تشهد مدينة إليزي حركية ثقافية كبيرة تميزها العروض الفولكلورية المتنوعة والموسيقى التارقية الأصيلة المستوحاة من عمق ثقافة سكان الإموهاغ وذلك في إطار فعاليات الطبعة السادسة من المهرجان المحلي للموسيقى والأغنية التارقية الذي انطلق الخميس بعاصمة الطاسيلي آزجر. وتنوعت هذه الأجواء الفنية بين استعراضات لفرق "سبيبا" و "أليون" و "أيتما" الفولكلورية لمدينة جانت بالإضافة إلى فرقة القيتارة "تاتريت" لمدينة إن أميناس ووفدي ولايتي تمنراست و أدرار وبين الحفلات الموسيقية المتنوعة التي تحييها فرق غنائية محلية تنشط في الأغنية التارقية. وترمي هذه التظاهرة الثقافية إلى ترقية الأغنية التارقية وتثمين هذا التراث اللامادي ونقله إلى الأجيال الصاعدة من حيث أنها تعتبر بمثابة همزة وصل بين الأجيال الذين يتوجب عليهم " تداول هذا الرصيد الثقافي والمحافظة عليه من خلال الكلمة الهادفة و الموسيقى المعبرة" -كما ذكر محافظ المهرجان حسين نشيطو . وأضاف المتحدث أن الكلمة و اللحن واللباس التارقي موروث إقتحم العالمية وهو يتلألأ في سمائها من خلال بروز ومشاركة عديد الفرق الموسيقية المؤدية للأغنية التارقية في مختلف المحافل الفنية الدولية.
كما يشكل هذا الحدث الفني فرصة سانحة لترقية سبل عصرنة الأغنية التارقية دون المساس بأصولها الضاربة بجذورها في عمق الزخم التراثي لمنطقة الطاسيلي آزجر و كذا الحفاظ على الآلات الموسيقية التي تؤدى بها الأغنية التارقية منذ الأزل على غرار الإمزاد والقنقة و تيندي وغيرها. ويقام بذات المناسبة معرض تقليدي ببهو دار الثقافة "عثماني بالي" لمدينة إليزي يبرز تنوع الحقيبة التراثية لمنطقة الطاسيلي آزجر حيث حظيت الصناعة الفضة والحلي التقليدية و صناعة الجلود بالقدر الأوفر من هذا المعرض. كما يعرض اللباس الخاص بالمجتمع التارقي لكلا الجنسين وكذا الآلات الموسيقية التي لا يمكن الإستغناء عنها في مختلف الأفراح المحلية وصور فوتوغرافية تبرز سحر وجمال منطقة الطاسيلي آزجر التي تعج بالمواقع السياحية . وستعرف هذه التظاهرة الفنية التي تدوم ستة أيام إقامة العديد من النشاطات الثقافية والبيداغوجية من بينها تنشيط يوم دراسي حول " الفن التارقي وأصالته". وتنظم منافسات للأصوات الشابة وسهرات موسيقية مع كوكبة من الفنانين المحليين على غرار علواني بكاش وقدور غيلاني ومحمد عبد العالي وغيرهم ونجوم في الأغنية التارقية من الأهقار و أدرار. وتشهد هذه الفعاليات إقبالا واسعا من الجهور المحلي ومن السياح الموجودين بهذه المنطقة السياحية الساحرة من الجنوب الكبير.