الحرب على غزة، هذا الحدث التاريخي الأبرز في العام الجاري، وما شهدته من بطولات المقاومة وعملياتها النوعية لم تؤثر أجواؤها على "الكبار" فحسب، بل إن آثارها امتدت إلى "أحباب الرحمن" حتى باتوا يملؤون أوقاتهم بألعاب المقاومة، ولكن هذه المرة مختلفة بعض الشيء عما سبقتها. لعبة "جيش عرب" إحدى الألعاب الشعبية التي اشتهر بها الصبية الفلسطينيون لعقود طوال تطورت بعد الحرب على غزة. في هذه اللعبة، كان الصغار يقسمون أنفسهم إلى قسمين: اليهود والفلسطينيين، ويقوم الفريق الأخير بملاحقة الجيش بالحجارة والمقلاع وغيرها من أداوت القتال بسيطة الصنع والمعروفة آنذاك. تطورت هذه اللعبة بشكل ملحوظ، حيث أصبحت تشمل أساليب المقاومة الجديدة التي عاينها الأطفال من خلال متابعتهم لعمليات المقاومة التي تبث على شاشة التلفاز. أبو محمد صيام من مدينة رام الله شمال الضفة المحتلة يحدثنا عما ابتكره نجله محمد ورفاقه من ألعاب حديثة، مقلدين فيها جنود القسام وتحركاتهم خلال عمليات المقاومة. يقول أبو محمد لمراسلنا وهو يراقب محمد ورفاقه يلعبون: "يقوم الأولاد باستخدام ما يتاح لهم من أدوات منزلية بسيطة كفرش السرير لصناعة ما يشبه الأنفاق، ومن ثم يؤدي فريق منهم دور جنود القسام، ويقومون بتمثيل ما يشبه عملية التسلل خلف خطوط العدو!. ويتابع: "يقضي الأطفال فترة طويلة في لعبتهم دون كلل أو ملل، شكراً للمقاومة التي طورت من قدرات أطفالنا الجسدية والذهنية، ويشرفنا أن يكون لأبنائنا قدوة حسنة بالمقاومة، ونتمى أن يحتذوا حذوهم بعد أن يغدوا رجالاً". ولخطابات الناطقين باسم المقاومة نصيب كبير من حياة الأطفال ونشاطاتهم، حيث يتسابق الأطفال على حفظ خطابات أبي عبيدة الناطق باسم القسام وترديد عباراته الشهيرة. نهى من نابلس تقول لمراسلنا: دائما ما أحدث طفلاي دانية وليث عن المقاومة منذ نعومة أظفارهم، وخاصة كتائب القسام وما حققوه من انتصارات على أعدائنا الصهاينة، وبالرغم من صغر سنهم إلا أني ألمس سرعة عجيبة في حفظ عبارات أبي عبيدة. وتضيف: عندما ذهبت الى السوق لشراء "كوفية أبو عبيدة" ذات الخطوط البيضاء والحمراء بناء على رغبة أطفالي، أخبرني البائع بمدى الإقبال الشديد على شراء كوفية أبو عبيدة وبزته العسكرية من قبل المواطنين، حيث يجد أطفالهم متعة عارمة بتقليده بلباسه وحركاته وأسلوب كلامه. لقد استطاعت المقاومة الباسلة في غزة أن تلقي بظلالها على حياة الأطفال الفلسطينيين وتسلب ألبابهم، وباتت رسوماتهم أيضاً ملونة بألوان المقاومة الخضراء، ومزينة بشارات النصر، وأناشيدهم التي يرددونها بأصواتهم الغضة ملحنة بإيقاع الغضب والثورة. الأستاذ مخلص سمارة الأخصائي التربوي يفسر ما نلحظه في هذه الأيام من سلوكيات طفولية تحاكي واقع المقاومة في غزة، بأنه نتيجة طبيعة لتأثر هؤلاء الأطفال بالأجواء التي فرضت سهامها بقوة على الساحة الفلسطينية. ويقول خلال حديثه لمراسلنا: "في يوم من الأيام كان السوبرمان ورامبو هو المثل الأعلى لهؤلاء الأطفال، لأنهم لم يعهدوا نموذجاً آخر للقوة". ويستدرك: "اليوم وأمام روعة مشاهد المقاومة في غزة، ووجود إعلام مقاوم أيضا، وجدنا الجميع بما فيهم الأطفال، يمجدون تلك الأعمال المقاومة كل بطريقته، ولعل محاكاة أفعال المقاومة وكلماتهم من خلال الألعاب والتمثيل هي الظاهرة الأكثر شيوعاً في هذه الأيام". ويشير سمارة إلى مساهمة وسائل الإعلام في نقل بطولات المقاومة في غزة مما يساعد على تنشئة جيل جديد من الطفولة بشكلها القديم، ولكنها في هذه المرة تحاكي نماذج واقعية، لا خيالية ولا خرافية، وهذا بحد ذاته إيجابي، خاصة أن الجيل الجديد أحوج إلى غرس القيم الوطنية والإسلامية في نفوسه، بعد أن شوهت وسائل الإعلام الحديثة الموجهة أفكار وطريقة تفكير الأطفال. وحول الأفكار التي تحاول تسويق فكرة بأنه من الخطأ تعريض الأطفال ودمجهم وتشجيهعم على حمل تلك الأفكار وممارستها من خلال اللعب، يعقب سمارة: "يمكن القول بأن هؤلاء الأشخاص أصلا هم ذاتهم الذين يوجهون أبناءهم للانكباب حول وسائل وبرامج الأطفال الحديثة الموجهة الهادفة إلى جر الطفل في تعقيدات الحياة وتناقضات القيم الأخلاقية المشوهة وتفتيت النظم الدينية. ويضيف: "نحن كتربويين وإن كنا من دعاة تشجيع الأطفال على التأثر بمظاهر العزة والكرامة المستوحاة من غزة وجعلها من ضمن الممارسات التربوية السلوكية، من خلال الألعاب التي يمارسونها، إلا أننا أيضا نركز على ضرورة أن تحافظ الطفولة على رونقها الخاص بها، وهذا ممكن انتهاجه دون تفتيت أي من القيم الوطنية والإسلامية".
رئيس بلدية غزة: ثلث المدينة أصبح غير قابل للسكن قال المهندس نزار حجازي رئيس بلدية غزة إن ثلث مدينة غزة أصبح غير صالح للسكن بسبب تدمير الاحتلال الصهيوني للمناطق الشرقية بشكلٍ غير مسبوق، وهو ما ينعكس على كافة مناطق القطاع. وأوضح حجازي أن الاحتلال تعمد بشكل واضح استهدفت شبكات المياه والصرف الصحي ومحطات المعالجة بهدف إيصال المواطن إلى حالة اليأس، لكنه أكدّ أن طواقم البلدية عملت على مدار الساعة من أجل ضمان وصول المياه إلى كل بيت فلسطيني خلال العدوان. وأشار إلى أنّ اثنين من موظفي البلدية استشهدوا جراء العدوان، فيما تعرض 120 موظفا من البلدية لقصف منازلهم بما فيهم رئيس البلدية ذاته. وأكدّ رئيس بلدية غزة أن البلدية تعاني منذ قبل الحرب من النقص الحاد في المعدات وآليات العمل حيث إنها تعمل بآليات ومعدات قديمة جدا، مؤكداً أنهم رغم ذلك يستمرون في تقديم الخدمة للمواطنين رغم شح الإمكانيات ورغم عدم صرف رواتب موظفي غزة منذ ثلاثة أشهر. وأضاف: "شكلنا منذ بداية الحرب لجنة طوارئ مركزية تعمل على مدار الساعة ليل نهار، حتى إن بعض أعضاء اللجنة قُصف بيته ولكنه واصل العمل". وكشف حجازي عن تدمير الاحتلال لأكثر من 13 بئر مياه في مناطق مدينة غزة، كما دّمر محطة معالجة المياه العادمة غرب المدينة مما دفع بالبلدية إلى ضخ المياه إلى البحر بلا معالجة مما قد ينذر بتسبب مكرهة صحية وأمراض للمواطنين. وأشار إلى أن أبرز المشاكل التي واجهت البلدية خلال الحرب، هي استهداف الاحتلال لمحطة الكهرباء الوحيدة بغزة مما قلص ساعات إمداد المواطنين بالماء جراء توقف آبار المياه، وانتشار الأمراض والحشرات بسبب توقف محطات تصريف مياه الصرف الصحي. وأشاد حجازي بجهود قطر في تقديم الخدمة والمساندة لبلدية غزة بشكل خاص وبلديات القطاع والقطاعات الأخرى بشكل عام، داعياً حكومة التوافق إلى الوقوف عند مسؤولياتها بإمداد البلدية بالموازنة التشغيلية وصرف رواتب موظفيها حتى يتمكنوا من مواصلة العمل. وعبّر رئيس البلدية عن استهجانه من غياب دور حكومة التوافق الوطني، وقال: "منذ بداية العدوان لم تتواصل معنا الحكومة ولم تستمع إلى مطالبنا بشكل غريب، ولم تكن بيننا وبينهم إلا اتصالات ودية".
الحساينة: غزة منكوبة وتحتاج إلى الإعمار قال وزير الأشغال العامة والإسكان مفيد محمد الحساينة إنَّ غزة منطقة منكوبة بكل ما تحمله الكلمة، وهي بحاجة أمام حجم الدمار الكبير إلى تكاتف وتضافر كافة الجهود من أجل إعادة إعمارها. وأوضح الوزير الحساينة خلال ورشة عمل نظمتها الوزارة حول "جهود إعمار غزة" امس شاركت فيها مؤسسات دولية ومانحة، أن هذه الحرب ليست هي الأولى التي تعرضت لها غزة فقد جاءت الحرب وغزة تعاني من الحصار والدمار وأوضاع معيشية صعبة يعيشها أبناء القطاع. وقال: "لقد استهدف العدو خلال العدوان المنازل والمستشفيات والمدارس والمرافق العامة، وتم تدمير البنية التحتية والمصانع، وتم استهداف الآمنين". وأشار إلى أن عدد الوحدات السكنية التي دمرت بشكل كامل، أو بشكل بالغ غير صالح للسكن (20,000) إضافة لقرابة ( 40,000) وحدة دمرت بشكل جزئي متوسط وطفيف، وقد بلغت القيمة الإجمالية للخسائر جراء هذا العدوان ( 6-8 مليار دولار أمريكي). وأضاف الحساينة: أن "هذا اللقاء الهام سيكون له ما بعده على صعيد مشاريع إعادة الإعمار، وتنسيق وتوحيد الجهود خاصة وأننا الجهة الرسمية الحكومية المسئولة عن ملف إعادة الإعمار في مجال الإسكان والبنية التحتية". وقدم الوزير الحساينة التحية الكبيرة لطواقم الدفاع المدني والطوارئ والطواقم الصحفية وطواقم وزارة الأشغال العامة والإسكان العاملة في الميدان على جهودهم الكبيرة خلال العدوان. كما شكر الوزير الحساينة كافة الجهات التي ساهمت معنا في إغاثة شعبنا في إعمار المنازل، وبذلت جهودا كبيرة لمساعدة أبناء شعبنا الفلسطيني. كما تخلل اللقاء عرض تقديمي لوكيل الوزارة ناجي سرحان، تحدث خلاله على خطة الحكومة لإعادة الإعمار والأرقام والإحصائيات الخاصة بالعدوان والخسائر والأرقام الناجمة عن هذا العدوان. كما أكد المهندس سرحان على أن هذه الورشة تهدف للاستماع إلى الآراء والمقترحات من الجهات الدولية والمؤسسات العاملة في مجال الإعمار، ولتنسيق الجهود فيما يخدم المواطنين. وتخللت ورشة العمل مداخلات للمؤسسات الدولية والمانحة التي شاركت في الورشة.
مصدر صهيوني: مقاتلو حماس 2014 ليسوا من واجهناهم في حرب 2008 وصف مصدر أمني صهيوني رفيع المستوى التغييرات التي مر بها مقاتلو حركة حماس مؤخراً ب"المفاجئة غير المحسوبة" قائلاً: "إن مقاتلي حماس 2014 ليسوا ذاتهم من واجههم الجيش في حرب الرصاص المصبوب عام 2008" منوهاً إلى أنه لا يستهين بحماس إلا مغفل. وفي حديث لمجلة "بازم" العسكرية ؛ قال المصدر الصهيوني إن حماس تمتلك اليوم جيشاً حربياً بكل ما للكلمة من معنى، فقد قامت بتشكيل ألوية عسكرية مماثلة لألوية الجيش ومنها لواء النخبة الذي يحاكي وحدة الأركان المختارة التي طالما تغنى الجيش الصهيوني ببطولاتها، وهذه الوحدة معدة لمجابهة جنود الجيش ومفاجأتهم حال دخولهم للقطاع. وزعم أن مقاتلي حماس تدربوا في الكثير من دول المنطقة كإيران وسوريا وتركيا وليبيا والسودان، ومر مقاتلوها بالعديد من الدورات العسكرية الصعبة، ومن ثم عادوا للقطاع ليطبقوها بعد أن تدربوا على إطلاق الصواريخ المضادة للدروع والمضادة للطائرات. ولفت إلى أن من يستهين بحماس لا يعرف ما معنى حرب العصابات، ولا يدرك عمق التغيير الذي مرت به الحركة، فقد انسحب مقاتلوها تحت وطأة ضربات الجيش في عملية الرصاص المصبوب ولكنهم أثبتوا هذه المرة قدرة عالية على الصمود والتحدي والجرأة بشكل غير مسبوق. واختتم الضابط حديثه قائلاً: "إن حماس نجحت خلال 6 سنوات في تشكيل جيش منظم مع تسلسل هرمي قيادي دقيق وسري للغاية.. فحماس ليست مغفلة كما يظن البعض وقد تدربوا على شتى أنواع الأسلحة الحديثة والفتاكة، وعلى الرغم من تلقيهم لضربة قاسية إلا أنهم أثبتوا أنهم لا يزالون يتمتعون بقدرات صاروخية تجاه إسرائيل".
"إسرائيل" تدرب سائقي الحافلات على مواجهة العمليات الفدائية قررت الجهات المختصة في الكيان الصهيوني تأهيل سائقي الحافلات العمومية للتعامل مع العمليات الفدائية التي قد تنفذ في الحافلات، كما جرى بداية انتفاضة الأقصى عام 2000. وذكرت الإذاعة الصهيونية العامة امس، أنه تم منح السائقين شهادات حراسة، إذ سيكون من اختصاصهم تفتيش ركاب الحافلات المشتبه فيهم وإيقافهم إلى حين وصول أفراد الشرطة. كما سيحق لهم – حسب الإذاعة الصهيونية - ضبط أغراض تشكل خطراً مثل السكاكين وغيرها.
شهداء العدوان الصهيوني على غزة يتجاوزون الألفين أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن عدد الشهداء الفلسطينيين خلال العدوان الصهيوني على غزة تجاوز الألفين، والجرحى زاد عن العشرة آلاف. وقالت الوزارة في إحصائية حديثة لها، إن عدد شهداء الحرب على قطاع غزة والمستمرة منذ أكثر من أربعين يوما وصل إلى 2016 شهيدًا، في حين وصل عدد الجرحى إلى 10193 جريحًا. وأضافت أن من بين الشهداء 541 طفلًا هم دون الثامنة عشرة من العمر. ويشار إلى أن عددًا من الشهداء قضوا خلال الأيام القليلة الماضية متأثرين بجراحهم في عدة مشافي سواء في القطاع أو خارجه، إلى جانب أنه تم انتشال عدد من جثامين الشهداء الذين كان يصعب الوصول إليها بسبب نيران قوات الاحتلال. ويتعرض قطاع غزة ومنذ السابع من جويلية الماضي لعملية عسكرية صهيونية كبيرة، وذلك بشن آلاف الغارات الجوية والبرية والبحرية عليه، حيث استشهد جراء ذلك 2016 فلسطينيًا وأصيب الآلاف، وتم تدمير مئات المنازل، وارتكاب مجازر مروعة، في واحدة من أشد المعارك بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال ضراوة منذ عام 1948.