لم تكتف قوات الاحتلال الصهيوني خلال عدوانها المتواصل منذ 47 يوماً على قطاع غزة، باستهداف الأحياء وممتلكاتهم، بل امتد ليطال الأموات في مقابرهم وخلال تجهيز تلك المقابر. فقبيل ظهر الخميس (21-8)، وبينما كانت مجموعة من المواطنين تعد قبراً لأحد الشهداء في مقبرة الشيخ رضوان، بعدما لم يعد بالإمكان الوصول لمقبرة الشهداء شرق غزة، استهدفتهم طائرات الاحتلال ليستشهد خمسة مواطنين. وقال المواطن عبد الرحمن أبو نحل إن القصف الصهيوني على المقبرة أدى إلى استشهاد خمسة شباب كانوا يحفرون القبر، مبيناً أن الشهداء هم: الشقيقان رامي ومحمد حمدي سالم (20 عاماً)، (17 عاماً)، وابني العم أوسم طلال طافش (43 عاماً)، وعبد الرحيم طلال الشويخ (21 عاماً)، وسالم إسماعيل أبو غداين (28 عاما). وبحسب مصادر وزارة الأوقاف، فإن مقبرة الشيخ رضوان أصبحت المقبرة الوحيدة في مدينة غزة بعد تعذر الوصول إلى مقبرة الشهداء شرق مدينة غزة، حيث يحاول المواطنون دفن موتاهم فيها على الرغم من امتلاءها وذلك من خلال التنقيب عن قبور قديمة والحفر عليها. ولم تكن هذه المرة التي تستهدف فيها قوات الاحتلال مقابر الأموات خلال عدوانها، فقد طال القصف حتى الآن ما لا يقل عن 12 مقبرة وتدميرها والتسبب بتطاير رفات الأموات في مشاهد همجية قل نظيرها في العالم.
استهداف متكرر للمقابر فقبل يوم واحد، قصفت قوات الاحتلال مقبرة وادي غزة في جحر الديك جنوبغزة، ما أدى إلى إلحاق دمار كبير فيها، وسط حالة من الغضب لدى الأهالي. وخلال المحرقة التي تعرضت لها بلدة خزاعة، تعرضت مقبرتان للاستهداف بالقصف ما أدى إلى تدمير القبور وظهور رفات الأموات. وقال الحاج عبد الرحمن أبو رضوان من سكان بلدة خزاعة: إن قوات الاحتلال لم تكتف خلال اجتياحها البلدة بتدمير المنازل وقتل المواطنين، بل قصفت المقابر، مؤكداً أن الأهالي شعروا بالغضب بعدما عادوا ليكتشفوا حجم الدمار الذي حل بمنازلهم ومقابرهم. وأضاف :"هذا احتلال غاشم لا يعطي كرامة لأموات أو أحياء".
إفلاس العدو من جهته، اعتبر د. حسن الصيفي، وكيل وزارة الأوقاف استهداف الأموات ومقابرهم، دليل على إفلاس العدو أخلاقياً وعسكرياً. وأكد أن سياسة الاحتلال في استهداف المقابر والأموات ليست جديدة، فهي جريمة كررتها قوات الاحتلال خلال حربي الفرقان والسجيل بالتوازي مع استهداف المساجد. ويبقى استهداف الاحتلال الصهيوني للمقابر والأموات نموذج لمستوى الوحشية التي يمارس فيها العدو الصهيوني عدوانه على قطاع غزة، مستبيحاً كل شيء.
الاحتلال يستنفر قواته تحسبا لرّد من "القسام"
كشفت مصادر إعلامية صهيونية النقاب عن مخاوف كبيرة تسود الأوساط السياسية والعسكرية في الكيان إزاء رد محتمل من كتائب القسام على اغتيال ثلاثة من كبار قادتها العسكريين في جنوب قطاع غزة، وقالت القناة الثانية في التلفزيون الصهيوني امس: إن الجيش الصهيوني يخشى تنفيذ المقاومة الفلسطينية لعملية عسكرية كبيرة أو قيامها بأسر جنود صهاينة في إطار ردّها على اغتيال ثلاثة من قادة القسام أمس. وأوضحت القناة أن الجيش الصهيوني استنفر قواته العسكرية ووضعها في حالة تأهب مستمرة تحسباً لقيام مقاتلي حركة "حماس" بتنفيذ عملية انتقامية وتحقيق إنجاز ملموس لصالح المقاومة الفلسطينية قبل التوصل إلى اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار. وبحسب القناة؛ فإنه على الرغم من التصعيد الصهيوني ضد القطاع عسكرياً، غير أن "تل أبيب" لم تتنازل عن مفاوضات القاهرة للتهدئة. ولفتت إلى أن رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو ووزير حربه أصدرا تعليمات للجيش بزيادة الضغط على حركة "حماس" لحملها على العودة إلى مسار التفاوض.
يديعوت: اغتيال قادة القسام لن يؤثر على قدرة حماس في إدارة المعركة
نشرت صحيفة يديعوت أحرنوت على موقعها الالكتروني تقريراً وصفته بالمهم، حول مدى أهمية اغتيال قادة كتائب القسام في رفح في ساعات الفجر الأولى. وأشارت إلى أن محاولة اغتيال القائد العام محمد الضيف واغتيال رائد العطار ومحمد أبو شمالة ومحمد برهوم في رفح لن تعطي "إسرائيل" صورة للنصر على حركة حماس. وأكدت الصحيفة في تقرير لمحللها العسكري "رون بن يشاي" على أن تلك العمليات والتي جاءت في يومين متتاليين، لن تؤثر على الجهاز العسكري لحركة حماس بشكل ملموس، موضحاً أنها ستؤدي إلى تقصير مدة العملية والحيلولة دون الانجرار إلى حرب استنزاف، على حد تعبيره. كما أشارت الصحيفة إلى أن اغتيال العطار وأبو شمالة وبرهوم المسئول عن الدعم اللوجستي في لواء رفح لن يؤثر على تغيير جيش حركة حماس النظامي، مؤكدة على أن حركة حماس تتمتع بحنكة عسكرية قوية، يتم تعيين قادة جدد في حال تم اغتيال قادة الحركة أو العسكريين منهم بأسرع وقت ممكن. وأضافت الصحيفة "إن اغتيال القادة العسكريين في رفح لن يؤثر بأي شكل من الأشكال على منظومة حماس الصاروخية"، زاعمة بأن عملية الاغتيال ستؤثر على العمليات الهجومية التي بحاجة إلى قادة ذوي تجربة وشخصية قوية تمكنهم من اتخاذ قرارات جريئة لتنفيذ عمليات هجومية خلف خطوط العدو. ووفقاً لما جاء في الصحيفة؛ فإنه وعلى الرغم من أن المهام القيادية في الذراع العسكري لحركة حماس ستتأثر، لكنه من الصعب جداً التقدير ما هو حجم التأثير على القدرة في إدارة المعركة ضد "إسرائيل".
حمّل عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" عزت الرشق الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة عن فشل مفاوضات القاهرة، لأن "إسرائيل" لم تلبِّ مطالب وحقوق شعبنا الفلسطيني.
وقال الرشق إنه "حتى في القضايا والنقاط التي تم الاتفاق عليها اشترطت "إسرائيل" إيراد بعض العبارات والجمل التي تفرغ القضايا من جوهرها وتجعلها بيد الاحتلال. وحول هذا الأمر؛ دلل الرشق بمثال إنهاء حصار غزة، حيث اشترطت "إسرائيل" أن يكون رفع الحصار وفق آلية تتفق فيها مع السلطة الفلسطينية، الأمر الذي يعني أن القضية كلها مرجأة إلى أسابيع وشهور قادمة. وبخصوص إعادة إعمار غزة؛ قال الرشق: وضعت "إسرائيل" عبارة (بالتنسيق بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية)، ما يعني أنها ستبقى الآمر الناهي، وأنها لها كلمة الفصل في كل صغيرة وكبيرة تدخل إلى قطاع غزة، وهذا ما ينطبق على قضية الصيد والمساحة المسموح الصيد بها. وحول قضايا الميناء والمطار والعقوبات المفروضة على أهلنا في الضفة الغربيةالمحتلة عقب حادثة أسر وقتل المستوطنين الثلاثة؛ كشف أنه لم يتم الاتفاق عليها، مؤكدا أنها كانت موضع خلاف شديد، حيث رفضتها "إسرائيل" في كل جولات التفاوض في القاهرة. وكشف أنه كان هناك محاولة لإنقاذ المفاوضات من خلال إيراد النقاط التي تم الاتفاق عليها في الاتفاق المعلن، وتأجل القضايا غير المتفق عليها (الميناء والمطار والعقوبات في الضفة المحتلة ) إلى بعد شهر يجري التفاوض حولها في القاهرة، بشرط إقرار هذه الشروط من حيث المبدأ. وبالمقابل حاولت إسرائيل – حسب الرشق – مساومة الوفد الفلسطيني على هذه الشروط والنقاط من خلال وضع سلاح وقدرات المقاومة الفلسطينية للتفاوض والنقاش بعد شهر في القاهرة. وجدد الرشق أن سلاح المقاومة ليس مطروحا للمساومة ولا للنقاش، مؤكدا أن "إسرائيل" حاولت مرارا إيراد عبارات مثل سحب سلاح المقاومة، وقف تسلح المقاومة، هدم الأنفاق، وهذا ما رفضناه وسنرفضه. وبشأن تجدد العدوان الصهيوني على غزة, حمّل الرشق الاحتلال المسؤولية الكاملة عن ذلك, قائلا: ليس لنا إلا أن نواجه المحتل وننتصر في هذه المعركة. وأكد أن "إسرائيل" خرقت التهدئة من خلال زعم إطلاق الصواريخ حيث لاح لها صيد ثمين باغتيال القائد محمد الضيف. وتابع: "الاحتلال يواجه شعبنا من خلال قتل الأطفال وتدمير البنية التحتية، فهو يهرب من المقاومة، ليواجه المدنيين العزل". ويضيف "بن يشاي" "قد رأينا سابقاً عند اغتيال القائد العام أحمد الجعبري في مطلع عملية عامود السحاب كيف استوعبت حركة حماس الصدمة وتعيين خليفة له بشكل سريع ومباشر وقد استمر التنظيم بإدارة المعركة وإطلاق الصواريخ حتى نهاية المعركة".
أقدم المئات من سكان كيبوتسات تجمع أشكول جنوبي قطاع غزة على ترك منازلهم مرة أخرى وذلك مع تجدد الحرب وإطلاق مئات الصواريخ على بلدات غلاف غزة. وذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" أن هذه الهجرة جاءت في أعقاب يوم حافل بإطلاق الصواريخ وقذائف الهاون حيث قرر المئات من سكان كيبوتسات "نير عوز" و "العين الثالثة" مغادرة المنازل لفترة من الوقت حتى تهدأ الأوضاع بعد أن كانوا قد عادوا إليها خلال فترة التهدئة الأخيرة. ونقل موقع "والا" العبري عن أحد مستوطني كيبوتس نير عوز قائلاً بأنه ليس من السهل تجربة هذا الأمر، فالشعور هنا بائس. وسقط أكثر من 30 صاروخًا في محيط وداخل مستوطنات أشكول نهار وليل أمس الخميس تسببت بأضرار جسيمة لعدة منازل فيما أصيب أحدهم بجراح خطرة بعد تعرضه لشظايا قذائف الهاون حيث تم نقله للعلاج في مستشفى "سوروكا" ببئر السبع لتلقي العلاج.
وزراء في الكابينت: غانتس يريد إنهاء العملية في غزة بأي ثمن
كشفت القناة الثانية على موقعها الالكتروني بأن عدداً من أعضاء المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية "الكابينت" قد وجهوا انتقادات لاذعة وشديدة اللهجة ضد رئيس هيئة الأركان "بيني غانتس" وقيادة الجيش على موقفهم من العملية العسكرية في قطاع غزة. ولفت وزراء الكابينت إلى تصريح "غانتس" لدى خروج القوات البرية من قطاع غزة بأنه مقتنع بأن سكان المستوطنات المحيطة بالقطاع يستطيعون العودة إلى منازلهم لممارسة حياتهم الطبيعية بما يتناقض بشكل صريح مع المشهد الحالي. وأثارت تصريحات غانتس تلك حفيظة بعض الوزراء في الكابينت، مشيرين إلى أن غانتس يريد إنهاء العملية العسكرية في قطاع غزة، وإنه ينم عن رغبة جيش الاحتلال في إنهاء العملية بأي ثمن منذ عدة أيام. وأضاف الوزراء "على مر نحو شهر ونصف ونحن نسمع من الجيش بأنه نجح في استعادة قوة الردع أمام المنظمات الفلسطينية"، وتابع أحد الوزراء رفض ذكر اسمه "جيش الاحتلال أبلغنا بأن حماس تلقت ضربة موجعة وتريد إنهاء المعركة، لكن ما نراه على أرض الواقع عكس ما يقال". الجدير بالذكر أن مشادة كلامية قوبة قد حصلت في وقت سابق بين أحد وزراء الكابينت مع أحد الضباط الرفيعين، وذلك بعد أن قدم الأخير معلومات للكابنيت بأن الجيش قد نجح في توجيه ضربة موجعة لحماس، فرد عليه الوزير ساخراً "ربما يتوجب عليكم أن تخففوا قوة الضربة في المرة المقبلة لكي لا نضطر إلى التنازل لحماس أكثر من ذلك".
هذه قصة تفجير ناقلة الجند وأسر شاؤول آرون شرق التفاح
نشرت وكالة "صفا" تقريرا مترجما نقلا عن موقع "والا" العبري ما قال إنها التفاصيل الكاملة لعملية تفجير ناقلة الجند شرقي حي التفاح شرق غزة بداية العملية البرية ضد قطاع غزة؛ حيث يتبين من المعطيات الجديدة أن عملية الوصول للناقلة المشتعلة استغرقت ساعات فيما تبعثرت جثث الجنود ما بين التفاح وناحال عوز.
السبت 19 تموز 2014 ، حوالي الساعة 22:30 قبيل منتصف الليل:
أعلن قائد لواء جولاني "غسان عليان" عن بدء الهجوم على منطقة شرق الشجاعية في واحدة من أخطر عمليات "الجرف الصامد"، وبعد 3 ساعات تقريباً يتم وصول خبر إلى غرفة العمليات المتقدمة للواء بأن إحدى الناقلات ومن طراز M-1113 والتابعة للكتيبة 13 في اللواء تشتعل فيها النيران. في البداية جرى الاعتقاد أن الناقلة تعرضت لانفجار عبوة ناسفة ولكن تبين فيما بعد أنها أصيبت بصاروخ مضاد للدروع في حين حلقت طائرتا استطلاع من طراز "راكبي السماء" فوق المنطقة حيث يشاهد أحد مشغليها النيران وهي تخرج من الناقلة ولكن ولسبب غير معلوم لم يتم حفظ التصوير الجوي في حين توثق الطائرة الثانية وعبر المسح الحراري وجود 5 أجسام مشبوهة حول الناقلة وهويتهم غير واضحة. وفي نفس الوقت كان قائد اللواء يقاتل على أبواب المنطقة المأهولة في الحي في حين كان قائد الكتيبة 13 الميجر "ايرز الكبيتس" ورئيس هيئة اللواء "يوآلي أور" الذي يجلس في غرفة العملية خارج الحدود يتابعان مسألة الناقلة المشتعلة، وأور يعتبر من الضباط الأكفاء وهو في ذات الوقت رجل أعمال مختص في بيع المعدات المتقدمة للتشخيص الجنائي لأذرع الأمن، بحسب التقرير. حيث طلب أور من القوات في المنطقة إقامة سواتر رملية حول الناقلة المشتعلة ومحاولة تبريد الناقلة عبر اسطوانات إخماد الحريق إلا أن الجنود خافوا من الاقتراب من الناقلة لسببين الأول خوفهم من انفجار الذخائر والمتفجرات الموجودة داخلها في أية لحظة، أما السبب الثاني فهو سماعهم لأصوات باللغة العربية حول الناقلة وفي البيوت المجاورة وسمع بعدها صوت قائد الكتيبة 13 عبر جهاز الإتصال وهو يقول "لا أعرف إذا كان جميع جنودي في الناقلة". وتحدث التقرير عن طلب غرفة العمليات من قائد الكتيبة إحصاء الجنود المتواجدين في الناقلة قبيل انفجارها ولكنه قال إنه ليس بالإمكان إحصاؤهم فهنالك اثنان خارجها بسبب خلل أصابها، وبعد الانفجار زحف أحد الضباط باتجاه الناقلة المشتعلة ليعرف ما يدور هناك ولكن وعلى ضوء وجود خطر حقيقي من انفجار الوسائل القتالية الموجودة على الناقلة عاد أدراجه. كما تحدث التقرير عن عدم الإعلان عن تفعيل نظام "حنيبعل" الخاص بعمليات الخطف لأن هذا النظام لا يتناسب مع الحالة التي عانت منها القوة وهو اشتعال النيران في الناقلة إلا أن مجموعة من كتائب القسام كانت تسحب في تلك الأثناء جثة الجندي "اورون شاؤول" من ميدان المعركة، بحسب التقرير. وبعد مرور ساعة من البلاغ الأول أصدر يوآل أمراً بإدخال قوة من وراء الحدود لتقوم بجمع الجثث تحت حراسة وحدة "أغوز" الخاصة ولكن الوحدة لم تخرج في الوقت المحدد وذلك على ضوء غزارة النيران وكمية الاشتباكات الدائرة في المنطقة والتي سقط فيها المزيد من القتلى والجرحى ومنهم ضباط كبار. وبعدها اقترح عدد من الضباط إطفاء الحريق عبر الرمال ولكن قائد فرقة غزة يرفض هذا المقترح لأنه قد يصعب فيما بعد العثور على جثث الجنود القتلى.
الأحد 20 تموز الساعة 5:47 فجراً :
بدا الفجر بالبزوغ وعندها طلب قائد الفرقة من ضابط الهندسة عمل سواتر ترابية حول الناقلة ومتابعة محاولة تخليصها حيث مرت 4 ساعات منذ تعرض الناقلة للتفجير ولم تخرج بعد وحدة للبحث عن أشلاء الجنود وذلك على ضوء وجود مخاوف من التعرض للأذى في حين ثارت مخاوف من عملية خطف الساعة الرابعة فجراً حيث حاولت غرفة العمليات معرفة الجنود الذين كانوا داخل الناقلة ساعة التفجير.
وفي تلك اللحظة يطلب قائد فرقة غزة من الضابط يوآل جر الناقلة وهي مشتعلة إلى داخل الحدود عبر جرافة ضخمة حيث كانت المخاوف تدور حول إمكانية بزوغ الفجر وتصوير حماس للناقلة وهي مشتعلة وبذلك يحقق صورة النصر.
وبعدها دخلت الجرافة الضخمة وزادت الطين بلة فقد حرثت أرض المعركة وصعبت مهمة البحث عن جثث الجنود والأدلة التي تشير إلى طبيعة ما حصل حيث تفككت الناقلة أثناء جرها عبر الجرافة وانقلبت لأكثر من مرة في حين تناثرت جثث وأشلاء الجنود من التفاح غرباً وحتى ناحال عوز غرباً بينما روى ضابط الناقلة التي كانت تسير خلف الجرافة أن أكثر من جثة سقطت من الناقلة المشتعلة أثناء جرها.
وبعد جر الناقلة للجانب الآخر من الحدود وجد ضباط الجيش صعوبة في إعداد قائمة مرتبة للجنود المتواجدين على متنها وذلك بعد أن تبين أن اثنان من الجنود لم يذهبا للقطاع على متنها بعد إصابتهما بإسهال تقيؤ، بينما بقي السؤال الغامض حتى الآن هو أين كان اورون شاؤول وقت انفجار الناقلة حيث روى كل من قائد المجموعة وجندي الاتصال اللذان كانا خارج الناقلة ساعة التفجير روايتين متناقضتين حول شاؤول.
في حين وجد ضباط الكتيبة الجنوبية صعوبة في فهم كيفية تعرف حماس على هوية الجندي وتفعيل حسابين على اسمه عبر شبكات التواصل تويتر وفيسبوك بعد أقل من 12 ساعة من العملية وقبل أن يعلن الجيش عن اختفاء الجندي وهويته.
وتحدث ضباط الكتيبة الجنوبية في الجيش عن وجود فشل ما؛ فقد تم إرسال أول فريق للبحث عن بقايا جثث الجنود بعد 12 ساعة من تفجير الناقلة في حين أرسلت بعدها 5 فرق بحث وذلك من يوم الأحد ولغاية الخميس ومعهم الكلاب المدربة، بينما تم الاستعانة بجرافة كبيرة والتي قامت بحمل كميات رمال كبيرة وإحضارها إلى داخل الحدود للبحث عن أشلاء فيها حيث عثر على الحمض النووي للجندي السادس والسابع يوم الثلاثاء 22 تموز .
وفي ختام التقرير تحدث ضباط ضالعون في التحقيق قائلين إنه لو قام الجيش بما يجب عليه من البداية لكانت النتائج مغايرة فقد كان يتوجب عليه تطويق منطقة الناقلة ومنع الوصول إليها في حين يبقى من واجب الجيش إعادة الجندي شاؤول للدفن في "إسرائيل" على حد تعبيرهم. غزة تقاوم تحت النار لليوم ال47... 2089 شهيدا و10490 جريحا
بلغ عدد الشهداء في العدوان الصهيوني الهمجي على قطاع غزة لليوم ال47 على التوالي, 2089 شهيدا وأكثر من 10490 جريحا. وكانت طائرات الاحتلال اغتالت ثلاثة من القادة البارزين في كتائب الشهيد عز الدين القسام، وهم: محمد أبو شمالة ورائد العطار ومحمد برهوم.