أكد المؤرخ، محمد لحسن زغيدي، أن أحدث 11 ديسمبر 1960 كان لها صدى وطني في الجزائر في حينه، و تأثير عالمي فيما بعد. و أوضح زغيدي أن هذا اليوم كان يوم إعلان ثورة الشعب ، التي جسدت لما جاء في بيان أول نوفمبر حينما ناد في أول كلمة " أيها الشعب الجزائري ". و لذلك فإن تنظيم و تحضير و تهيئة الشعوب لخطب الخطوب ليس بالأمر الهين و لا السهل ، لكن جبهة التحرير الوطني التي استطاعت أن تقود ثورة ليس بزعيم فرد و إنما بقيادة و قرارات جماعية تمكنت أن تبطل كل القرارات و المشاريع الديغولية و استطاعت أن تحبط مشروع الجزائر الفرنسية. و أضاف محمد لحسن زغيدي أستاذ التاريخ بجامعة الجزائر خلال استضافته أمس في برنامج "ضيف الصباح" بالقناة الإذاعية الأولى أن 11 ديسمبر جاء ليدفن نهائيا ذلك المشروع الذي جاء به ديغول ليستبق دورة الأممالمتحدة 15 إذ أصبحت القضية الجزائرية منذ إعلان ذكراها السادسة في أول نوفمبر1960 محل الاهتمام ، على أن يكون هذا اليوم يوما عالميا للثورة الجزائرية و استجابت كل شعوب العالم الشقيقة و الصديقة و حتى بلدان أعضاء الحلف الأطلسي و تنظيماتها المدنية ووقفت تحية للثورة الجزائرية. وأشار الأستاذ زغيدي إلى أن في يوم 12 ديسمبر كل الأعضاء المشاركين في هيئة الأممالمتحدة يبحثون عن الوفد الجزائري و يتساءلون عن القضية الجزائرية ، و قامت اللجنة الرابعة لهيئة الأممالمتحدة المختصة بتصفية الاستعمار بتوصية مفادها "إن القضية الجزائرية هي قضية تصفية استعمار و أنه على فرنسا أن تلتزم بهذا المبدأ و أن تدخل في مفاوضات مباشرة و دون شروط مسبقة مع ممثلي الحكومة المؤقتة" ، ورفعت القضية إلى الدورة 15 للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة يوم 14 ديسمبر و تمت المصادقة بالإجماع على القرار التي أصبح يسمى بقرار15 /14 و طبق القرار على كل قضايا التحرير العالمية فيما بعد ، وهذا نتيجة شهداء ديسمبر1960 . و أكد ذات المتحدث أن القضية الجزائرية منذ سنة 1958 أصبحت قضية عالمية بين الكتلتين المتصارعتين بل أصبحت النار الموقظة للحرب الباردة لكونها القضية العادلة التي تأخذ أبعاد تحررية في وجه أعتى إمبريالية استعمارية، و من ثم فإن البعد الدولي للثورة الجزائرية سبق 1960 و فرنسا تاريخها اسود بوسائل إجرامها ضد مواطنين عزل.
وتطرق الأستاذ زغيدي إلى محطات تاريخية في الثورة الجزائرية و الذي استفاض كثيرا في ذكر مناقب مظاهرات 11 ديسمبر60 و الإعلان العالمي ليوم حقوق الإنسان و تزامنه مع الأحداث و المعايير الإنسانية كما أشار إلى مانديلا و تأثره بالثورة الجزائرية ، و للثورات التي هي مبادئ و نظم و فكر تجتمع فيها كل الأطر التي تبنى بها القيم.