كشف ملف قضائي مبرمج على مستوى محكمة جنايات العاصمة، خلال الدورة الحالية، أن غدير محمد المكنى "عبد الحميد أبو زيد" أمير كتيبة طارق ابن زياد، والذراع الأيمن لبلعور، استثمر أموال الفديات التي تعدت المئة مليار سنتيم، والتي جمعها بعد تفاوضه لإطلاق سراح السياح المختطفين، ومن عائدات المخدرات، في إنشاء شركة باسم شقيقه "س" مختصة في كراء السيارات وعتاد الشركات النفطية العاملة بالجنوب، مقابل عقود طويلة وقصيرة المدى. وتوصلت التحقيقات القضائية مع شبكة دعم وإسناد الإرهاب تضم 12 متهما تم توقيفهم مطلع 2010، بينهم نجل أبو زيد "ل" وشقيقيْه "س" و"ع"، وحسبما ورد في الملف القضائي، فإن شقيق أبو زيد كان يتعامل مع الشركات النفطية الأجنبية العاملة بالجزائر طيلة عشرية من الزمن، عن طريق شركته "الساسي أورل" المتواجدة بمنطقة المهنوسة بوادي سوف، والمختصة في كراء مختلف العربات من شاحنات وحافلات وسيارات ذات الدفع الرباعي، وأبرم معهم عقودا أدناها يمتد لخمس سنوات، والشركة أنشأها "أبو زيد" عن طريق تبييض أموال جناها من تنظيمه الإرهابي النشط بالصحراء ودول الساحل ومالي. وتمتلك الشركة المذكورة حوالي 60 عربة بين شاحنات ذات مقطورات وسيارات الدفع الرباعي، حافلات للنقل، 14 سيارة نوع "تويوتا L 105 HZG "، وكانت المؤسسة تؤجر سياراتها إلى مؤسسة نفطية أسترالية، بمبالغ بين 4 و 6 آلاف دينار يوميا، وسيارات كروز وتويوتا 105 تم تأجيرها لشركة "سايبام بوس" الإيطالية، وتأجير 11 سيارة نوع نوع "تويوتا L105" و"لوند كروزر" لفائدة شركة "بريتيش بيتروليوم" مقابل مبالغ تتراوح بين 6 و8 آلاف دج يوميا، وسيارات أخرى من نوع "مازدا" رباعية الدفع لفائدة شركة فيتنامية، كما تعاملوا مع شركة بيتروفينا. وأبرمت هذه الشركات البترولية عدة عقود عمل مع أبو زيد، في الفترة بين شهر نوفمبر 2005 إلى غاية جوان 2010، كما استثمر أبو زيد أموال التنظيم في شراء عقارات وبساتين النخيل، فيلات بمختلف الولايات الجنوبية، فضلا عن ورشات ورؤوس الإبل. وكان عبد الحميد أبو زيد، الذي قُضت عليه القوات الفرنسية في 25 فبراير 2013 شمال مالي، وتم تأكيد مقتله في 23 مارس 2013، يتنقل بين مدينة الخليل بمالي (على الحدود الجزائرية) ومدينة ليبية على الحدود أيضا، فيما تمركزت جماعات دعمه بمناطق المهنوسة بوادي سوف، الدابداب، أدرار، تُُڤرت، حاسي مسعود وإيليزي، ورڤلة وعين أمناس والمنيعة، واعترف المتهمون بتزويدهم مختار بلمختار "بلعور" منذ سنة 2001 بالبنزين والمؤونة مقابل مبالغ مالية معتبرة. وعثرت المصالح الأمنية لدى توقيف شقيق أبو زيد على مواد متفجرة وذخيرة حربية. ويواجه المتهمون جنايات الانتماء إلى جماعة إرهابية مسلحة تنشط داخل وخارج الوطن، حيازة أسلحة حربية وذخيرة بدون رخصة التهريب، المتاجرة في المخدرات في إطار جماعة إجرامية منظمة، وجنحة تبييض الأموال، جنحة مخالفة التشريع والتنظيم الخاصين بالصرف وحركة رؤوس الأموال من وإلى الخارج.