مرة أخرى عاد نظام المخزن ليتحامل على الجزائر، محملا اياها فشله في حل قضاياه بما فيها الداخلية ، موجها اليها سيلا من الانتقادات، للنيل من سمعتها بسبب مواقفها الداعمة لحق تقرير مصير الشعوب المستعمرة ، لا سيما مساندة القضية الفلسطينية و كذا الشرعية الدولية فيما يخص الصحراء الغربية، التي يئن شعبها تحت وطأة الاحتلال المغربي. وعاد الملك المغربي،محمد السادس ليحمل الجزائر فشله في حل مشاكله الداخلية و الخارجية في خطاب إلى شعبه بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين (للمسيرة الخضراء) متحاملا على الجزائر في انتقادات حادة ، لا سيما في ظل مواقف الجزائر الرافضة لكل أشكال الاحتلال ، حيث دعا محمد السادس المجتمع الدولي إلى وضع حد لما ادعاه ب"القمع" الذي يتعرض له بزعمه اللاجئون الصحراويون في مخيمات تندوف و الفارين من القمع المغربي . لا سيما في ظل التعذيب الذي يمارس من طرف الأمن المغربي داخل السجون المغربية و كذا في المناطق المحتلة . و لم يكتف الملك الشاب بهذا القدر من التحامل على الجزائر ، بل وصل به الأمر الى دعوة المجموعة الدولية والهيآت الحقوقية، إلى تحمل مسؤوليتها لما وصفه ب" استمرار الوضع، الغريب قانونيا، والمأساوي إنسانيا، والمرفوض سياسيا في مخيمات تندوف." على حد زعمه ، متناسيا في نفس الوقت ، تعرض الصحارويين داخل السجون المغربية التي لا تتوفر على أدنى شروط الحياة الانسانية ، الى شتى أنواع التعذيب لاستخراج اعترافات واهية ، كما وصل الأمر بنظام المخزن الذي يدعي دعمه لحقوق الانسان ، الى التعرض الى جمعيات حقوقية أجنبية و منعها من كشف حقيقة ما يحدث داخل المحتشدات المغربية من قمع و تعذيب ، ضاربا بذلك كل الأعراف و المواثيق الدولية عرض الحائط في حالة شاذة لا مثيل لها. و زعم الملك المغربي ، أن المغرب ينعم في ظله بحرية الاعلام ، و كذا احترامه لحقوق الانسان ، و هو الخطاب الذي جاء بعد ايام قليلة من قيامه بغلق مكتب الجزيرة في الرباط . وسحب الاعتمادات من صحفييها، الأمر الذي يوضح جليا و بشكل ملموس عن سعي النظام ، لاستخدام هذه الورقة للزج بالجزائر مرة أخرى في قضية الصحراء الغربية ، حيث جاء قرار النظام بغلق مكتب القناة تحت مظلة عدم موضوعية القناة في معالجتها للأخبار ، مبررا قراره هذا بأن قناة الجزيرة لم تغط قضية مخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف، في حين أن قرار الغلق هذا جاء بعدما خصصت الفضائية القطرية مؤخرا في نشراتها الاخبارية من خلال حصتها اليومية " الحصاد المغاربي" متابعة مستمرة للأوضاع المزرية التي تشهدها المناطق الصحراوية المحتلة و التي يتعرض فيها مواطنون صحراويون لحصار من قبل الجيش المغربي بسبب احتجاجات على الأوضاع المعيشية المزرية .