إسرائيل تطالب الفلسطينيين الاعتراف بيهوديتها مقابل إطلاق المفاوضات، وإيقاف المستوطنات ، والإيقاف ليس كلي ونهائي بل مؤقت، يعني حين الاعتراف، بيهودية إسرائيل، تستمر إسرائيل في بناء المستوطنات، المشكلة أن الهدف من هذا الشرط، هو الاعتراف بيهودية فلسطين، وبالتالي لا مبرر بعدها لوقف المستوطنات، ما دام أن فلسطين يهودية ويحق " لأهلها " الذين اعترف بهم العرب أن يواصلوا بناء مستوطناتهم على أرضهم، المصيبة الأخرى أن العرب لا يريدون أن يروا هذا الشرط الذي يشترطه الكيان اللقيط، ويطالبون بعودة المفاوضات ، ووقف المستوطنات، كأنهم يقولون لأبناء العم " تعالوا نتفاوض فقط وبعدها نعترف بيهوديتكم على أرضكم " ، ونفسه عباس يحاول المطالبة بالمفاوضات، ويتحدث باستحياء عن رفضه الاعتراف بيهودية فلسطين، وفي واقع الحال هو ومن دار في فلكه من بنو عربان اعترفوا بيهودية فلسطين يوم قبلوا الجلوس للتفاوض لاقتسام أرض هي ارض العرب مع اليهود، لكن إسرائيل إمعانا في فرض الأمر الواقع تطالب منهم قولها " بالأفواه " و بصم اليد " والأمر غير مستبعد من أن يقبل " المبارك " في مصر ، والملك الذي نصب على الأردن هو وأجداده الاعتراف بيهودية فلسطين، وفق حسابات الحفاظ على استقرار ملكهم وحكمهم، ورغم أنهم أمام خيار واحد وهو الاعتراف فقط، فإنهم يحاولون أن يقحموا الديمقراطية ونظام إسرائيل، بدعوى أنهم لا يعترفون لدولة بدينها لأنها حرة فيه، لكنهم يرفضون أن تتجاوز هذه الدولة الديمقراطية، المصيبة الكبرى أن إسرائيل أظهرت للجميع أنها دولة يهودية، في الوقت الذي لا يعترف العرب وهم على أرضهم بدينهم الإسلامي ويرفضون حتى أن يقال لهم إسلاميين أو دول إسلامية، وأمام هذه المهزلة التي أوقعت فيها الدولة اللقيطة العرب المنبطحين، هل تعترف هي بيهودية أبو عباس، ومبارك والملك "عبود" في الأردن .؟ الأكيد لا حتى ولو لبسوا القلنسوة وبكوا على حائط المبكى دما.