مركز الطفولة المسعفة بعنابة نزيلة تحاول الانتحار بتناول الزجاج المهشم أقدمت صباح أمس فتاة تبلغ من العمر 14 سنة مقيمة بمركز الطفولة المسعفة بإيليزا – عنابة- على تناول الزجاج محاولة بذلك وضع حد لحياتها، الشيء الذي استدعى نقلها على جناح السرعة من طرف مصالح الحماية المدنية إلى مصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى ابن سينا ومنه إلى مستشفى البوني لتلقي الإسعافات الأولية.ويتعلق الأمر بالمسماة (ل.م)المنحدرة من الجزائر العاصمة والمقيمة بالمركز الذي حاولت الانتحار داخله منذ شهر نوفمبر 2008 .وقائع القضية تعود بالتحديد إلى حدود الساعة الواحدة والعشرين دقيقة صباحا، عندما حاولت المراهقة القيام بسلوك عدواني ضد إحدى المقيمات بالمركز فتم عزلها بعيدا عن الفتيات من طرف المربيات لحمايتهن، غير أن عدم تقبلها التفريق دفعها لكسر زجاج النافذة ثم تناولت كمية منه، نقلت على إثرها للمصلحة التي ذكرت سالفا للخضوع للعناية المركزة، أين أثبت تقرير الطبيب الشرعي بأن الفتاة تناولت أشياء أخرى من قبل إضافة إلى الزجاج مما أسهم في تدهور حالتها الصحية، ولمعرفة تفاصيل أكثر عن الفتاة تقربت "آخر ساعة"من المركز ومنه بمديرة مديرية النشاط الاجتماعي بالولاية والتي أكدت بأن هذه الفتاة ليست يتيمة وهويتها محددة التحقت بالمركز بأمر من وكيل الجمهورية لدى محكمة البليدة في شهر نوفمبر من السنة المنصرمة، والذي طلب بتحويلها من مركز إعادة التربية الذي دخلته بعد متابعتها قضائيا لارتكابها العديد من الجنح وكذا تعاطيها للمخدرات إلى جانب سلوكات الشغب التي تحدثها في كل مرة مضيفة بأنها حاولت حرق المركز قبل أن تحول نهائيا إلى عنابة، وبمجرد وضع أقدامها بدار الطفولة المسعفة بالولاية لم تتأقلم مع حياة جديدة بعيدا عن العالم الذي فتحت عيونها عليه مما دفعها للقيام بسلوكات عدوانية ضد المربيات وكذا أطفال ضحايا النزوات العابرة أو كما يسمون بالطفولة المسعفة المتواجدين بالمركز الشيء الذي دفعها لمحاولة الانتحار. 10 فتيات من أصحاب السوابق العدلية ومتعاطيات المخدرات بمركز الطفولة المسعفة بعنابة. يحتضن مركز الطفولة المسعفة بعنابة 50 فتاة تتراوح أعمارهن ما بين ال 6 و18 سنة واللاتي تخلت عنهن أمهاتهن لأسباب عادة ما تكون الولادة غير الشرعية نتيجة النزوات العابرة أو بسبب الأخطاء الناجمة عن العلاقات الجنسية والتي عادة ما تدفع بالأمهات العازبات لرمي أبنائهن بالشوارع العمومية وكذا بالمزابل وبمداخل العمارات وحسبما أكدته مديرة مديرية النشاط الاجتماعي فإن هذا العدد الإجمالي يتضمن 10 فتيات من ذوي السوابق العدلية والمتعاطيات للمخدرات وكذا المنحرفات وغيرهن حولن للمركز بأمر من قضاة الأحداث ووكلاء الجمهورية المتواجدين عبر مختلف الولايات وذلك لحمايتهن ورعايتهن أين يحولن عن طريق مصالح الأمن بطرق قانونية تتنافى مع مساعي وأهداف المركز المتمثلة في التكفل بالفئة المجهولة الهوية واللاتي أنجبن من طرف أمهات عازبات وذلك لحمايتهن وتربيتهن، ورعايتهن وتعليمهن، غير أنه في الوقت الحالي وبأمر من الجهات المذكورة سالفا أصبحت تدخله نزيلات من فئة المدمنات على المخدرات والمتميزات بسلوك عدواني واللاتي يتواجدن بالشارع فأضحى مجرد مرقد أكثر من مكان للرعاية هذا وقد أشارت المديرة بأنه من المفروض وضع الفئة الثانية من المراهقات في مراكز إعادة التربية وليس بمراكز الطفولة المسعفة وذلك حفاظا على سلوكات وأخلاق اليتامى. مديرية النشاط الاجتماعي تراسل الوزارة نظرا لمشكلة التحاق الفتيات اللاتي لا يفتقدن لأوليائهن وهويتهن محددة لمثل هذا المركز المتضمن لليتامى، راسلت مديرية النشاط الاجتماعي بالولاية وزارة التضامن الوطني والأسرة ووزارة العدل للتدخل العاجل من أجل وضع حد لالتحاق فتيات الشارع لصفوف النزيلات بالمركز حفاظا على سلوكات فئة أطفال النزوات العابرة من الانحلال الخلقي وكذا للإسراع في تحويل المتواجدات حاليا إلى مراكز إعادة التربية وذلك لأن الفتيات اللاتي لم تخضعن للتربية داخل ديار الطفولة المسعفة تجدهن يتميزن بسلوك عدواني لا يسمح لهن بالاحتكاك بالبقية، كما أنهن لا يتأقلمن مع حياة جديدة بعيدة عن العالم الذي فتحن به أعينهن مما يؤثر سلبا على البقية خاصة البنات المتمدرسات وكذا المربيات وكذا يؤثر سلبا على نفسيتهن مما يدفعهن للهروب والإقدام على محاولات الانتحار والاعتداء على البقية، هذا وقد أشارت مديرة مديرية النشاط الاجتماعي بأن هذه الفئة التي تلتحق بالمركز لأسباب مختلفة بأمر من وكلاء الجمهورية وقضاة الأحداث ليس من السهل التحكم فيها في ظل غياب حقيقة الظروف التي دفعت بهن للوصول إلى المركز أين تتخذ الإجراءات الأولية ضدهن من طرف دار الطفولة المسعفة وذلك بعزلهن وعدم تركهن يحتككن بالبقية وكذا إخضاعهن للمتابعة النفسية في حين باقي الإجراءات تعجز المديرية عن اتخاذها لأنها مهمة مراكز إعادة التربية مضيفة أن مصالح الأمن عندما تلحق فتاة للمركز فليس من حق المديرية رفضها لأنها بأمر قانوني وعليه تطالب ذات الجهة التي دقت ناقوس الخطر في ظل تنامي الظاهرة في الآونة الأخيرة وضع كل فئة في المكان الخاص بها حفاظا على أهداف المركز ومراعاة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين ال 6 و10 سنوات لكي لا يتأثروا بسلوكات عدوانية وإجرامية.