تفتح محكمة جنايات بمجلس قضاء العاصمة هذا الأسبوع واحدة من أثقل الملفات الأمنية الذي يتعلق بنشاط الجماعات الإرهابية في الصحراء الذي امتد إلى شمال مالي، وبالضبط منطقة الخليل التي يتمركز فيها عناصر كتيبة »طارق بن زياد« تحت إمارة »غدير محمد« المكنى »عبد الحميد أبو زيد«، فضلا على امتلاك هذا الأخير لمنزل في ليبيا يعد مركز جميع المخططات الإرهابية التي استهدفت الجزائر كما سيواجه 12 متهما من بينهم نجله المدعو »لخضر« وشقيقيه »الساسي« و»عبد القادر« إلى جانب 3 من أبناء عمومته تهما ثقيلة متعلقة بجنايات الانتماء إلى جماعة إرهابية مسلحة تنشط داخل وخارج الوطن، حيازة أسلحة حربية وذخيرة بدون رخصة التهريب على درجة من الخطورة تهدد الاقتصاد الوطني والمتاجرة في المخدرات في إطار جماعة إجرامية منظمة وجنحة تبييض الأموال، وجنحة مخالفة التشريع والتنظيم الخاصين بالصرف وحركة رؤوس الأموال من وإلى الخارج.وقد توصلت التحريات الأمنية التي قامت بها مصالح الأمن العسكري بالتنسيق مع قوات الجيش الشعبي الوطني في المناطق الشرقية بالصحراء الجزائرية إلى أن أمير اتفاقيات مع عدد من الشركات البترولية الأجنبية كتيبة »طارق بن زياد« المدعو »عبد الحميد أبوريد« قد ابرم العاملة في الجزائر وانشأ شبكة إجرامية منظمة عابرة للحدود مختصة في نقل المخدرات وتهريب الوقود سمحت له خلال عشرية من الزمن من تحصيل مبالغ مالية معتبرة فاقت مائة مليار سنتيم وجهت لشراء الأسلحة والذخيرة الحربية التي استخدمت في اعتداءات إرهابية استهدفت السياح الأجانب وممتلكات تابعة للدولة.كما ستكشف محاكمة »أبو زيد« أنه حصل على مائة مليار سنتيم عبر عقود ابرمها مع الشركات النفطية الأجنبية بالجزائر ودعمه وإسناد التي تم توقيفها في 17 جويلية 2010 تفاصيل عمل الجماعات الإرهابية المنضوية تحت لواء تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي واستراتيجيات تمويلها على المدى البعيد حيث توصلت التحقيقات إلى أن »أبو زيد« قد مكن شقيقه الساسي من ولوج الشركات البترولية الأجنبية وتبييض أموال التنظيم الإرهابي عن طريق شركته »الساسي أورل « لكراء السيارات مقابل عقود أدرت على التنظيم الإرهابي أموالا كثيرة فاقت المائة مليار سنتيم استعملت في النشاطات الإجرامية. وقد تعاملت هذه الشركة التي خدمت مصالح التنظيم الإرهابي مع عدد من الشركات الوطنية والأجنبية على رأسها »سوناطراك«، »بريتش بيتروليوم« ،»سايبام بوس«، ومؤسسة الحراسة »ج بي اس أ« تمكن الإرهابي »أبو زيد« من خلال المؤسسة التي أسسها سنة ,2001 من تبييض أغلب الأموال التي تم تحصيلها من كل العمليات الإجرامية، القائمة على السرقة وتهريب المخدرات.وحسب الملف فقد تعامل الإرهابي »الساسي« مع شركة »بريتيش بتروليوم« عدة مرات كانت بدايتها سنة 2005 إلى غاية جوان 2010 عن طريق تأجير سياراتها الرباعية الدفع والشاحنات مقابل مبالغ مالية تراوحت ما بين 6 و4 ألاف دينار للسيارة يوميا حيث وظّفت ذات المؤسسة 11 سيارة من نوع »تويوتا « لفائدة شركة »بريتيش بيتروليوم« مقابل 6000 و8000 دينار يوميا، زيادة على 14 سيارة أخرى من نوع »لوند كروزر« لصالح نفس الشركة، في الوقت الذي كانت تعمل 4 سيارات أخرى من نوع »مازدا« رباعية الدفع لفائدة الشركة الفيتنامية، وعشرات السيارات الأخرى لفائدة باقي الشركات. فضلا عن أربع سيارات أخرى من نفس النوع، زيادة على ثلاث سيارات من نوع »كروزر« واثنين من نوع »تويوتا« كانت كلها مستأجرة من قبل شركة »سايبام بوس« الإيطالية، وحل التنظيم الإرهابي الملايير وراء تعاملاته مع الشركات الأجنبية في الصحراء، زيادة على رؤوس الأموال، التي استثمرها بغرض تبييضها، وإعادة استغلالها في صناعات أخرى لفائدة عملياته الإجرامية، حيث تم شراء العديد من الفيلات بمختلف الولايات الجنوبية، فضلا عن ورشات وبساتين النخيل ورؤوس الإبل.