افتتح ، الفنان يوسف غازي معرضه الأول "حيوات صامتة" (Vies silencieuses) برواق عائشة حداد بالجزائر، مقترحا 19 لوحة تنتمي للطبيعة الصامتة، حيث تتأثث أغلب لوحاته بأدوات مستمدة من اليومي والتراث الجزائري. ويستعيد غازي في أغلب لوحاته عناصر ومكونات جزائرية سواء من التراث أومن الحياة اليومية، مدعما أغلب لوحاته بالفواكه المتوسطية المعروفة في الجزائر، بالإضافة إلى حضور كبير للياسمين في أغلب اللوحات. وتبدو الرموز الصغيرة التي تعلو أغلب أواني اللوحات إحدى المؤشرات على اهتمام الفنان بمنح أعماله الصامتة هوية جزائرية، عكس أغلب الأعمال المنتمية للمدرسة والتي تشتغل على أجسام وأشياء متشابهة غالبا. ويركز غازي في لوحاته على الحركات الصغيرة، حيث يمكن ملاحظة الانطواء الدقيق للمنديل في لوحة "ياسمين العاصمة" (Jasmin d'Alger) أو شكل قشوراليوسفية في لوحة "نحاس ويوسفية" (Cuivre et mandarines). ويمكن العثور على دقة عالية في أعمال يوسف غازي تتجلى من خلال تفاصيل كتشققات التين في لوحة "تين" (Figues)، أو في الزخرفة والرموز الموجودة داخل أواني معظم اللوحات.
ويطعم الفنان لوحاته بعلامات تراثية عبر خياراته ففي لوحة "فخار وليمون" يضع منديلا قبائليا (فوطة) كقاعدة لأثاث اللوحة، ويستخدم "المهراس" في لوحة "مهراس ماني-جدتي-" (EL Mahres de Many). وتبدو أغلب اللوحات بخلفية مظلمة وهو ما اعتبره الفنان "عملا مقصودا" كونه يريد اللعب على الضوء المسلط على أجسام اللوحة من أواني وفواكه، مؤكدا أنه يتدخل لترتيبها "بتركيز كبير". وعن الحضور الكبير للياسمين والفخار اعتبر العارض أن "الأمر مقصود ففي أغلب اللوحات إما يكون هناك فخار أو ياسمين"، مشيرا إلى "المعنى العميق للياسمين في الحياة اليومية للجزائريين قديما". ويعتبر هذا أول معرض فردي للفنان يوسف غازي العصامي الذي بدا سورياليا قبل أن يتحول إلى رسام مهووس بالطبيعة الصامتة، وسبق له أن توج بجائزة مدينة الجزائر سنتي 1982 و1985 . يتواصل المعرض إلى غاية 5 من ينايرالقادم.