تشهد هذه الأيام الأسواق المحلية رواجا كبيرا لمختلف البضائع والسلع وفي مقدمتها لوازم ومعدات عيد الأضحى المبارك الذي لا تفصلنا عنه إلا أيام معدودات... الكل جهز نفسه وكل على طريقته الخاصة لتتحول التجارة إلى وجهة أخرى مغايرة عن سابقاتها إنها تجارة الفحم والتين وحتى السكاكين والخناجر ذات الأحجام المختلفة والمتنوعة والتي تهافت عليها الشباب بأعداد هائلة ولا سيما أنها أخذت إشكالا غريبة جدا. جولة ميدانية إلى مختلف الأسواق كانت كافية لترصد بعض الإنطباعات سواء الباعة أو التجار وحتى المواطنين المقبلين على اقتناء مثل هذه المعدات ، وفي هذا السياق أوضح أحد الباعة الذي لا يتجاوز عمره 15 سنة على أنه جديد في المهنة إذ أنه قام بخلق تجارة منذ أسبوعين فقط وقد قام بشراء سكاكين وخناجر ومعدات أخرى للذبح وهذا مع اقتراب هذه المناسبة لأنها التجارة المربحة في هذه الأيام مضيفا على أنه قد إختار النوع الكبير من السكاكين لكثرة الطلب عليها وفي نفس الموضوع فإن أحد الشباب الذي وجدناه في منتصف الطريق عارضا بضاعته على طاولة خشبية فقد أوضح بدوره على أنه تم اقتناء هذا النوع من البضاعة من تجار الجملة وقد كلفته غاليا فالخنجر أو السكين الواحد قد تعدى ألف دينار جزائري حتى أنه قد يصل إلى 3 آلاف دج. أما عن بعض المواطنين الذين وجدناهم بعين المكان فقد أكدوا لنا أن الكبش لوحده لا يكف ولا بد من مصاريف أخرى تضاف لعيد الأضحى المبارك سواء لشراء معدات الشواء أو التبن أو الفحم الذي وصل سعره إلى 50دج للكيلوغرام الواحد حتى السكاكين لا بدّ من شرائها وقد وصل سعرها إلى السقف موضحا أحد المواطنين أنه قد يصل مصروف المواقف لماشية العيد إلى مليون سنتيم في بعض الأحيان. ما لفت الإنتباه هو ليس التبن والفحم وإنما هي تلك السكاكين والخناجر والسّاطورات التي تعرض على الملأ وبدون رقابة كما أوضح أحد المواطنين على أنه مجرّد الإقتراب منها بالخوف الشديد ولا سيما أنها كبيرة الحجم وعليه فإن البعض منهم تساءل عن كيفية السماح لهؤلاء الشباب الذين لم يصلوا إلى سن القانون ببيع مثل هذه الأسلحة خصوصا أن أغلبية الباعة الفوضويين الذين وجدناهم على حواف الطرقات لم يصرحوا لنا عن مصدر هذه البضاعة. انه عيد الأضحى المبارك كما قال والمناسبة فرصة لتجارة الموت وهذا ببيع سكاكين في حالة نشوب شجار فتؤدي إلى جرائم ولا سيما أن هذه الأسلحة كما ذكر سابقا معروضة على حواف الطرقات وفي مواقع وأماكن تعج بالمواطنين وخاصة الشباب المراهقين الذين لا يتجاوز عمرهم 18 سنة. وعليه لا بدّ من فرض مراقبة صارمة وتقديم رخص إلى هؤلاء الباعة لأنها تجارة خطيرة جدا وقد تعطي نتائج عكسية على الساحة ولا سيما أن الباعة صرّحوا أن هذا النوع من التجارة يتوافد عليها أيضا شاب ليس للمناسبة وإنما حتى يحمي نفسه كما قيل لكن السؤال المطروح أين الرقابة ولا سيما أن هذه التجارة هي معروضة أمام الملأ وفي الطرقات الرئيسية ليتسنى لمن هبّ بيع هذا النوع من السكاكين.