باتت ظاهرة بيع الفحم في الأسواق العاصمية خاصة والجزائرية عامة عادة لدى كل الجزائرية باعتبارها موروث لا يمكن التخلي عنه في مناسبة خاصة كالعيد . بحيث نرى الباعة المتجولون يكتسحون أغلب الأسواق عارضين أكياس الفحم للبيع ، والتي تلقى رواجا ونشاطا واقبالا منقطع النظير من قبل المواطنين، وبشكل خاص أسبوعا قبل العيد. هذا وتعرف الأسواق أيضا بيع مختلف الأدوات التي تصاحب ذبح الأضحية والات الشواء ، بالرغم من أن الجميع يمتلك أفرانا ومعدات حديثة تستعمل خصيصا للشواء، الا أنه لا طعم للعيد لدى الجزائري بعيدا عن رائحة الفحم والطهي بشكل تقليدي. وعند سؤالنا لبعض المواطنين بأسواق بلوزداد عن سبب الاقبال الكبير على شراء الفحم ، فكانت الاجابة بأنه لا يحلو العيد بدون هاته العادة التي باتت مصاحبة لعيد الجزائري والذي يصل سعره ل 35دج. . كما نجد من بين المعروضات أيضا مختلف أنواع الفحم ، وبالنسبة للباعة ذوي الخبرة فانهم لا يرونه بشكل متساوي كما يراه العامة ممن يأتون لشراء الفحم في أكياس ويغادرون، فالبائع يعرف الفحم باختلاف مصدر الحطب المستعمل فيه ونوع الأشجار كالصنوبر والبلوط وأشجار الزيتون والتي تدوم طويلا حين اشعال الفحم ولا تتآكل بسرعة. وهو ما استغربناه، كون البائع يعرف اختلافات الفحم حسب نوع الشجرة المستعملة فيه. مضيفا بأن بعض المقبلين على شراء الفحم يملكون الخبرة ويطلبون نوعا محددا من الفحم الذي يكون مصدره شجر الصنوبر، غير أنه وفي العادة يأتي الزبون للشراء دون البحث في هاته التفاصيل الا بالنسبة لكبار السن ذوي الخبرة في هذا المجال يضيف المتحدث-. وبعيدا عن الفحم فان مختلف اللوازم الضرورية كعيدان الشواء والآلات المختلفة للتقطيع تشهد رواجا كبيرا في الأسواق العاصمية. وحين سؤالنا لبعض الشباب ممن يمارسون هاته التجارة فكانت اجابتهم بأن هذا النوع من تجارة بيع الفحم يدر ربحا متوسطا لهم خصوصا في فترة العيد وما قبله، غير أنها سرعان ما تتوقف بعد فترة من أيام العيد. وهو ما اعتبره الشباب الذي يبيع الفحم بالتجارة الظرفية التي تنتهي فور قضاء العيد. وبكل هاته التفاصيل والخصوصيات التي يعرفها العيد في الجزائر ، الا أنه يبقى مميزا بالنسبة للأسرة الجزائرية باعتبار كل هاته التفاصيل من بيع الفحم والآلات المخصصة للشواء وغيرها تدخل ضمن العادات الاجتماعية التي باتت ملتصقة بالمجتمع وجزء من موروثه الثقافي.