أعلن وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، امس الإثنين، عن إنشاء تخصصات جامعية لتكوين الأئمة وتكوين نحو 170 موجهين للجالية الجزائرية بالخرج، وذلك ضمن مخطط الوزارة الهادف إلى إصلاح منظومة التكوين. وأوضح الوزير، خلال نزوله ضيفا على "فوروم الإذاعة" أن اتفاقا جرى مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على إنشاء تخصصات جامعية لفائدة الراغبين في التوجه لهذا الإختصاص بالجامعة الجزائرية بداء من الموسم الجامعي المقبل، مشيرا إلى أن التكوين سيمكن من الحصول على درجة "إمام رئيسي" للحاصل على ماستر "أل أم دي"، و"إمام مكون" بالنسبة للحاصل على شهادة الدكتوراه في هذا التخصص. وأضاف أنه بموازاة ذلك سيتم إعادة النظر في المواد الموجهة في تكوين الأئمة من خلال إدخال مواد جديدة على غرار تاريخ الثورة الجزائرية وتاريخ الجزائر. كما تقرر، حسب الوزير، تكوين نحو 170 إماما بما تتطلب ومهمة القيام بالإمامة لفائدة الجالية الجزائرية بالخارج خصوصا بفرنسا. وأشار وزير الشؤون الدينية والأوقاف إلى أنه تقرر إلزام المساجد التي سيتم تشييدها مستقبلا بإنجاز معابر وسلالم خاصة بفئة ذوي الحاجيات الخاصة بمدخل المساجد المركزية بكل ولاية وأماكن الوضوء بها، مؤكدا أن العملية سترافق بمترجم تكون مهمته تحويل خطب الإمام إلى لغة الإشارة ممن يفهمها من المصلين. تأتي هذه الخطوات، حسب الوزير، في إطار المهام الكبرى التي يقوم بها المسجد داخل المجتمع الجزائري، وهي مهام أدتها، يضيف، المؤسسة المسجدية بامتياز فضلا عن تواجدها في قلب الأحداث التي عاشتها الجزائر خلال السنوات الأخيرة. و قال الوزير محمد عيسى إن الأئمة كانوا وسيظلون في قلب الأحداث آخرها في ليلة الأحداث التي شهدتها مدينة تقرت من خلال مساهمتهم في تهدئة الأوضاع، وكانوا خلال أحداث الزيت والسكر التي شهدتها الجزائر قبل سنوات، وخلال الأحداث التي شهدتها بالبلاد في التسعينيات من القرن الماضي. ولفت إلى وجود ما أسماه بالتناغم بين المسجد ومختلف الجهات الوصية والمجتمع المدني من خلال الحديث ولفت الأنظار إلى بعض الظواهر التي تنخر المجتمع على غرار العنف. كما أشار ضيف منتدى القناة الأولى إلى فكرة إنشاء مرصد وطني لتحليل ومعالجة بعض الظواهر التي تميز المجتمع والتيارات التي تستهدف محيط المسجد، لافتا، في السياق، إلى وجود مشروع لتعديل مهام الجمعيات الدينية وعلاقتها بالأئمة. ولفت إلى أن الوزارة بصدد تلقى ردود فعل وأراء بعض القطاعات الوزارية لتحديد عمل ومهام الجمعيات الدينية تجنبا لمزيد من التشنجات التي تشهدها بعض الجمعيات مع أئمة بعض المساجد بالوطن.