حذر عاملون بدار الطفولة المسعفة 3 للذكور بحي الزيادية بقسنطينة، من خطر الانحراف الذي يتهدد المقيمين القصر بعد تزايد معدلات التسرب المدرسي، و ذلك وسط غياب ما أسموه بالصرامة و العناية اللازمتين لصالح هذه الفئة. المركز الذي يتفاجأ كل من يدخله بعبارة "هنا تنتهي الحياة" المدونة بالدخل، التقت "المسار العربي إلتقت " بعدد من العاملين و المقيمين البالغين فيه، حيث أكدوا لنا 22 أن قاصرا مقيما به يواجهون ظروفا صعبة، بسبب ضعف التكفل بهم من الناحية التربوية، ما أدى إلى توقف أربعة منهم عن الدراسة رغم أن المؤسسات التربوية قريبة منهم و هو مصير يتخوفون أن يكون ذاته بالنسبة للأطفال المتبقين، خصوصا بعد أن لوحظ تدني علاماتهم الدراسية، نتيجة لما وصفوه بغياب الصرامة و عدم أداء الكثير من العاملين في المركز لواجباتهم من الناحيتين الاجتماعية و التربوية. محدثونا ذكروا أن بعض القصر قد غرقوا فعلا في مستنقع الانحراف، و أصبحوا يتعاطون المخدرات، ما قد يجعلهم فريسة سهلة بين أيدي عصابات المتاجرة بالمخدرات، كما تحدثوا عن تحول أجنحة المركز إلى أوكار للفساد، حيث قالوا أن أشخاص غرباء يدخلون الدار و يتعاطون الكحول بداخلها، ما يعرض القصر المقيمين بداخله للخطر و قد يجرهم للانحراف بسبب "غياب الحماية اللازمة"، و الأخطر من كل ذلك، حسب العمال، هو غياب الرقابة بمدخل المركز، ليتيح ذلك للأطفال الدخول و الخروج بحرية في الفترة المسائية، إلى درجة أن بعضهم لا يعود إلا صباحا بعد أن يقضي ليلته في الخارج، و ذلك نتيجة تغيب المكلفين برعايتهم و عدم ضمان المناوبات، على حد تعبير محدثينا. و قد التقينا بالآمر بالصرف بالمركز و المٌعيّن لتسيير المكان لعدم وجود مدير، حيث أشار إلى أن الأمور تسير على ما يرام و رفض تقديم المزيد من التوضيحات قبل تلقي تصريح من مديرية النشاط الاجتماعي، التي أكد المكلف بالاتصال بها أن المربين العاملين بالمركز يؤدون عملهم بالشكل المطلوب، لكنه يظهر للبعض غير كامل بسبب الضغط الذي يعرفه المركز و الناجم عن وجود 8 عائلات للنزلاء البالغين، الذين كانوا يعيشون من قبل بالمكان ما منع من التفرغ الكلي للجانب البيداغوجي، و هي مشكلة قال أنه سيتم حلها بعد إخلاء المنشأة من نزلائها و تحويلهم لدور أخرى، إلى حين انتهاء عملية التهيئة.