هكذا تغلغل تنظيم أبوزيد إلى عقر دار كبرى الشركات البترولية باسم شركة "الساسي أورال" ^ تنقلات بريتيش بتروليوم وسايبام، كانت تحت أعين الجماعات الإرهابية قبل تيڤنتورين كشفت التحريات التي باشرتها مصالح الأمن عقب الهجمات الإرهابية التي استهدفت العمال الأجانب والسياح بالصحراء الشرقية الجزائرية الكبرى أن أمير كتيبة طارق بن زياد عبد الحميد أبوزيد خطط لضرب شركات بترولية أجنبية منها بريتيش بتروليوم وسايبام قبل واقعة تيڤنتورين، وذلك بعد جمع تفاصيل دقيقة عن هذه الشركات التي يدخلها عبر عقود شركة باسم شقيقه "الساسي غدير" مختصة في كراء السيارات ومختلف العتاد للشركات النفطية العاملة بالجنوب، والتي ساهمت في تمويل التنظيم الإرهابي بأكثر من 100 مليار سنتيم. كما كانت عائدات المتاجرة بالمخدرات أهم مصادر دعم جماعة أبو زيد التي بسطت هيمنتها على الصحراء واعتمدت على دعم بلمختار والبارا في تنشيط تهريب البنزين والكيف حتى إلى ليبيا. شركات بترولية أمريكية وإيطالية مولت تنظيم أبو زيد الإرهابي ب 100 مليار سنتيم جاء في التحقيقات الأمنية مع شبكة الدعم والإسناد التي تضم 12 إرهابيا منهم نجل عبد الحميد أبو زيد المدعو "غدير لخضر" وشقيقيه "الساسي" و«عبد القادر"، أن الشركات النفطية الأجنبية العاملة بالجزائر فتحت أبوابها لشقيق الإرهابي عبد الحميد أبوزيد، طيلة عشرية من الزمن، قدمت فيها كل المساعدة لشركته "الساسي أورل" لكراء السيارات، التي أنشأها الإرهابي أبوزيد بأموال التنظيم الإرهابي المنضوي تحت لواء القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، والتي كسب من ورائها أموالا ضخمة، وساهمت الشركات البترولية الناشطة في الصحراء بطريقة غير مباشرة في تمويل تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وتبييض جزء كبير من الأموال المتحصل عليها بعقود قصيرة وطويلة المدى باسم مقريبن من أمير التنظيم، لتستغل هذه الأموال في دعم التنظيم الإرهابي الذي كان يبحث عن استعادة قواه وإعادة توزانه خاصة من خلال شراء كميات كبيرة من الأسلحة. كما ركزت جماعة أبوزيد في تمويل عملياتها الإرهابية على السرقة وتهريب المخدرات ومداخيل الفدية التي يتلقاها من قبل الدول نظير إطلاق سراح رعاياها ومن الشركات البترولية التي جدّدت الثقة في شقيق الإرهابي أبوزيد عدة مرات من خلال العقود المبرمة بينها وبين شركته، منها بريتش بتروليوم التي تعامل معها بداية من شهر نوفمبر 2005 إلى غاية جوان 2010، والشركة الأسترالية التي جددت فيه الثقة مرتين متتاليتين، وفي بداية مشواره ساعدته على بناء خلفية جيدة تبعد عنه أي لبس أو شكوك في التعامل مع باقي الشركات. ووظف التنظيم مئات الملايير في شركة "ساسي أورل" التي كانت تمتلك العديد من السيارات الرباعية الدفع، فضلا عن شاحنات وحافلات تقوم بتأجيرها لصالح الشركات البترولية، عن طريق عقود قصيرة المدى تصل إلى 5 سنوات، زيادة على عقارات وبساتين النخيل التي كانت تستثمر فيها أموالها المحصلة من جرائمها. وتمتلك مؤسسة "الساسي أورل" حوالي 60 عربة بين شاحنات ذات مقطورات وسيارات ذات الدفع الرباعي، فضلا عن حافلات للنقل، حيث تعمل 14 سيارة من نوع "تويوتا L 105 HZG" وأخرى "80" HZG نفس النوع لدى الشركة الأسترالية "BHB"، والتي تم شراؤها بأكثر من 6 ملايير سنتيم. كانت المؤسسة تتقاضى عن كل واحدة منها 6 آلاف دينار يوميا، فضلا عن سيارات أخرى ، تم كراؤها لمؤسسة الحراسة "GBSA" مقابل 4000 دينار لليوم، فضلا عن أربع سيارات أخرى من نفس النوع، زيادة على ثلاث سيارات من نوع "كروزر" و2 من نوع "تويوتا 105" كانت كلها مستأجرة من قبل شركة "سايبام بوس" الإيطالية. ووظّفت المؤسسة 11 سيارة من نوع "تويوتا L105" لفائدة شركة "بريتش بيتروليوم" مقابل 6000 و8000 دينار يوميا، زيادة على 14 سيارة أخرى من نوع "لوند كروزر" لصالح الشرك نفسها، في الوقت الذي كانت تعمل فيه 4 سيارات أخرى من نوع "مازدا" رباعية الدفع لفائدة الشركة الفيتنامية، وعشرات السيارات الأخرى لفائدة باقي الشركات. وحصّل التنظيم الإرهابي الملايير من تعاملاته مع الشركات الأجنبية في الصحراء، زيادة على رؤوس الأموال التي استثمرها بغرض تبييضها، وإعادة استغلالها في صناعات أخرى لفائدة عملياته الإجرامية، حيث تم شراء العديد من الفيلات بمختلف الولايات الجنوبية، فضلا عن ورشات وبساتين النخيل ورؤوس الإبل، والعربات التي تم استئجارها لفائدة هذه الشركات. قال من جهته شقيق أبوزيد، إنه تمكّن من خلال المؤسسة التي أسسها سنة 2001، من تبييض أغلب الأموال التي تم تحصيلها من كل العمليات الإجرامية، حيث كانت تلك بمثابة الخطوة الأولى للتنظيم الإرهابي للتغلغل إلى مقر هذه الشركات البترولية في الجنوب، والتي ساهمت في تقويته من الناحية المادية من خلال طلباتها المتزايدة على العربات. تمويل كتيبة طارق بن زياد من عائدات نقل المخدرات وتهريب الوقود كشف الملف القضائي لجماعة الدعم والإسناد التي تواجه جنايات الانتماء الى جماعة إرهابية مسلحة تنشط داخل وخارج الوطن، حيازة أسلحة حربية وذخيرة دون رخصة، التهريب على درجة من الخطورة تهدد الاقتصاد الوطني والمتاجرة بالمخدرات في إطار جماعة إجرامية منظمة، وجنحة تبييض الأموال وجنحة مخالفة التشريع والتنظيم الخاصين بالصرف وحركة رؤوس الأموال من وإلى الخارج. وعملية توقيفهم كانت سنة 2010 حينما تمكنت مصالح الأمن من توقيف أفراد عائلة كبيرة بمنطقة الجنوب الشرقي تم تجنيدهم من طرف عنصر من عائلتهم المدعو غدير محمد المكنى بعبد الحميد أبوزيد من أجل أن يكونوا له دعما ومساندة في المنطقة، ومقابل ذلك يكون هو لهم دعما بالأموال والأسلحة. وحسب المصدر فإن عبد الحميد أبوزيد كان متمركزا بمدينة الخليل بمالي (على الحدود الجزائرية) وبمدينة ليبية بالقرب من الحدود الجزائرية بينما كانت عناصر الدعم والإسناد متواجدة بمناطق المهنوسة بوادي سوف والدبداب وأدرار وتوڤرت وحاسي مسعود وإليزي وورقلة وعين أمناس والمنيعة. وتنتمي هذه الجماعة (الموقوفة) المنضوية تحت إمارة أبوزيد إلى منطقة "المهنوسة الصغيرة بوادي سوف" حيث قام أبوزيد بمجرد توقيفهم من طرف مصالح الأمن بتأسيس جماعة أخرى على رأسها غدير عمر عبد الرحمان بهدف تمويل الجماعات الإرهابية بالمنطقة. كما تبين أن هذه الجماعة متورطة في تهريب المخدرات بكميات كبيرة عبر الحدود الغربية والشرقية ضمن جماعة إرهابية عابرة للحدود وهذا لتمويل الإرهاب بالصحراء. وحسب المصدر ذاته فإن شقيق أبوزيد المدعو غدير الساسي (موقوف)، وهو المتهم الرئيسي في هذه القضية، ضبطت بحوزته عند توقيفه مع جماعته سنة 2010 مواد متفجرة وذخيرة حربية. وكان الساسي يملك مؤسسة مختصة في كراء السيارات بمنطقة المهنوسة فكسب مالا كثيرا بكراء السيارات للشركات البترولية الأجنبية مثل شركة "بتروفينا". كما أقر الشقيق الثاني لأبو زيد المسمى غدير عمر عبد القادر بأن جماعة شقيقه أبو زيد كان ينشط بالتنسيق مع عبد الرزاق البارا وأمير تنظيم القاعدة في الصحراء مختار بلمختار منذ سنة 2001 حيث تم جمعتهم صفقات تهريب البنزين، وقال إنه التقى شقيقه أبوزيد سنة 2003 كان آنذاك رفقة البارا و30 إرهابيا بمنطقة الأفعى بورڤلة لتسليمه براميل البنزين وقناطير من المؤونة. كما جاء في تصريحات ابن عبد الحميد أبوزيد المسمى غدير لخضر أنه عمل في مجال تهريب المخدرات وكشف أن نشاط الجماعات الإرهابية في الصحراء فيما يتعلق بتجارة المخدرات التي كانت مصدر التمويل الأول، انتقل إلى ليبيا حيث تم نقل كميات كبيرة من المخدرات لفائدة شخص من جنسية ليبية مقابل مبالغ مالية معتبرة. وكان يستعمل هذه الأموال في شراء السيارات رباعية الدفع والبنزين والمؤونة لصالح الجماعات الإرهابية بالصحراء الجزائرية بقيادة أبوزيد والبارا ومختار بلمختار. للتذكير فقد تم القضاء على الإرهابي عبد الحميد أبوزيد من قبل القوات الفرنسية والتشادية في 25 فبراير 2013 في شمال مالي وقد تم التأكيد في 23 مارس 2013 بشكل قاطع خبر وفاته.