أجمع المخرجان يانيس يولنتاس من اليونان و لاتسوي سيروتي من جنوب افريقيا، في ندوة نقاش بقاعة الموقار، على ضرورة خلق مجتمع قائم على مبادئ التسامح والتضامن بين جميع شعوب المعمورة. و قالا أنه لتجاوز الأزمات الاقتصادية والقضايا العنصرية التي أوجدتها الأنظمة السياسية في العديد من البلدان الأوربية والأفريقية على حد سواء. يانيس يولنتاس: نظرة المجتمع اليوناني للأزمة أهم من السياسيين أرجع المخرج الفرانكو يوناني يانيس يولنتاس صاحب الفيلم الوثائقي “لن نعيش بعد اليوم كعبيد”، خلال المناقشة سبب اعتماده على الجمعيات الحقوقية والأشرطة التسجيلية لأحداث المظاهرات التي شهدتها الأحياء اليونانية بعد الأزمة الاقتصادية والمالية لسنة 2010، إلى قناعته بضرورة الاعتماد على نظرة المجتمع للأحداث و ما هي حلوله لتجاوز أثار ومخلفات الأزمة التي مست أغلب البلدان الرأسمالية. كما وصف بولنتاس السياسات الحكومية بغير الرشيدة، دون أن يولي اهمية للفاعلين في المجال السياسي.
وجه المخرج يولنتاس انتقادات عبر فيلمه الوثائقي، وندد بالسياسات الحكومية التي ارجعت البلدان الأوربية إلى الخلف، و استقرأ عبر مشاهده أسباب الأزمة التي عصفت بمستقبل اليونان الاقتصادي والاجتماعي، وهذا من خلال الاعتماد على نظرة فلسفية موضوعية وواقعية تقدم نقدا بناء ومعاصر لمثل هذا التوجه.
لاتسوي سيروتي: “زمن الأبرتيد انقرض والمستقبل مرهون باعتراف الجيل الجديد” ومن جهته أكد المخرج الجنوب إفريقي لاتسوي سيروتي، منتج فيلم “ما وراء خطوط العدو” المنتج سنة 2012، أن أمل الشعوب الأفريقية والعالمية، في تجاوز ويلات وأثار نظام التمييز العنصري “الأبارتيد”، يكمن في إعادة التفكير في كيفية إحداث تعايش سلمي بين الأفراد. سواء كانوا سودا أم بيض، وهذا من خلال اعتراف الجيل القديم بما ارتكبته أيديهم من جرائم في حق المواطنين السود بجنوب إفريقيا ومواصلة الجيل الجديد لمساعي تحقيق العدالة الاجتماعية التي جسدها المخرج سيروتي في شخصية “جوان” تلك الشابة التي تعيش ببريتوريا والتي انقلبت حياتها رأسا على عقب بعد اكتشافها فظاعة المجازر التي يقوم بها أفراد أسرتها في حق المواطنين السود. كما أعتبر المخرج سيروتي أن فيلمه الروائي الطويل، المشارك في مهرجان الفيلم المتلزم، يعتبر الأول من نوعه في تاريخ السينما العالمية التي عالجت قضية التمييز العنصري في بلاد الراحل نيلسن مانديلا، كونه يتطرق إلى جيل ما بعد “الأبارتيد” ونظرته المشرقة لمستقبل واعد بين أبناء الوطن الواحد على اختلاف ألوان بشرتهم في ظل العدالة الاجتماعية والتوازن في فرص الحياة للطرفين.