تفتح محكمة الجنايات بالعاصمة اليوم في قضية 10 أشخاص منهم أفراد من عائلة الإرهابي عبد الحميد أبو زيد متهمين بالانتماء ل جماعة إرهابية دولية متخصصة في اختطاف سياح أجانب في الجنوب الجزائري. وقد سبق لمحكمة الجنايات أن فصلت في هذه القضية سنة 2012 مصدرة أحكاما بالسجن تتراوح بين 10 سنوات والمؤبد على المتهمين بما فيهم »غدير. محمد« المدعو »عبد الحميد أبو زيد« الذي تم القضاء عليه في 2013 بعد الاعتداء الإرهابي على المركب الغازي لتقنتورين بولاية إليزي، وكشفت محكمة الجنايات للجزائر العاصمة عن الهوية الحقيقية لعبد الحميد أبو زيد »غدير محمد« لأول مرة خلال افتتاح المحاكمة يوم 2 جانفي 2012. وحسب قرار الإحالة فإن هذه الجماعة الإرهابية التي يقودها أبو زيد كانت تنشط بمنطقة الجنوب الجزائري وبلدان الساحل وغرضها الأساسي هو اختطاف السياح الأجانب قصد طلب الفدية. وقد اعتمد المدعو »أبو زيد «حسب ذات المصدر إستراتيجية جديدة تتمثل في تجنيد أشخاص ينشطون في عمليات التهريب مخدرات ووقود وأسلحة في هذه المنطقة من الصحراء لاستعمالهم في تنفيذ مخططات إجرامية، وفضلا عن تجنيد عناصر جديدة لتدعيم الجماعة كان المتهمون يزودون الإرهابيين بالمؤونة والوقود والعملة الصعبة ويقومون بتهريب المخدرات قصد الحصول على أموال لشراء الأسلحة . كما نصبت الجماعة المكونة من إرهابيين من مختلف الجنسيات حواجزا مزيفة بالجنوب لسرقة سيارات رباعية الدفع قصد استعمالها في تنفيذ العمليات الإرهابية منها الهجوم المسلح الذي استهدف عناصر الدرك الوطني بالمنيعةغرداية سنة 2006، وقد اعترف المتهمون أثناء التحقيق القضائي أنهم قاموا بدعم الجماعة الإرهابية التي يقودها »أبو زيد«. أبو زيد حصل مائة مليار سنتيم عبر عقود ابرمها مع الشركات النفطية الأجنبية بالجزائر ومن المنتظر أن تكشف محاكمة جماعة الدعم والإسناد التي تم توقيفها في 17 جويلية 2010 تفاصيل عمل الجماعات الإرهابية المنضوية تحت لواء تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي واستراتيجيات تمويلها على المدى البعيد، حيث توصلت التحقيقات، إلا أن »أبو زيد «قد مكن شقيقه »الساسي« من ولوج الشركات البترولية الأجنبية وتبييض أموال التنظيم الإرهابي عن طريق شركته »الساسي أورل« لكراء السيارات مقابل عقود أدرت على التنظيم الإرهابي أموالا كثيرة فاقت المائة مليار سنتيم استعملت في النشاطات الإجرامية وقد تعاملت هذه الشركة التي خدمت مصالح التنظيم الإرهابي مع عدد من الشركات الوطنية والأجنبية على رأسها »سوناطراك«، »بريتش بيتروليوم« ،»سايبام بوس«، ومؤسسة الحراسة »ج بي أس أ« . وقد تمكن الإرهابي »أبو زيد« من خلال المؤسسة التي أسسها سنة 2001، من تبييض أغلب الأموال التي تم تحصيلها من كل العمليات الإجرامية، القائمة على السرقة وتهريب المخدرات وكذا مداخيل الفدية التي يتلقاها من قبل الدول نظير إطلاق سراح رعاياها حيث كانت تلك بمثابة الخطوة الأولى للتنظيم الإرهابي من أجل نشر عيونه داخل الشركات البترولية في الجنوب، هذه الأخيرة التي ساعدته على تنمية ثروته من خلال طلباتها المتزايدة على العربات. وحسب الملف فقد تعامل الإرهابي »الساسي« مع شركة »بريتيش بتروليوم« عدة مرات كانت بدايتها سنة 2005 إلى غاية جوان 2010 عن طريق تأجير سياراتها الرباعية الدفع والشاحنات مقابل مبالغ مالية تراوحت ما بين 6 و4 ألاف دينار للسيارة يوميا، حيث وظّفت « ذات المؤسسة 11 سيارة من نوع »تويوتا« L105» لفائدة شركة »بريتيش بيتروليوم« مقابل 6000 و8000 دينار يوميا، زيادة على 14 سيارة أخرى من نوع »لوند كروزر« لصالح نفس الشركة، في الوقت الذي كانت تعمل 4 سيارات أخرى من نوع »مازدا« رباعية الدفع لفائدة الشركة الفيتنامية، وعشرات السيارات الأخرى لفائدة باقي الشركات، فضلا عن أربع سيارات أخرى من نفس النوع. و إلى جانب تحصلوا على ثلاث سيارات من نوع »كروزر«، واثنين من نوع »تويوتا105« كانت كلها مستأجرة من قبل شركة »سايبام بوس« الإيطالية، وحّل التنظيم الإرهابي الملايير وراء تعاملاته مع الشركات الأجنبية في الصحراء، زيادة على رؤوس الأموال التي استثمرها بغرض تبييضها، وإعادة استغلالها في صناعات أخرى لفائدة عملياته الإجرامية، حيث تم شراء العديد من الفيلات بمختلف الولايات الجنوبية، فضلا عن ورشات وبساتين النخيل ورؤوس الإبل.نقل المخدرات وتهريب الوقود لتمويل الإرهابيين.