أعطت وزيرة الثقافة خليدة تومي أمسية أول أمس بالمسرح الوطني محيي الدين بشطارزي الإشارة الرسمية لانطلاق فعليات تظاهرة الطبعة الثاتية من المهرجان الدولي الثقافي للمسرح الذي تحتضنه بلادنا إلى غاية ال25 من اكتوبر الجاري بمشاركة مميزة من 18 بلدا و 20 فرقة مسرحية تمثل القارات الخمس و التي ستقدم عروضا متنوعة تعكس تقاليد و عادات كل بلد إلى جانب أيام دراسية و وورشات تكوينية و نشاطات فكرية أدبية ستتخلل المهرجان . و ألقى كلمة الوزيرة نيابة عنها الأستاذ لرجان و هي الكلمة التي قالت فيه خليدة تومي أن المسرح هو دليل السلم و الجزائر كانت و لا تزال تفتح أبوابها لكل ما فيه الحب و السلام و لفتت الوزيرة أن العولمة الايجابية مرحب بها في بلادنا بشرط أن تكون حقا ايجابية و أن تتسم بتناقح التجارب و الخبرات ، و دعت الوزيرة دائما إلى توحيد الجهود و المعارف و منوهة بأن الجزائر ستدعم كل ما يرمي إلى الإبداع الهادف و إضافة الجديد للقيم البشرية و مؤكدة أن فلسطين بمقاومتها خاصة الثقافية ستجد في الجزائر دائما التأييد و الدعم. و قبل ذلك كانت السيدة الصونيا الرئيسة الشرفية للمهرجان و بابتسامتها العريضة و طلعتها الشابة قد بينت أن أهمية المهرجان و قيمته تظهر في التبادل الثقافي و العلمي و هي مرحلة حساسة تقول السيدة صونيا تفتح أبواب العالم الثقافي على الجزائر و تزيد من البحث في التجارب الدولية و الترويج لموروثنا الثقافي ، و بعنفوانها المعهود تفاءلت رئيسة مسرح قسنطينة بمستقبل المسرح الجزائري و قالت أن هذه الطفرة هي دليل على سلامة المسار الذي انتهجته بلادنا ، و هي الفكرة التي تقاسمها معها الرئيس الشرفي الآخر للمهرجان و مدير المسرح الوطني الشيخ امحمد بن قطاف الذي قال ^ أعتقد أن الجزائر استرجعت مكانتها الثقافية الطبيعية و رجع للمسرح بريقه و للخشبة تألقها ، لقد بذلنا الوسع في بعث ديناميكية ثقافية مسرحية يقودها الشباب و خلقنا حالة من الشوق بين الجمهور و المسارح التي أضحت تغلق ابوابها قبل العرض بسبب التدفق الجماهيري ، بين الأمس و اليوم نحن نطمح لأن يكون للمهرجان مكانته بين أهم مهرجانات العالم من منطلق انه سيجمع بين المسرح الإفريقي و الآسيوي و الأمريكي اللاتيني و حتى الأروبي و العربي و المغاربي طبعا ^ ، و في الأخير رحب الشيخ بالحضور و تمنى لهم إقامة جيدة هانئة في الجزائر. و قد شهدت ساحة المسرح الوطني محيي الدين بشطارزي و قبل إعطاء إشارة الانطلاق من طرف الوزيرة سيمفونية فسيفسائية تناغمت فيها موسيقى القرقابو الجزائري مع الإيقاعات الإفريقية العريقة بقيادة الأستاذ سعيد رمضان الدكتور المختص في الفنون الشعبية ، و هو الجو الذي رافق وصول الوفود المشاركة الذين تفاعلوا مع البندير و الطنبور و الحركات التي كان يؤديها الفنانون الإفريقيون و الجزائريون خاصة الوفد الفرنسي الذي لم يتمالك أعضاءه شجون الموسيقى و راحوا يرقصون تحت تصفيقات جمهور حي بور سعيد المحاذي لمقر المسرح الوطني ، ليدخل بعد ذلك الكل إلى القاعة الرئيسية المخصصة للضيوف و الشرفات التي تطل على الركح للاستمتاع بالعرض الموسيقي الممزوج بالإلقاء الشعري و الذي قدمه شباب من الجزائر باللغة العربية و الفرنسية على وقع ألحان العود و القيتار ، أما العرض الافتتاحي الثاني و الذي شد انتباه الحاضرين هي فرقة الفردة التي طارت بالحضور في جو قناوي أندلسي مغاربي روحاني أبهر الوفود المشاركة حتى التي لا تفقه اللغة العربية حيث رقص الكل وهتفوا و صفقوا تحت زغاريد حناجر الجزائريات مما خلق جوا حميميا و ديكورا تماهت فيه الثقافات العالمية و تعولم الكل تحت سماء الجزائر . و لم ينس المسرح في موعده العالمي بالجزائر تكريم بعض أعمدته العربية و الأجنبية في التفاتة رمزية قدمتها لهم وزيرة الثقافة بمعية الرئيسين الشرفيين للمهرجان و كانت البداية بالممثل و المخرج الفلسطيني كامل باشا الذي قال أن الفلسطينيين كانوا و لا يزالون يتعلمون بالجزائر و من الجزائريين ، و بعده صعد الفنان المغربي عبد الرحمان بن زيدان الذي أبدى سعادته بتواجده في الجزائر و اعتبر التكريم بمثابة تأكيد على أن الجزائر و المغرب من لحمة واحدة ، أما الفنان السوري غسان مسعود الذي شمله التكريم الغيابي بسبب ظروف شرحها في برقية بعث بها للمهرجان معلما حضوره الأسبوع المقبل و مؤكدا سعادته بالتكريم و الدعوة ، أما التكريم الغيابي الثاني فقد كان خاصا بالفنان الإسباني فرناندو آرابال الذي قال في رسالة للحضور ^ حلمت بالتواجد اليوم بينكم ، أنا مربض بالمستشفى و لن أفوت أي فرصة مستقبلية للتواجد بينكم و لي منكم وعد بذلك ^ ، ليأتي نصيب الفنانين الجزائريين من التكريم بداية بالراحل الفنان حاج عمر الذي تسلم جائزته نيابة عنه الفنان السعيد حيلمي ، و بعده يوسف تاعوينت إلى جانب التقني و الفنان الهاديء عبد الكريم الحبيب الذي صفق له الجمهور طويلا ، ليصعد بعد ذلك على منصة التكريم قطب المسرح القسنطيني و الجزائري السيد حاج سماعين محمد الصغير الذي لم يتمالك نفسه و الوزيرة تقبل جبهته و ذرف دموعا قال أنها دموع افتخار بانتسابه لأهل المسرح و للبلد العظيم الجزائر ، ليختتم العرض الافتتاحي بوصلات موسيقية من طرف عادل عمامرة و فرقة الفردة ، و غادر الجمهور القاعة بعد ذلك ليعود إليها بعد لحظات من اجل متابعة العرض المسرحي الأول من تأدية فرقة نوحاكاجو اليابانية التي أبهرت المتفرجين بفن النو الياباني التقليدي الروحي و بطريقة العرض الذي تخلله شرح نظري لهذا الفن العريق. و ستستمر العروض المسرحية ال 29 المبرمجة بكل من المسرح الوطني محيي الدين بشطارزي بقاعتيه و بقاعة العرض بقصر الثقافة مفدي زكريا خلال مدة المهرجان أي إلى غاية ال 25 من الشهر الجاري وهي العروض التي ستتخللها نقاشات فنية و ورشات تكوينية و نشاطات أدبية ترسخ تفتح المسرح على كل الأجناس الثقافية و ارتباطه الوثيق بها. قالوا للمسار : ابراهيم نوال ( محافظ المهرجان الدولي للمسرح ) : كانت اليوم احتفالية و بهجة حقيقية ،من خلال هذا العرض الافتتاحي سنقترب من الحضارات الأخرى لقد كانت أمسية اعتراف لأعمدة الفن الجزائري و حتى العالمي و لنبين أن الجزائر ما زالت في الميدان الثقافي ، معالي الوزيرة شرفتنا و شرفت الفنانين، و إن شاء الله نحن سنشرف كل الجمهور الجزائري في البرنامج الفني و الثقافي ة التعليمي و الوقفات الإعلامية و التكوينية و سنكون في الموعد برفقة 20 فرقة مسرحية جاءتنا من القارات الخمس . عبد الرحمان بن زيدان ( مكرم من المغرب ) : أن جد سعيد بالتكريم و بوجودي بالجزائر ، هو اعتراف أعتز به من إخواني الجزائريين و هي فرصة أتاحت لي التعبير عن مشاعري التي ترجمتها في العلاقة القوية التي تجمع بين المثقفين العرب و المغاربة خاصة ، المسرح يجب أن يلعب دوره الإنساني أولا لان المسرح من دون وظيفة إنسانية لا يمكن أن يكون مسرحا و الاعتراف هنا في الجزائر دليل أن الحوار سيتواصل بين المثقفين من اجل كلمة طيبة و راقية تؤكد على حوار الحضارات الراقية. كامل باشا ( مكرم من فلسطين ) : أشكر القائمين على المهرجان و على الثقافة في بلدي الجزائر ، فلسطين تحبكم ، فلسطين تشكركم و تعدكم أن أهلها سيستمرون في المكافحة و المقامة الثقافية ، نحن نتعلم بكم و منكم ، صراحة أنا لا أشعر بالغربة عندما أكون في الجزائر . حاج سماعين محمد الصغير ( مكرّم من الجزائر ) : التكريم هو موجه للمسرح و هذا الأخير قام بالرجال الذين أعطوا أنفسهم لصالح الفن الرابع ، المسرح متعة و تربية و هو وسيلة لتقريب المفاهيم و الرؤى ، الفرحة الكبيرة تراها في أوجه الناس الذبن يغادرون قاعة العرض و في أنفسهم شيء جديد و فريد من نوعه ، اليوم لا يهمني لا المال و لا أمر آخر ما يهمني هو ان يكتشف الجيل الجديد حلاوة المسرح و أسراره التربوية الحبيب عبد الكريم ( مكرم من الجزائر ) : و الله لا يمكنكم تصور فرحتي و سعادتي بتكريم أصدقائي و إخواني لي ، طول مشواري في المسرح عملت بصدق و جدية هذا بشهادة من شاركني الحياة المسرحية ، أشكر من خلالكم كل من حضر و صفق و اسمتع هذه الأمسية ، عاش المسرح لأهله و عاشت الجزائر لنا. سلما مايالا ( مشارك من دولة الكونغوبرازافيل ) : هي زيارتي الأولى إلى الجزائر الاستقبال كان حار و مميز و أنا جد راض على هذه الانطلاقة و هذا الحفل المميز رأيت كبف تم تكريم الاساتذه و هو دليل على قيمة و مكانة المسرح في بلادكم ، حضورنا للمهرجان الدولي للمسرح في الجزائر هو تعبير عن انتمائنا لكل ما يرمي للاحترافية و الثقافة البناءة ، صراحة سمعت الكثير عن هذا البلد أما اليوم فأنا أرى بعيني مستواكم الرائع على كل الأصعدة ، أهنئكم و من قال أن الابتسامة غائبة في الجزائر.