذي شبه علاقة بلاده بالمغرب بعلاقة زوجين يقومان في بعض الأحيان بأشياء قبيحة ولكنهما يصران على عدم لوم بعضهما البعض من اجل استمرار علاقتهما.